المسلمة بين دنس الحداثة وطهارة الموروث

المسلمة بين دنس الحداثة وطهارة الموروث
عبد الله ضراب الجزائري
الى الرجل الشريف والمراة العاقلة
الى الذكر الذي غُرَّ بالمظاهر والأوهام ، ونسي انه عند الله هو المسئول والقوام ، فالقى بأنثاه الى مستنقعات الكسب الحرام ، التي تعج بالفخاخ واللئام والآثام
الى المرأة الهاملة التي استخفها التكاثر والتفاخر والنّهمْ ، فضُرَّ بها الوطن والدين والنشء والعرض والقيم ، وليتها عادت بشيء فقد تردّت في مهاوي العنوسة واليبوسة والتعاسة والتهم
يا قارئا كلِمي قد كظَّني الكلِمُ … اصبر على قلمٍ أزرى به الألمُ
اصبر عليَّ اذا طاش اليراعُ بما … قد حلَّ في وطني فالقلب ينحطمُ
هل كلُّ ما الف الأوغاد او حمدوا … حقٌّ اليه رزين العقل يحتكمُ
فهل اذا جَحد العميانُ خالقَنا … نُلغي العقول ونَعمى كالذين عَمَوْا ؟
وهل اذا عُبِد الثالوثُ في بلدٍ … ننقادُ، او عُبد الجاموس والصَّنمُ ؟ُ
وهل اذا خَبطَ الغاوون في ظُلَمٍ … نغوى وتاسرنا في دهرنا الظُّلَمُ
وهل اذا عبث الفسَّاقُ من عمَهٍ … ننساق للعبث المخزي ونرتطمُ
وهل اذا رضي الديُّوث في اممٍ … بالعهر نتبعه والنَّهج مرتسمُ
واحسرتاه على ارضي على وطني … عاث الفساد به ، حلَّت به النِّقمُ
وا حسرتاه رجال النِّيفِ قد ذهبوا … او غُرِّروا ببريق المال فانخطمُوا
داسوا الرُّجولة في سوق الحياة فذِي … آثامُهم قممٌ اعراضهم رِمَمُ
واحسرتاه على جيل ننشِّئُه … الشُّرْهُ ديدنهُ والفسق والصَّممُ
*******
اصل المفاسد من انثى مسيَّبةِ … أودى بها خلُقُ الكفار والوَهَمُ
ويح الضَّعيفة في غاب الذِّئاب فكم … بالمغريات وحبِّ المال تنهزمُ
بنتُ الشَّوارع ضرٌّ لا علاج له … في رأسها القشُّ والأوهام والسَّقمُ
الجهلُ آيتُها والغدرُ رايتُها … والفخرُ غايتها والشُّرْهُ والنَّهَمُ
الغربُ قدوتها والجسم عدَّتُها … في كلِّ شرٍّ مع الشيطان تنسجمُ
لمَّا تعالت على حكم الاله غدتْ … رخيصة القدر بالأثمان تُستلَمُ
في الليل في الظهر في الاحراش سائبة ٌ … قلب المحسَّة من بلواه ينقسمُ
تندسُّ في زحمة الطرقان لاهثة ً … بالعاهر الملتاث بالنذل تصطدمُ
لكنَّها عجبا بالبؤس فارحة ٌ … من اجل فِلْسٍ تهدُّ العرض تنهدمُ
هي الغريقة في بلوى تحرُّرها … ما ذاق مأساتها الوُصفانُ والخدمُ
إن المدير وربَّ الشغل مالكُها … لابدَّ ان طُلبت تدنو وتبتسمُ
لابدَّ من طاعة المسؤول مُذعنة ً … والبابُ موصدة ٌوالسِّرُ يُكتتمُ
لابدَّ .. انَّ بديل العرض ترقية ٌ … في الوحلِ في حمْأة الاطماع ترتطمُ
إن غاظها الزوج في وكر المبيت سعت … للربِّ من زوجها المخدوع تنتقمُ
فرَّت من البيت للاطماع فانهدمت … بها المنازل والأجيال والقيَمُ
البيتُ ان فلتت منه النساء غدا … كالضِّرس منتفخا اودى به ورَمُ
فكلَّما اتَّسعت في الفكِّ رُقعته … شقَّ الغذاء وزاد القيح والألمُ

ويلٌ لمجتمعٍ طاش الاناث به … العهرُ ينخره والضرُّ والجرمُ
ويلُ الطفولة من امٍّ موظَّفة … يوم الولادة رغم الوحي تنفطمُ
تُرمى من الحضن في إهمال حاضنة ٍ… تنحلُّ من ضرر الحرمان تنفصمُ
أيُعذلُ النَّشءُ إن لجَّ الضَّياع بهمْ … فعاملوا الامَّ بالهجران او حرَموا
من تزرع السُّوء تشقى في مرارته … كم عذَّب الله بالمظلوم من ظلموا
عقَّقت ابنك بالإهمال فارتقبي … شرَّ العقوق وشعرُ الرَّاس منثغمُ
لقد تحرَّرت لكن من فضائلنا … فعافك الفحلُ والأبناءُ والشِّيمُ
ضيَّقتِ خارطة الأرزاق فانخفضتْ … هامُ الرِّجالِ فكم ذلُّوا وكم سئِموا
زاحمتِ فحلك في درب الرِّجال فذا … الى العروبة والإجرام يحتكمُ
تزوَّجي المال إن افلست من رجلً … فالحالمون ببنت الشارع انعدموا
او فاشتري ذكرا مُسترذلا نَهِماً… اذ لا يريدك الا التَّافه النَّهمُ
مصيرُك الخزي يا رعناء فانتبهي … مصيرُك العار والإفلاس والنَّدمُ
الدَّاء من طمع الذكران قد رُكبوا … يُشفَى الإناث من الأوهام لو حَسَمُوا
يا ايُّها الذَّكرُ المُزجى بزوجته … على أرُومَتِه الأطفال والحُزَمُ
ينقاد مغتبطا يزهو بقامته … كأنَّه جملٌ يلهو به قزَمُ
تلهيه عن شرف الأجداد مِعلَفة ٌ … بالشُّرْه للعلَف المسموم يلتهمُ
ما قال أسألها يوما فكيف؟ ومن؟ … ما قَضَّ مضجَعه من بُعدها العُتَمُ
ما ضاق خاطره ممن يلامسها … او من يُعافِسُها ، كأنه صنمُ
النِّيفُ افضلُ من حِرِّيفِ هاملة ٍ… اسمع لما ذكرت في عُرفنا الحِكَمُ
يا راهن العرض بالدنيا التي كسبت … ما غُرَّ بالوهم إلا تافهٌ فَدِمُ
أتذبحُ الدِّين في أحضان فانية ٍ… فالعيش باللَّحْدِ والأكفان يُختتمُ
ماذا كسبت ولو حزت الدُّنا فَرَضاً … قد ضاع عرضُك والأولاد والذِّمَمُ
*******
نعمَ النِّساء التي قرَّت بمسكنها … لله تخبت بالإسلام تعتصمُ
كالكنزِ تُحفظ من ريبٍ ومن دنسٍ … في سبحة الفطرة المطهار تنتظمُ
مليكة الدَّار تاج العزِّ زينتها … تُحمى ، تُحبُّ ، تنال الأجر ، تُحترمُ
نبعُ الحنان وحضن الطفل صائنة ٌ … للعرض والجيل بالأخلاق تلتزم ُ
وتشكر الله ثم الزوج قانعة ٌ… بالصبر والرِّفق والإحسان تتَّسم ُ
خير الديار التي قرَّ النساء بها … فالعرض ممتنع ٌ والشَّمل ملتئمُ
بمثلهنَّ فقط أرض الفدا انتصرتْ … بمثلهن جنود الكفر قد صُدِموا
سل الحقائق في أرض الجزائر كم … صدَّت مُحجَّبة بالطُّهر من هَجمُوا
ربَّت بطيبتها الأجيال فاعتصمت … بالدِّين صادقة ًما غالها وَهَمُ
كم كوَّنت وبنت ، كم ألهمت وهدت … فالأمُّ مدرسة تعلو بها الأممُ
بنت الجزائر كانت كالملاك تقى … الصون ديدنها والصِّدق والكرمُ
لكنَّها رضعت بعد التَّحرُّر من … سمِّ الذين غووا من طهرها انتقموا
سمِّ الذين غدوا للحاقدين يدا … انَّ الذين غووا هم الذئاب هُمُو
نادوا بعصرنة العري مظهرها … والعهر مرتعها والغاية العدم
قد اضمروا لبلاد الذكر هاوية ً… ها قد أتت علنا بالفعل ما كتموا
قد خطَّطوا لاجتثاث الطهر من وطني … ها قد قفا أسفا في الدَّهر ما رسموا
هل التَّقدم يا اهل العقول خنا ؟ … هل الحضارة ان تُسترذل الأممُ ؟
هل التَّحرُّر ان يزجى النساء الى … سوق النَّخاسة والأعراض تنثلمُ ؟
هل الوظيفة رهنُ العرض في حُلُمٍ … قوامه القشُّ والأصباغ والزَّهَمُ ؟
كم سخَّروا جسد الأنثى كمصيدة ٍ… للمال في حمأة الإشهار تُرتغَمُ
قد أرخصوها وأعلوا ما يباع بها … كم نذَّلوها فما عزت وما رحِموا
هل التَّعلُّمُ للأنثى مخادنة ٌ؟ … ويح الفتاة فقد أغروا وما عصموا
هل الثقافة إغراء بفتنتها ؟ … كم في الرَّذائل ما أوحى به النَّغمُ
من للأجنَّة من قد بالحرام أتوا … من عاش مضطربا منهم ومن رُدِموا ؟
كم في الجزائر من طفل بلا نسبٍ … ويل الجزائر إن ضاعوا وان نقموا
هل الحداثة ُ غَمْطُ الحقِّ وا أسفا ؟ …هل التَّطوُّرُ أنَّ الدِّين ينعدمُ ؟
لا .. ليس كلُّ جديدٍ صالحا ابدا … لا يَلزَم الحقَّ إلا عاقلٌ فَهِمُ
إنَّ الحقيقة روح الدَّهر خالدة ٌ… ان الفضيلة لا تزري بها القَدَمُ
يا قوم إنَّ سبيل الغرب جائحة ٌ… بها تُدكُّ صروحُ العزِّ والقِمَمُ
صونوا الضّعيفات من ذئبِ البغاة فهل … الذِّئب مُؤتمن تُرعى به الغنمُ ؟
يا ايها النّاس إنَّ العيش عارية ٌ… فالمال والجاه والأعمار تنصرمُ
لا تهلكوا الدين والأعراض في شُبهٍ … تبًّا لمالٍ إذا حلَّت به التُّهمُ
إن تتَّقوا الله يرزقْكم ولو مكثتْ … في كلِّ ضائقة يزجي الرَّجا لكمو
توبوا الى المالك الرَّزَّاق تنتفعوا … بالعيش والرِّزق والأولاد فاغتنموا
*******
وَا رُبَّ مُعترضٍ : إذن سنسجنها … نصفُ الخليقة في ظلِّ الورى يَرِمُ
من يجهل الدِّين كم يشقى الوجود به … واشؤم من جهلوا الايات ما فهموا
نساؤُنا سندٌ فالدَّربُ واحدة ٌ… الله غايتنا والدَّورُ يُقتسمُ
الأمُّ راعية ٌ ترعى البيوت كما … يرعى الرجّالِ بحدِّ الكدح ما حكموا
نساؤُنا شرفٌ يسعى ومكرمة ٌ… لا يهمل الشَّرف الأنثى سوى بَشِمُ
نَهدي الفتاة لما من أجله خُلقتْ … تُصانُ من شَرَكٍ حبَّاتهِ الزَّخَمُ
بالعلم بالخلق الدِّيني ِّنعصمُها … بالصَّون يبطل في الأيَّام ما رسموا
ولتترك البيت في علم ينوِّرها … إن جانب العلمُ ما جارت به النُّظُمُ
ولتسعَ في الأرض إن صانت أنوثتها … وصانت النسل لم تعبث به القدَمُ
تُغنى النِّساء عن التَّهويم في قذَرٍ … أين الوليُّ وأين الزَّوج والرَّحمُ ؟
أين الحكومة من حفظ الرّعية في … عيشٍ تفاقم في البؤس والرَّغمُ ؟
ليس اكتفاءُ أمات الله نافلة ً… بل حقَّهنَّ به للشَّرع يُحتكمُ
يا ايها النَّاس شاع العهرُ فانتبهوا … فرُّوا إلى الله شدُّوا الحبل واعتصموا

لكم كتاب هدى الله أنزله … يهدي الى شرف الدَّارين فالتزموا
إن غاظكم كلِمي أو ضرَّكم قلَمي … خونوا الشَّريعة يوم الدِّين نختصمُ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here