مسيحيّون وشبك يحملون إبتسامة الوطن مع القوّات الأمنية ويوزّعوها على العوائل المتعففة في برطلة والموفقية.

 –         “الوطن حيل غالي، والأنسانية أغلى، وأهلنا المسيحيين يبقون أهلنا وأحبابنا شمايصير، وما يكدر أحد يأثّر على المحبة الي تجمعنا”

 متابعة / جميل الجميل

تصوير / ستيفن حبيب

 لم يستطع فايروس كورونا أن يؤثّر على الآواصر الإجتماعية التي تجمع المكونات مع بعضها البعض، بل قرّبهم أكثر من خلال حملات التكافل الإجتماعي التي إستطاعت أن تغذّي عواطف المواطنين بالشعور والتفكير بالآخر.

 تحت شعار “نتشارك معا لنحي روح الوطن فينا” إنطلقت حملة “سلّة وطن – سَبَتَي ܕܐܬܪܐ” لتوزيع السلّات الغذائية على العوائل المتعففة في ناحية برطلة وقرية الموفقية صباح هذا اليوم الأحد الموافق 14 حزيران 2020 بمشاركة متطوعين مسيحيين ومسلمين شبك مع القوّات الأمنية المتواجدة في ناحية برطلة من أجل تعزيز المصالحة المجتمعية بين مجتمعات ناحية برطلة ومحاربة كافة خطابات الكراهية والصور النمطية.

 إنطلقت الحملة قبل يومين بتوزيع الرسائل على مواطنين من قرية الموفقية ليوجّهوها إلى العوائل المسيحية وكذلك العكس رسائل من مواطنين من ناحية برطلة ليوجّهوها للعوائل الشبكية في قرية الموفقية، وبعد أن وصلت السلّات الغذائية إلى مركز مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى – مركز برطلة قام المتطوّعين بوضع هذه الرسائل داخل كلّ سلة وتجمّعت القوات الأمنية بكافة أصنافها وبدأت عملية التوزيع لتنقسم إلى قسمين : السيارة الأولى ذهبت إلى مركز برطلة مع عدد من المتطوعين الشبك وأفراد من القوات الأمنية وهم يدفعون عربة صغيرة محمّلة بأكبر قلب مليء بالسلام والطمأنينة، وتوجّهت السيارة الثانية إلى قرية الموفقية حاملة معها متطوّعين مسيحيين من برطلة وهم يحملون معهم أجمل عبارات السلام في خطاباتهم.

يقول جواد شكر من قرية الموفقية ” من أكثر الأمور أهمية أن نجد أنّ هذا التعاون الذي حصل بين المكونات في سهل نينوى خلال أزمة فايروس كورونا وخاصة في حملات التكافل الإجتماعي التي تحمل بين طيّاتها العديد من المشاعر الصادقة والأحاسيس المهمة التي يجب أن نتبّناها في حياتنا،

ويضيف شكر، هناك الكثير من الأشخاص السلبيين الذين يحاولون أن يشوّهوا صور التعايش التي تربطنا مع أهلنا المسيحيين لكن لن يستطيعوا أبدا ما دمنا نعمل سوية من أجل أن ننهض بواقعنا بصورة عامة”.

 ويشير منسّق مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى الناشط المدني عمر السالم “سلة وطن  هي سلة المحبة والمشاعر والاواصر المشتركة ، شباب ونساء برطلة مسيحيين وشبك وشرطة وحشد شعبي،  اليوم اتحدوا ، ليقولوا نحن معا في احلك الظروف ، ليسطروا ملاحم الوئام والتاخي والتلاحم ، جمعتهم الاصالة النينوائية على حملة لمؤازرة العوائل المتعففة من كل المكونات ، طرقوا باب المحتاجين وقدموا لهم يد العون في ايام الجائحة والفقر .

وكأن لسان حالهم يقول ايها الارهاب بعد كل ماصنعت من فرقة وتفرقة ، ها نحن اليوم عدنا اقوى من ذي قبل ، مجتمع برطلي متنوع قوي متكافل متلاحم”.

 وتؤكد رحمة خالد موظّفة في مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى – مركز برطلة ” على أنّ سلة وطن سلة حب وتكافل اجتماعي ورسالة انسانية مضمونها نحن معاً دوماً في الفرح والحزن في السراء والضراء يجمعنا حب الوطن والوفاء بالصدق والتسامح ولا زلنا وسنبقى اجمل سلة زهور في بستان العراق الحبيب واطياف نينوى المتنوعة نعتز باهلنا واحبتنا ونبقى دائماً بمحبة وتواصل واحترام الاخرين”.

 فيما وضّحت أم أدمون مواطنة مسيحية من برطلة ” نشكر كلّ من يحاول أن يعكس لنا الأمور الإيجابية في الحياة ورسائل التعايش المهمة التي تجمع إنسانيتنا، حملة اليوم كانت مهمة جدا وخاصة بعد أن رأينا الإخوة الشبك يقدّمونها لنا وللمسيحيين في برطلة، بالرّغم من بساطة هذه الأمور إلّا أنّها رسالة لكل الأشخاص الذين يحاولون إثارة النعرات الطائفية ونحن شعب واحد يجمعنا هذا الوطن المتعدد، شكرا لمنظمة UPP وشكرا للقوات الأمنية لهذه المفاجأة الرائعة وشكرا للمتطوعين من اخوتنا الشبك”.

تعتبر هذه الحملة الثالثة التي تنظّمها منظمة جسر إلى ضمن مشروعها مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى، توزيع السلّات الغذائية بهدف تعزيز المصالحة المجتمعية بين مكونات نينوى، إنطلقت الحملة الأولى بين بعشيقة والفاضلية وإنطلقت الحملة الثانية بين بلاوات وقره شور وإنطلقت حملة اليوم بين برطلة والموفقية وهناك حملة كبيرة في مدينة الموصل لتعزيز مفاهيم التكافل الإجتماعي والمصالحة الوطنية.

 جدير ذكره بأنّ مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى هو مشروع تأسس مطلع كانون الثاني عام 2018 ضمن مشاريع منظمة UPP الإيطالية، وإرتأت المنظمة أن تعمل على هذا الجانب كون محافظة نينوى كانت تحتاج إلى هكذا أنشطة لتعزيز روح التسامح بين مكونات نينوى، إستمرّ لمدّة أشهر في مناطق سهل نينوى وبعد أن لاقى نجاحاً وتعزيزا للتغييرات الإيجابية شمل محافظة نينوى ككل وإنطلق مطلع تموز عام 2018 وشمل إنشاء مراكز الشباب في كلّ من مدينة الموصل وناحيتي بعشيقة وبرطلة وقضاء الحمدانية، حيث تضمّن المشروع عدّة فعاليات وأنشطة ضخمة لتعزيز التقارب والتشابك المجتمعي بين كافة مكونات نينوى وحملات ومبادرات تهدف للسلام ، وأيضا شمل إعادة بناء وإعمار وتأهيل سبعة مدارس وتأثيثها بالكامل وبرامج تعليم السلام في المدارس للعديد من الطلاب، والمشروع تموّله الوزارة الفدرالية للتعاون الإقتصادي والتنمية وتنفيذ منظمة جسر إلى (UPPالإيطالية). 

Image previewImage previewImage previewImage previewImage previewImage previewImage previewImage previewImage previewImage previewImage preview

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here