حقيقة كورونا ماتت وفي العراق نمت

———————————- ضياء محسن الاسدي

(( نرى فجأة أن فايروس كورونا أو ( كوفيد- 19) قد تلاشى من على الأراضي الصينية التي أرعبت العالم به بمعدلات الإصابة والوفيات وشُفيت أكثر مدن جنوب شرق أسيا الذين يأكلون الفئران والخنافس والخفافيش واختفت على حين غرة برادات الأموات من شوارع إيطاليا وتقلصت أعداد المصابين المخيفة في فرنسا وبريطانيا ومدن أوربا وخرج علينا بكل ثقة وطمأنينة وثبات مسئولي حكومات الولايات المتحدة الأمريكية وعلى لسان رئيس أكبر دولة في العالم بأن له الشرف أن أكثر الإصابات والوفيات بفايروس كورونا لديهم كأنه قد نال وسام الشرف له ولمواطنيه الأمريكيين وكذلك الصمت المطبق الرهيب والتعتيم لأكثر الدول العربية في مشارقها ومغاربها عن الأعداد الهائلة التي كانت تُنشر لديهم وعلى لسان وسائل أعلامهم اليومية .

وبعدما شل هذا الفايروس حركة العالم والحياة ووقف اقتصاده على رجل واحدة مذهولا أمام هذه الكارثة الصحية التي حيرت العالم والعلماء على حد سواء . أما الآن فنرى الانفراج وبشائر الخير تتفتح وسرائر البشرى تظهر على المجتمعات الغربية في عودة الحياة الطبيعية شيئا فشيء وفي كل يوم تعود الحياة إلى طبيعتها من خلال بوادر لفتح حركة السياحة والرياضة وحركة الطيران والمطارات للعمل تدريجيا . لكن بقوة قادر نرى العكس في العراق بأن الرياح تجري على غير ما تشتهي السفن وتعتمد على ربانها حيث نلاحظ أعداد المصابين بفايروس كورونا ( كوفيد -19) بازدياد هائل وفي تصاعد في خطه البياني وأرقامه المخيفة المرعبة كأن المصيبة حلت في العراق وأصبحت وسائل الإعلام الحكومية تدق ناقوس الخطر في المجتمع العراقي وكأن الفايروس حط رحاله على الأراضي العراقية كسائر المصائب والمحن التي حطت أوزارها سابقا كباقي المسلسلات التي عُرضت على الشعب العراقي .فالسيطرة على الفايروس في العالم تمت وفي العراق بدأت ونمت والسبب مجهول لحد الآن والحقيقة غامضة ضاعت مع سائر الحقائق التي دُفنت واختفت في أدراج الحكومة مع رزم المشاكل التي يعاني منها العراقيين .

السؤال المهم ما هو الحل لدى الحكومة اتجاه المواطن العراقي من هذه الأزمة المعقدة والمربكة حيث تقطعت سبل العيش لدى المواطن العراقي البسيط الذي يعتمد على قوت يومه وتقطعت أوصال المجتمع العراقي ومدنه وعوائله والحكومة عاجزة عن تعويض المواطنين المتضررين من جراء الحلول الغير ناجحة وناجعة له ومستقبله على أثرها فقد المواطن العراقي مصداقيته في الحكومة وبات يرتاب من تصرفاتها ووعودها وأخبارها وتصريحات المسئولين وأخذ يربط

هذه التصرفات بالأحداث السياسية التي يعيشها البلد يوميا وهو يراقب عن كثب الانفجار المحتمل في كل لحظة للشارع المعبأ بالمشاكل وتربص المتظاهرين وتهديداتهم بالتصعيد بعد اليأس الذي دب في نفوسهم فالوضع في العراق مقلق ومضطرب من ناحية أعداد المصابين حيث تحولت الأرقام من العشرات إلى المئات وقد تتحول إلى الآلاف والوضع على ما هو عليه فهل يصبح العراق هو البؤرة المحتملة للعالم في الإصابات إعلاميا أم حقيقيا فالجواب عند من ؟؟؟) ضياء محسن الاسدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here