هل يقود الحكيم انشقاقا سياسيا جديداً على مستوى الطائفة؟
محمد وذاح
يقود زعيم تيار الحكمة، السيّد عمار الحكيم، تحركاً سياسياً من شأنه أن يؤدي إلى انبثاق تحالف سياسي نيابي جديد، يهدف لتمرير القوانين المهمة داخل مجلس النوّاب العراقي ودعم حكومة رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي في معالجة القضايا الداخلية والخارجية بما يحقق التوازن في العلاقات تضمن مصالح العراق أولاً.
التحرك السياسي الجديد للسيد الحكيم، وعلى الرغم من محاولة بلورته بالكتمان السياسي، لم يمنع تيار الحكمة من اطلاق باللون اختبار في الأوساط السياسية، لعرفة ردود الافعال الكتل والاحزاب لسياسية العراقية التي تعيش حالة من اللا استقرار بسبب ما فعلته الاحتجاجات الشعبية العراقية ودفعت الى استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وتصفير شعبية الاحزاب والقيادات الشيعية من قبل جمهور مناطق الوسط والجنوب بسبب ارتباطها بالفساد.
فقد كشف النائب عن تيار الحكمة، جاسم البخاتي، عن التحرك السياسي الجديد لرئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم قبل ساعات من انعقاد الاجتماع الذي دعا له الحكيم في منزله مساء يوم الثلاثاء الماضي.
وبحسب البخاتي، فأن “مجموعة نواب ومن مختلف الكتل السياسية وجدوا أنه من الضروري انبثاق تحالف سياسي نيابي، يمكن من خلاله تمرير القوانين داخل مجلس النواب”.
واضاف أن “التحالف الجديد الذي سيشكل اليوم بعد اجتماع الكتل السياسية في منزل زعيم تيار الحكمة، عمار الحكيم، سيضم تيار الحكمة وائتلاف النصر، وكتلة كفاءات وكتلة إرادة، وقد تلتحق بهم كتلة السند الوطنية، التي يترأسها النائب أحمد الاسدي”.
ويعزو تيار الحكمة أن التحرك السياسي الجديد الذي يقوده رئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم لتشكيل تحالف نيابي داخل مجلس النواب، يأتي لأن العديد من الكتل السياسية التي دعاها الحكيم للاجتماع وجدت من التشظي وعدم الاتفاق تسببا باضعاف السلطة التشريعية، ولا بد من تقويتها عبر تحالف نيابي جديد.
تصريح عضو تيار الحكمة، النائب جاسم البخاتي، بشأن التحالف الجديد الذي يقوده السيد الحكيم، قوبل بالتشكيك، إلا أن حديث عضو الهيئة السياسية لجبهة الإنقاذ والتنمية، خالد الدبوني، ارجح كفة الأبخاتي بحقيقة التحرك لانبثاق تحالف سياسي نيابي جديد.
وقال الدبوني في حديث تلفزيوني، إن”تحالفاً جديداً سينطلق بعد الاجتماع في منزل رئيس تيار الحكمة، عمار الحكيم ومجموعة نواب ومن مختلف الكتل السياسية، مبيناً أنهم “وجدوا أنه من الضروري انبثاق تحالف سياسي نيابي، يمكن من خلاله تمرير القوانين داخل مجلس النواب”.
وأضاف أن “التحالف الجديد سيضم تيار الحكمة وائتلاف النصر، وكتلة كفاءات وكتلة إرادة، وقد تلتحق بهم كتلة السند الوطنية، التي يترأسها النائب أحمد الاسدي”، مشيرا الى أن “تصفير تحالفات أحزاب السلطة وترتيبها من جديد ستظهر مع الجلسات المقبلة، لاسيما وأن تحالفات الكتل السنية سبقتها في ذلك”.
للافت أن جميع الكتل السياسية التي دعا لها السيد عمار الحكيم لتشكيل تحالف نيابي جديد، من القوى الشيعية التي تحظى بالوسطية وشبه المقبولية من الشارع العراقي ولا تمتلك وزراء في الحكومة الجديدة التي يترأسها مصطفى الكاظمي.
ويرى مراقبون للشأن العراقي العام، ان السيد عمار الحكيم، وما له من تجربة الانشقاق من المجلس الاعلى الاسلامي في عام 2017 وتأسيس تيار الحكمة الذي كان بداية عصر التخلص من وصايا كهول السياسة، قد يقود انشقاقاً جديداً على مستوى أوسع يضم الجيل الجديد من السياسيين الشباب او ما يعرف (بالخط الثاني) من القيادات الشيعية التي بقت تدور في فلك الصقور ولم تعطى لها الفرصة المناسبة، عبر تشكيل تحالف نيابي داخل مجلس النواب يمثل لوبي للضغط على القوى السياسية داخل البرلمان التي يمكن أن تعرقل اصلاح العملية السياسية وتحاول الابقاء على مبدأ المحاصصة وتقاسم المناصب التي ابتلي بها العراق على مدار سبعة عشر عاماً.
Read our Privacy Policy by clicking here