متى يقف الفساد في الوقف الشيعي ..!؟

متى يقف الفساد في الوقف الشيعي ..!؟
ال الهندي ضلوا بعد وفاة السيد نور.. وعادوا بعمامـــة صفويــــــة في بغداد…!

ربما ان جملة من الأسئلة تطرح في ذهن القارئ الكريم كيف ضلوا ال السيد رضا الهندي بعد وفاة السيد نور الياسري (١٨٤٢ـ ١٩٣٦)؟ وهل كان هو لهم الصمام الأمان من الضياع؟ وماهي العلاقة بين الطرفين؟ وربما السؤال الأخر هو كيف عادوا بالعمامة الصفوية؟ وحتما هناك السؤال الأهم الذي يطرح نفسه بقوة لماذا كتابة هذا المقال؟
لقد كتب المدعو (أبو مهدي الموسوي الهندي) وهو أحد احفاد السيد رضا الهندي والمقرب من علاء الهندي ( رئيس ديوان الوقف الشيعي ) على صفحته أكثر من مرة ((زعيم الطائفة في وقته سماحة اية الله العظمى أبو الحسن الاصفهاني وكان السيد نور الياسري من المقربين الى السيد رضا الهندي..!))
لكن السؤال الى الموما اليه لماذا يتقرب السيد نور الياسري الى السيد رضا الهندي؟ وان السيد نور الياسري وهو الغني المقدس والسلطان على العشائر كما تقول مذكرات الحكام السياسيين البريطانيين؟
AN ADMINISTRATOR IN THE MAKING [ JAMES SAUMAREZ MANN, 1893-1920.
هل يتقرب اليه من اجل الجاه ام من اجل المال.
يقول السيد رضا الهندي في مقابلة له مع جعفر الخليلي انا مزادي “هندي بارد” يختلف عن الاخرين. لقد ذكر توفيق زاهد (اديب ومؤرخ) ان السيد رضا الهندي وجد ضالته في المشخاب عند السيد نور الياسري لكثرة منافسيه في النجف فأقام عنده سنين طويلة. والجدير بالذكر وان رجال الدين يعيشون على الهبات والحقوق الشرعية. ولا يخفى ان السيد نور الياسري هو اغنى رجل في العراق في زمانه والممول الأكبر للحوزة العلمية في النجف يومذاك. والاكثر من ذلك كان يتفقد طلبة الحوزة العلمية أصحاب العوائل الكبيرة العدد من المعوزين الذين لم يأتوه الى زيارته في المشخاب او النجف او كربلاء وثمة مساعدته للفقراء سرا.. وحتى بعد وفاته خصص في وصيته مبالغ الى المراجع.
ويقول محمد علي جعفر التميمي في كتابه (قلب الفرات؛ ط ١٩٥٢) لقد كان السيد نور يحب العلم واهل العلم ويدعم الحوزة العلمية في النجف وكربلاء. كان السيد نور يمون مجموعة من البيوتات العلمية المستحقة الطعام (الرز والحنطة) في النجف؛ وقد أوصى قبل مماته بان ما سنه في حياته لا ينقطع بعد مماته وتبقى صدقة جارية؛ ويضيف التميمي والى الان تمون تلك البيوت بالطعام ومقداره طغاران رز وطغاران حنطة شهرياً (الطغار؛ طنان).
وان مراجع الحوزة من الطلبة الذين عاصروه بعد وفاته كانوا يقولون (رحم الله السيد نور كان يطعمنا بالدقيق حين كنا طلبة في الحوزة ومن بين هؤلاء السيد أبو القاسم الخوئي) …والسؤال هل كان السيد نور يتقرب إليهم من اجل ان يحصل على المال من عندهم؟ او من وقف أوده الهندي الذي كان يوزع على الهنود والإيرانيين في النجف وكربلاء بإشراف مراجع الدين وبالرعاية البريطانية؟ ام كان يطعهم لوجه الله؟ والجدير بالذكر لقد اشتهر السيد نور بالأعمال الخيرية وكان كل عمل يقوم به يقول بمقولته الشهيرة ((هذه فرصتنا نتقرب بها الى الله)).
ولا يخفى ان السيد نور الياسري كان يمثل حالة فردية في حياة المرجعية عبر التاريخ في العراق؛ وكانت المراجع الدينية تتقرب اليه. وكان بيته في مرحلة الاعداد للثورة (١٩٢٠) في النجف وكربلاء محل الاجتماعات للمراجع ورؤساء العشائر وكان على رأسهم من يحضرها في كربلاء المرجع الاعلى الشيخ محمد تقي الشيرازي. وكانت مرحلة الاستفتاء (١٩١٨ـ ١٩١٩) مرحلة قاسية على المرجعية في النجف وبالذات على السيد كاظم اليزدي حين تنصل عن ابداء رأيه في اجتماع الكوفة حول مستقبل الحكم في العراق وبعد انتهاء الاجتماع لم يصلي السيد نور ورائه ثم عدل عن تقليده الى الشيرازي وأصبح بينهم فراقا.. وصار يقلد الشيخ محمد تقي الشيرازي واتبعه جمع غفير من الناس ورؤساء العشائر.
وهنا أود أن اذكر ما كتبه هاشم الهندي النجفي وهو المقرب من السيد كاظم اليزدي اثناء الاستفتاء الى حاكم البريطاني. ((حسب تبليغ فخامة الحاكم العام دام اقباله في النجف الاشرف؛ بالنسبة الى انتخاب امير للعراق حيث ان الداعي هندي من رعايا الدولة الفخيمة الانكليزية لا اختار غيرها لأنني اعرف عدالتها سابقا ولاحقا.)) وبقي القول حين وصل السيد نور الياسري ورفافه الثوار الى المدينة المنورة (نيسان ١٩٢١) استقبلوا استقبالا شعبيا ورسميا. وحين دخل مكة المكرمة وكان ملك الحجاز الشريف الحسن بن علي في كل يوم جمعة من شهر رمضان يبعث له سيف وفرسه وخدمه لتناول وليمة الإفطار في قصر الضيافة.
ومن بين الاعمال الخيرية قام بها السيد نور الياسري بنى جامع في المشخاب وصار السيد رضا الهندي محل اقامته في الجامع وظل يصلي فيه حتى وفاة السيد نور الياسري . وبعد وفاته كان نجله السيد احمد يصلي فيه. وفي احد الايام صار اجتماع في المشخاب لرؤساء العشائر لقضية سياسية وكان السيد احمد جالسا؛ قال له احد الشيوخ البارزين ليس لك مكانا في هذا الاجتماع ..واعتبرها إهانة له…! مما قرر الرحيل الى بغداد وضاعت اخبارهم..
العمامــــــــة الصفويــــــــــة.
ولكنهم عادوا بالعمامة الصفوية بعمامة الوقف الشيعي وعمائم سرداب النجف ولا يت تعين رئيس ديوان الوقف الشيعي إلا بموافقة الحاج او الجنرال سليماني وتعتبر دائرة الوقف الشيعي هي دار استراحة للإيرانيين ولإطلاعات ( المخابرات الايرانية ) وبالذات في كربلاء. وان الذي أسس هذه المؤسسة الفاسدة هو بول بريمر التي ترتبط بمجلس الوزراء (٢٠٠٣). وكان اكثرهم واشهرهم فسادا المدعو علاء الهندي الموسوي. وتوجد عشرات الوثائق والمقالات المنشورة عن مفاسد الهندي.. وان اول أهداف الوقف الشيعي هي نشر الطائفية في العراق …! وبالطبع لا يستطيع الهندي والإيراني ان يتقرب ويسرق ويهيمن على العراقيين الا بالفتن الطائفية او العنوان الشيعي…!
لقد علق قبل أسابيع صاحب صفحة “الحلاج ولي الله ” مدير مكتب حوار الايان في صفحتنا هذه وقال ” من أين نأتي بسيد نور الياسري ورفاقه في حبهم ونضالهم للعراق الجريح؛ اما اليوم وللأسف الشديد يوجد هذا الباكستاني الأصل اياري يجمع التبرعات لقناته لأجل تأجيج الفتنة الطائفية المقيتة ”
وأخيرا أقول: يا عراقيون افيقوا.. لا تجعلوا الهندي والباكستاني والافغاني والإيراني يسيطروا على مقدرات العراق. ويجب ان يصبح العراق وطن بلا عناوين الطائفية.. وان الاوقاف يجب تسمى باسم العراق لا بالطوائف لا سني ولا شيعي.

عادل الياسري ـ أمريكا.
مؤلف ((كتاب جهاد السيد نور الياسري في ثورة العراق التحررية وصناعة الوطنية))
Copyright ©2020 by Adel Alyasiry.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here