الولايات المتحدة الأمريكية في قائمة الإرهاب العالمي

الولايات المتحدة الأمريكية في قائمة الإرهاب العالمي

كتابة: محمد الجاسم

تُعَدُّ الولاياتُ المتحدة الأمريكية الدولةَ رقم واحد في العالم المبتلاةَ بالعنف الداخلي بشِقَّيْه..الشعبي،والحكومي..ونظراً للتقرير الذي أعدته منظمة العفو الدّولية، أن 58,5% من ضحايا حوادث إطلاق النار،في العام 2016،في الولايات المتحدة، كانوا من الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية، وكانوا عُرضةً لإطلاق النار ضدهم من قبل مواطنين من أصولٍ أوروبية وغيرهم ،وكذلك من قبل جهاتِ حكوميةٍ من أبرزها قوات الشرطة الفيدرالية والحرس الوطني.إن نسبة الضحايا من ذوي البشرة السوداء التي تجاوزت النصفَ بالمائة من عموم ضحايا القانون الدموي الذي يسمح باقتناء وحمل السّلاح الناري الفردي،والذي يستغله كثيراً اليمينيون والعنصريون منذ عشرات السنين دون الإلتفات الى خطورته على السلم الفردي والمجتمعي في الولايات المتحدة.

لقد وصلت العنجهية الأمريكية ضد المواطنين من أصول سوداء حداً أن امتلأت وكالاتُ الأنباء و مواقعُ التواصلِ الإجتماعي هذه الأيام بمقطع فيديو يُظهر شرطياً أمريكياً يُجهز على مواطنٍ أسودَ بعد أن اقتيدَ من محلِّهِ التجاري مقيَّد اليدين ـ كما أظهرت ذلك كاميرات مراقبة لمحلات مجاورة لمحل الضحية ـ ويضغط ذلك الشرطي على رقبة الضحية بركبته بشدة قوية جعلت الضحية يستغيث بكلمات واضحة وثّقها مقطع الفيديو يشكو فيها الإختناق وقطع النَفَس ،وتبدو واضحة في المقطع مطالباتُ الحاضرين للمشهد التراجيدي بفسح المجال للضحية أن يتنفس.لكن الشرطي لم يستجب لكل ذلك حتى فقد الضحية الوعيَ حينئذ..بعدها نُقل في سيارة إسعاف الى المستشفى ليفارق الحياة فيها.

تصاعدت الإحتجاجات الشعبية في الولايات المتحدة ضد السياسات الرعناء للإدارة الأمريكية ورئيسها المختلّ نتيجة ترادف المآزق الداخلية والخارجية على حكومته،وآخرها الفشل الحكومي الذريع في التعاطي مع جائحة كورونا وتداعياتها على الصحة العامة،وتصاعدت معها من جميعِ أرجاءِ العالم حملاتُ الإحتجاج والإستنكار لأساليب القمع الوحشية التي تقابل بها السلطاتُ الحكومية أبناءَ شعبها..لقد فتحت تلك الأساليب الوحشية الباب واسعاً لكل شعوب العالم أن تتدخل إنسانياً بالشأن الداخلي الأمريكي،وكأنه يعنيها، لأنه خرج عن حدود ضبط الأمن الى فضاء القمع المنظم رسمياً وبأدوات حكومية .لقد وقعت الإدارة الأمريكية في إزدواجية معايير فاضحة حين أوغلت الجماهير المنفلتة من عقال القانون بشوارع وأسواق ومتاجر وسيارات من الممتلكات الخاصة والعامة في بلادها حرقاً وتخريباً ونهباً،وأسمتهم (الخارجين عن القانون) وتعاملت معهم بمختلف طرق القمع والإعتقالات..لكن مثيلَ هذه التصرفات التخريبية بالضبط حين حصل في بغداد وبخاصة في ساحة الخلاني ومنطقة السنك وشارع الرشيد وساحة الوثبة من قتلٍ وتخريب وسرقة ونهب للأموال الخاصة والعامة كانت الإدارة الامريكية تنعتُ الفاعلين في بلادنا ب (ثوار الإنتفاضة من اجل التغيير)،وحين كان يسقط من المتظاهرين والقوات الأمنية على السواء ضحايا كانت الإدارة الأمريكية والدوائر والمنظمات المرتبطة بها تكيل أنواع وأشكال التهم الجاهزة للقوات الأمنية العراقية بالقمع و(التنكيل بالثوّار).

أما على الصعيد العالمي(خارج الولايات المتحدة الأمريكية) فقد إتّسمت السياسة الخارجية لهذه الدولة بالغطرسة والإستكبار وممارسةِ كافة أشكال الحرب العسكرية والإقتصادية والسيبرانية الحديثة بغيةَ سلبِ الشعوب المستهدفة إرادتَها وسيادتَها وحريةَ التصرف بمواردها الوطنية.لقد اقترفت الولايات المتحدة الأمريكية أبشع الجرائم بحق الشعب الفييتنامي إثْرَ إحتلال هذه البلاد الشرق آسيوية ثم إنسبحت منها بعد إثني عشرة سنة من الإحتلال الغاشم..وممارسة جرائم الحرب الفظيعة في هذا البلد المظلوم ،وكان من أبشعِها استخدامُ الرشِّ الكيمياوي لتدمير وحرق وإتلاف البشر والحقول الزراعية والقرى، ماسُمِّيَ في وقتِهِ الرشَّ البرتقاليَّ والأزرقَ والأخضر، وكان إنسحابُها من فييتنام إندحاراً وإنهزاماً مُخزياً تحت ضربات المقاومة الشعبية المسلحة للشعب الفييتنامي.وقبل ذلك،كانت مشاركة الولايات المتحدة الامريكية في الحرب العالمية الثانية قد شهدت إستخدامَها القنبلةَ الذريةَ التي ألقتْ منها أنموذجين على مدينتي هيروشيما وناكازاكي في اليابان دون أن يفكِّرَ قادتُها آنذاك بالآثار الرهيبة لهذا السلاح ذي الدمار الشامل والإبادة الجماعية.كما تدخلت الولايات المتحدة في يوغوسلافيا قصفاً بالطائرات وتدخلت بالإسلوبِ القتلي الجماعيِّ ذاتِهِ في قصف سوريا واليمن والعراق..وقبلها كانت قد قتلت من الشعب الأفغاني أعداداً لاتحصى بحجة مقاتلة تنظيم القاعدة الإرهابي الذي أنشأته بأسلحتها ومعداتها وبالمال الوهابي السعودي.

حان الوقت لتسجيل الولايات المتحدة الأمريكية في قائمة الإرهاب العالمي دون تأخير.

ناصريّةُ ـ دورتموند / ألمانيا

30مايس2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here