تركيا تواجه تمرد فصائل المعارضة السورية الموالية لها حول تدخل أنقرة في ليبيا

أحمد الخالد، صحفي وكاتب سوري

تركيا تواجه تمرد فصائل المعارضة السورية الموالية لها حول تدخل أنقرة في ليبيا

باتت العلاقات بين تركيا وفصائل المعارضة السورية التي اعتدت أن تكون ودية وحميمة بفضل دعم واسع النطاق للمعارضة السورية من قبل السلطات التركية خاضعة الآن لتدهور سريع بسبب التدخل التركي في الصراع الليبي وفقاً لمصادر بين المسلحين السوريين الذين يقاتلون في ليبيا.

فقط الشهر الماضي بلغ عدد المقاتلين المنشقين من فرقة سلطان مراد، إحدى الوحدات الرئيسية التي تخدم مصالح تركيا في سوريا ما يزيد على 2000 شخص. قرار الانشقاق جاء بعد إعلان إرسالهم إلى ليبيا للقتال على جانب حكومة الوفاق الوطني الموالية لتركيا ما يمثل تغيراً جذرياً في موقف فصائل المعارضة السورية تجاه مشاركة في الصراع الليبي حيث لم يكن هناك نقص في المسلحين المستعدين لمسافرة إلى ليبيا على متن الطيران التركي بفضل للمكافأة السخية من $2000 وحتى $5000 بالإضافة إلى وعود منح الوطنية التركية قبل بضعة أشهر فقط.

ولكن اتخذت هذه الوعود بأنها مبالغة إن لم تكون كاذبة تماماً. لم حصل المسلحون الذين سافروا إلى ليبيا الأموال والوطنية التركية ولا المكافآت والامتيازات الأخرى وفقاً لما أفاد به أحد عناصر فصيل أحرار الشرقية زين أحمد. وأشار أحمد إلى أن بعد وصول المسلحين إلى ليبيا تم إرسالهم إلى منطقة طرابلس التي تشهد اشتباكات عنيفة بين وحدات حكومة الوفاق وقوات الجيش الوطني الليبي على رغم الوعود التركية بتكليف عناصر الفصائل المسلحة السورية بحماية أغراض النفط بعيدة عن الخطوط الأمامية.

يقدر تقرير المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد المقاتلين السوريين الموجودين في ليبيا بأكثر من 9000 شخص علاوة على 3500 شخص في معسكرات التدريب في سوريا وتركيا مستعدين للمغادرة. تضم صفوفهم أعضاء سابقين في منظمات إرهابية مثل فرع القاعدة في سوريا هيئة تحرير الشام كما أكدت تقارير أسر عنصر هيئة تحرير الشام إبراهيم محمد درويش بالجيش الوطني الليبي وكذلك أسر إرهابي داعش الذي أعترف بأنه سافر من سوريا إلى ليبيا عبر تركيا.

كانت أنقرة تسعى إلى تجنب مخاطر وعواقب شن عملية عسكرية واسعة النطاق قد تتطلب نفقات كبيرة وتؤدي إلى خسائر فادحة في صفوف القوات المسلحة التركية عن طريق إرسال الفصائل المعارضة السورية إلى ليبيا وإعادة تكليفها بهدف تعزيز النفوذ التركية في المنطقة. ولكن يبدو أن السلطات التركية تفشل في تحقيق أهدافها.

تكبدت الفصائل السورية خسائر بالغة في الأرواح والإصابات بسبب نقص في التدريب وافتقارهم للأسلحة ويقدر عدد المسلحين الذين لقوا مصرعهم بالمئات ولا يزال يزداد بينما تستمر اشتباكات كر وفر بين حكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي. إذا لم يكبح الرئيس التركي رجب أردوغان طموحاته الطابع المدمر لدور المسلحين السوريين في ليبيا قد يؤدي إلى سقوط التأثير التركي على المعارضة السورية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here