ومضات خاطفة :إنسانية عصائب الحق الطافحة !!

بقلم مهدي قاسم

أثارت عصائب الحق موجات لا تنتهي من ضحكات وقهقهات و سخريات لاذعة في صفحات التواصل الاجتماعي ، و ذلك استهزاء بتصريح أحد نوابهم الذي ” استنكر ” استخدام القوة ضد المتظاهرين في أمريكا !!، في حين أنا لم أضحك ، لأننا لسنا في السيرك في هذه المرة ، ولا إزاء مهرجين بملابس زاهية ومزخرفة و بأنوف حمراء طويلة وغليظة ، يا ريت لو كان الأمر كذلك !، بقدر ما نحن إزاء ميليشيا بلطجية و شرسة و ذات روحية تخادمية صريحة و علنية للنظام الإيراني ، أقول كل هذا لأن الساخرين والمستهزئين انطلقوا و ينطلقون من تهكمهم قائلين كيف لعصائب الحق أن تستنكر استخدام ” القوة المميتة ” ضد المتظاهرين في أمريكا ، في الوقت الذي طيلة شهور طويلة ليست فقط سكتت عصائب الحق عن استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين في العراق الذين قتل منهم بحدود 700 متظاهرا وجرح ما يقارب 25000 شخصا آخر على أقل تقدير ، أنما هي نفسها ــ أي عصائب الحق ــ قد شاركت مرارا في عمليات قتلهم بين حين وآخر عندما اقتربوا من مقراتها ، فضلا عن أنها قد تعاملت مع المتظاهرين العراقيين كأعداء و ” أبناء سفارات ” وعملاء ومرتزقة !!، بينما نحن ما كنا نحتاج إلى ذكاء خاص لندرك أسباب هذا العداء و الحقد ، إذ إن المتظاهرين العراقيين كانوا ولا زالوا يطالبون بإنهاء النفوذ الإيراني الكبير في العراق ، وكذلك بإصلاح نظام الفساد الطائفي في العراق إصلاحا جذريا بحيث ينهي النظام الطائفي الفاسد و التخريبي في العراق ،وهو نفس النظام الطائفي الذي باتت حركة عصائب الحق في الوقت الراهن جزء منه ، ولابد من الدفاع عنه ضد المتظاهرين ، لذا فإنه لأمر ينسجم تماما مع سياسة عصائب الحق التخادمية عمليات قتل المتظاهرين العراقيين و جرحهم و خطفهم أو تغييبهم ، بينما التنديد بالإدارة الأمريكية يُعد دفاعا منافقا عن المتظاهرين الأمريكيين هناك ، كموقف معلن ، يدخل في إطار الوقوف إلى جانب النظام الإيراني ــ في السراء و الضراء ـــ في مضمار الصراع الأمريكي ـــ الإيراني المشتد في المنطقة ، علما أنه حتى الآن لم يُقتل أو يُصاب إصابة بالغة أي متظاهر أمريكي ، على الرغم من إقدام المتظاهرين هناك على ارتكاب أعمال عنف خطيرة و تخريبية كبيرة مثل القيام بحرق مراكز شرطة عديدة وممتلكات عامة و سيارات و نهب متاجر ومحلات كثيرة ..

هذا دون أن نضيف إلى أن عناصر الشرطة التي تسببت أثناء إجراءاتها الروتينية بقتل مخالف أو مطلوب سيخضعون لمساءلة قانونية مع قرار تعليق مهمتهم لذلك الحين ، بينما في العراق قُتل أكثر من 700 شخصا لا زال الجاني الملثم ” مجهولا ” مع أن بعضهم أضحى معروفا باعترافهم ، كمقتدى الصدر الذي تحدث علنا و أمام الملأ عن عملية ” جرة أذن ” في النجف حيث سقط من جرائها العديد من المتظاهرين بين قتيل و جريح على أيدي عناصر القبعات الزرق الصدريين ..

هذا يبقى أن نُشير إلى أن القوات الأمنية الإيرانية هي بدورها قتلت عددا من المتظاهرين في إيران إبان انتشار فيروس كورونا بسبب احتجاجهم على الإجراءات السيئة والمرتخية البطيئة للسلطات الإيرانية في مواجهة فيروس كورونا في بدايات موجاته الأولى من الانتشار ، و يبدو أنه كان أمرا طبيعيا لعصائب الحق عمليات القتل هذه بحق المتظاهرين الإيرانيين واستخدام القوة المفرطة ضدهم ربما انطلاقا من نفس الموقف ، على أن كل مَن يحتج مطالبا بحقوقه أو يعارض النظام الإيراني، فهو خائن وعميل و أبن سفارة وبالتالي فهو يستحق القتل و السحق الضاريين ..

هامش ذات صلة :

نائب عن العصائب يستنكر استخدام القوة ضد المتظاهريين في امريكا
استنكر النائب عن كتلة صادقون التابعة لحركة عصائب أهل الحق حسن سالم، اليوم الجمعة، استخدام “القوة المميتة المفرطة” من قبل القوات الامريكية ضد المتظاهريين السلميين في ولاية مينسوتا الامريكية.

وقال سالم في تصريح صحفي صدر عن مكتبه اليوم، إن على الامم المتحدة ومنظمة حقوق الانسان التدخل لوقف هذه المجازر التي ترتكبها القوات الامريكية ضد المتظاهرين السلميين المطالبين بحقوقهم من خلال نبذ التمييز العنصري ضد الجنس الاسود في الولايات المتحدة الامريكية.

كما خاطب النائب حسن سالم، وزير الخارجية الامريكي، بالقول “اين حقوق الانسان يابومبيو وهل ديمقراطيتكم تتيح لكم استخدام القوة المميته ضد المتظاهرين السلميين”.

ولقي شخص حتفه، واعتقل 5 آخرون، بمظاهرات شهدتها، امس الخميس، مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا، شمالي الولايات المتحدة الأمريكية، احتجاجا على قتل شرطي مواطنا من ذوي البشرة السوداء بالمدينة.

وقرر حاكم ولاية مينيسوتا الأمريكية، تيم وولز، إشراك الحرس الوطني لحفظ الأمن في الولاية على خلفية الاشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين ــ نقلا عن صحيفة صوت العراق ) .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here