وزير الدفاع امتلك شجاعة الألمان و قال الحقيقة التي لا تُنكر

وزير الدفاع امتلك شجاعة الألمان و قال الحقيقة التي لا تُنكر

بقلم مهدي قاسم

أضحكني تصريح ما يُسمى بناطق مأذون لحزب الوفاق الوطني العراقي السيد محمد البديري،على صعيد إدانة تصريحات وزير الدفاع بسبب تأكيد الوزير المذكور على إن ” مجاميع التنظيمات المتطرفة والمتمثلة بداعش هم من المناطق الغربية والشمالية بنسبة 80%. هم من المناطق الغربية والشمالية ، أقول أن هذا التصريح أضحكني وفي نفس الوقت أزعجني و أثار قرفي بسبب النفاق والدجل و الازدواجية في محاولة هزيلة في إخفاء حقيقة واضحة كوضوح الشمس ولا تحتاج إلى تأكيد أو تثبيت إلا وهي أن غالبية عناصر داعش في العراق كانوا ، و قسما منهم، لازالوا من المقاتلين المحليين من أنصار و أتباع النظام السابق و أيتام حارث الضاري و أعضاء موالين للحزب الإسلامي العراقي الأخوانجي ــ فرع عدنان الدليمي و غيره ــ الذين انضموا إلى عصابات داعش الإرهابية سواء كقادة أماميين أو قواعد مقاتلة..

فلماذا إذن هذا التدليس والتغطية البائسة على هذه الحقيقة والتظاهر بوطنيات فارغة ؟ ..

و إذا كان حزب الوفاق الوطني يحرص على تجاوز التخندق الطائفي ، و ذلك حرصا على الهوية الوطنية الخالصة مثلما يتاظاهر بذلك ، ، فلماذا لم يحتج على وصف الشيعة العراقيين جميعا بأنهم تابعين لإيران ؟ وهو الوصف الذي يتكرر مرارا في وسائل الأعلام العراقية و العربية المتعاطفة مع النظام السابق ، فلماذا يكيل بمكيالين فيحتج على شيء و يسكت عن نفس الشيء عندما يتعلق الأمر بطائفة أخرى؟ ..

إذ يفترض بالحزب الوطني الأصيل و الحقيقي أنه لا يميز بين طائفة وأخرى وإنه يمثل جميع أبناء الوطن بل يدافع عنهم جميعا بلا تمييز أو استثناء ..

غير أنه يتعين على حزب الوفاق الوطني أن يعرف و يعلم جيدا أن وزيرالدفاع قد قال ما هو يعكس الحقيقة كاملة على ارض الواقع ، وربما يستطيع أن يثبت صحة كلامه بأدلة و أرقام تخص آلاف العمليات الإرهابية التي جرت في العراق على مدار السنوات الماضية و حتى الآن ..

إذ لولا الحواضن وأصناف الدعم اللوجستي التي تحصل عليها عناصر داعش الإجرامية في أماكن تواجدها فضلا عن التعاطف السكاني معها هنا و هناك و حتى الآن بعد هزيمتها الميدانية ـــ و الذي أصبح الآن محدودا إلى حد كبير و خاصة في المناطق الغربية ولكنه زاد في المناطق الشمالية ـــ لما استطاعت أن تعاود نشاطاتها مجددا في مناطق عديدة من العراق ..

كما يجب علي هؤلاء أن يدركوا بأن عدم قول الحقيقة القائمة على أحداث ووقائع فعلية وتاريخية عنيدة ، أو محاولة كنسها تحت السجادة ، سوف لا يعني إنها غير موجودة أو ستزول من تلقاء نفسها !!..

إذ كلما في الأمر ، أن وزير الدفاع امتلك شجاعة الألمان الذين اعترفوا بعد هزيمتهم في الحرب العالمية الثانية ــــ بأنهم كانوا في أغلبيتهم نازيين و من أتباع هتلر ، وهم كانوا كذلك بالفعل ، فلِمَ الإنكار ؟ ، و ليس فقط اعتذروا للعالم بسبب ذلك إنما أنهوا علاقتهم مع النازية فكرا و افرادا مرة واحدة وإلى الأبد وانتهى الأمر ..

بل علاوة على ذلك فأن الألمان قد ثبتوا في دستورهم الجديد بندا يُعاقب كل من يبرر أو ينكر جرائم النازيين الألمان ..

أم هل نسى حزب الوفاق الوطني مقولة حارث الضاري الشهيرة ” نحن من القاعدة والقاعدة منا ” !! ، ومن خلال ذلك جرت عملية تجنيد آلاف من العراقيين في صفوف القاعدة و فيما بعد في صفوف داعش في المساجد و غيرها من قبل هيئة علماء المسلمين ؟! ..

ولكن لو عرفنا أن حزب الوفاق الوطني ــ في أغلبه ـــ هو تجميع لقطع غيار و سكراب بعثية بائدة و من أتباع النظام السابق فتوجب علينا أن لا نستغرب هجومه هذا ضد وزير قال حقيقة دامغة يعرفها أغلب العراقيين ..

هامش ذات صلة :

( ادانة تصريحات وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة

صرح ناطق مأذون لحزب الوفاق الوطني العراقي السيد محمد البديري بمايلي:-

اتهم وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة على قناة الشرقية الموقرة اول امس مجاميع التنظيمات المتطرفة والمتمثلة بداعش هم من المناطق الغربية والشمالية بنسبة 80%.

ان هذا الاتهام الكيدي هو لخلق اجواء ضمن الرأي العام ودعوة للطائفية السياسية وكلام محبط ومؤذي لنسيج المجتمع العراقي. وهذا الوزير يعلم جيدا ان هذه المناطق واهلها عانت من الفقر والتهميش والاقصاء والنزوح والتهجير والاعتقالات والتغييب وانعدام التنمية، لكن بالرغم من ذلك خرجت الجماهير الكريمة من المحافظات التي اساء بها الوزير مطالبين بوطن كريم وضد الارهاب والظلم والفساد مثلما خرجت التظاهرات الشعبية السلمية المستمرة لحد الان في بغداد والفرات الاوسط والجنوب.

واكد البديري ان الاناء ينضح بما فيه، فهل تناسى الوزير الدور الوطني والتاريخي لابناء هذه المناطق وعشائرها العربية الاصلية في مقاتلة القاعدة وداعش والتصدي للارهاب جنبا الى جنب مع الجيش العراقي الباسل والشرطة الوطنية وباقي التشكيلات المقاتلة.

ان دس التفرقة والاحباط من قبل وزير الدفاع هو اسلوب غير لائق ولا موفق، وعليه نطالب بابعاده عن القوات المسلحة العراقية واختيار وزير اخر وفتح تحقيق بهذه التصريحات الصادرة عنه.

المكتب الاعلامي لحزب الوفاق الوطني العراقي

2 حزيران 2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here