معضلة سلوكية كورونية!!

معضلة سلوكية كورونية!!
يقول لي: إننا في جلسة جامعة لوجهاء المدينة , والمجلس مكتظ بالحاضرين , ويضيف: لا توجد عندنا كورونا , إنها تخشانا وتهرب منا!!
قلت: يا أخي هذا الفايروس عجيب غريب رهيب , حيّر العقول وأصاب القدرات العلمية بمضطرب في أكثر الدول تقدما وقدرة , فكيف يصح ما تقول؟
وما ذكره يشير إلى أننا لا يمكننا أن نستوعب خطورة المواقف والحالات حتى بعد أن تصيبنا , لأن البشر لديه نزعة كامنة تدفعه إلى عدم المبالاة وتهوين المخاطر والويلات , وكأن إرادة الموت تطغى على السلوك وتحدد مساراته.
الكورونا فايروس مخادع مخاتل مضلل يسعى إلى هدفه بأساليب لم تعهدها البشرية , وغايته قتل الملايين بوقت قصير لكي يحرر الأرض من طاقات المخلوقات , التي أفسدت عليها حياتها وأصابتها بأضرار.
قلت له: الحذر الحذر فالقادم أعظم!!
لكنه يهزأ من كلامي ويرى ما يرى , ويستمر في نشاطاته الإجتماعية وحضور مجالس الشيوخ والوجهاء من أهل المدينة , وهذا السلوك يخبر بأن المجتمع يسعى نحو الهاوية , وأن الإصابات ستكون بالمئات والوفيات كذلك في غضون أسابيع.
والتحدي الأكبر الذي يواجه مجتمعاتنا أن الحذر لا ينفع , وهناك مَن يُخاطب الناس بغير ذلك ويحثهم على عدم التوقي , ويشجعهم على الإندفاع نحو التجمع وممارسة الفعاليات التي توفر الأرضية الخصبة لإنتشار الفايروس ونيله من أرواح الناس الأبرياء.
ولازلت أخشى على الناس في مجتمعاتنا من موجة كورونية مروعة تحصد الآلاف حصدا وهم لا يشعرون , وتقضي على عوائل كاملة , فالمطلوب أن تتوفر مستشفيات للعزل يتم حجر المصابين فيها حتى يتماثلون للشفاء , وأن لا يُسمح لهم بالإختلاط مع أي البشر, وهذه الإمكانيات غير متوفرة, مما يعني أن المصاب سيصيب العشرات والمئات , مما سيؤدي إلى كارثة صحية موجعة ,تستسلم لقانون مناعة القطيع.
وأملنا أن يتوقى الناس وينتصرون على آفة الكورونا بالوقاية , فالعلاج غير موجود!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here