حماس تهدّد بالتصعيد مع إسرائيل: تصريحات ظاهرها شجاعة وباطنها…؟

حماس تهدّد بالتصعيد مع إسرائيل: تصريحات ظاهرها شجاعة وباطنها…؟
مراد سامي

منذ أن رأى مشروع الضمّ النور والتصريحات الرسمية والمواقف الحكومية والحزبية تتوالى في المنطقة. حركة المقاومة الإسلامية حماس، أحد المعنيّين الأساسيّين بقرار الضمّ هي الأخرى عبّرت عن موقفها للعلن بوضوح، وهدّدت بالتصعيد العسكريّ في حال قرّر الكيان الإسرائيلي المضيّ عمليّا في المشروع الاستيطانيّ الأضخم منذ مدّة طويلة.

أعلنت الحكومة الإسرائيلية الأخيرة عزمها ضمّ أجزاء من الضفّة الغربيّة وغور الأردن إلى الأراضي التي تحوزها، في خطوة جريئة تتحدّى بها كلّ الفصائل السياسيّة والعسكريّة في المنطقة، كما تحدّت بها دول الجوار وبعض الأطراف الدولية التي عبّرت عن رفضها لهذا المشروع الذي بمقتضاه تنوي إسرائيل ضمّ قرابة ربع الضفة الغربية لمجموع أراضيها.
لم تقبل حماس هذا الأمر وهدّدت بمقاومته عبر كلّ الوسائل المتاحة أمامها وأهمّها المقاومة المسلّحة إذ قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، حسام بدران، إن حركته لن تدخر أي وسيلة أو شكل من أشكال المقاومة لمنع ضم أراضي الضفة إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي. يرى البعض أنّ موقف حماس موقف شجاع الغاية الوحيدة منه هو إيقاف الكيان الإسرائيلي عند حدّه، في حين يرى آخرون الأمر على نحو مختلف.
من ناحية تعاني فلسطين الآن تبعات فيروس كورونا الذي كاد يعصف بأرواح المئات بل الآلاف لولا حسن تصرف القيادة الفلسطينية. الفيروس نفسه وضع الاقتصاد الفلسطيني على المحكّ، قبل أن يسترجع عشرات الآلاف عملهم في المناطق التابعة لإدارة إسرائيل. كما لا ننسى أنّ عشرات الآلاف الآخرين يعتمدون على السياحة كمصدر رزق مباشر وغير مباشر، وهو ما يعني أنّ أيّ عمليّة مسلّحة ستضرب السياحة الفلسطينية، الأمرُ الذي سينسحب مباشرة على المواطن الفلسطيني المتضرّر سلفا.
من ناحية ثانية، ترى مصادر مقرّبة من القيادة الحمساويّة أنّ هذه الحركة الجدليّة ستحاول استغلال مشروع الضمّ لبثّ الفوضى في الضفّة الغربيّة حيثُ يحكم غريمها السياسي التقليدي فتح، وبذلك تسجّل نقطتين سياسيّتيْن بضربة واحدة: مقاومة العدوّ الخارجي وإخراج الخصم الداخلي في صورة الضعيف العاجز.

يختلط الخبر بالتحليل بالإشاعة في عالم الأحداث السياسية المتشعّبة، لذلك من المهمّ النظر للمشهد بعيدا عن التحيّزات السياسيّة: حماس تتخذ قرار المقاومة المسلّحة بغض النظر عن تبعات ذلك على الشعب الفلسطيني وهي في صراع سياسيّ غير مباشر مع حركة فتح.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here