هل ينتهي عهد اصطفاف حماس وراء إيران تحت غطاء المقاومة؟

مؤخّرا، انتقد بعض أعضاء حركة حماس والمقرّبين منها المغالاة في الاصطفاف وراء إيران، سواءً من بعض أعضاء الحركة نفسها أو من الأطراف والدول المقرّبة لإيران، إذ أنّه وعلى خلاف ما يقع ترويجه، ليس هناك إجماع داخليّ في حماس حول طبيعة العلاقة مع إيران لاعتبارات عدّة، أهمّها محاولة إيران بسط نفوذها في المنطقة باسم المقاومة، الأمر الذي يرفضه الكثير داخل حماس بطبيعة الحال.

أثار بودكاست قناة الجزيرة الذي جاء بعنوان “سليماني … رأس حربة إيران” جدلًا سياسيّا كبيرًا، وقوبل برفض واسع من مختلف الأطياف السياسيّة في المنطقة، ورغم نعت هنيّة سليماني بالشّهيد، فإنّ قيادات أخرى من داخل حركة المقاومة الإسلاميّة حماس عبّرت عن امتعاضها من هذا الاصطفاف اللامشروط مع إيران.

وقد نشر محمد خير موسى، أحد قيادات المقاومة في فلسطين مقالًا عبّر فيه بكلّ وضوح عن رفضه التقارب الكبير مع المحور الشيعي، كما رفض محمد وصف قاسم سليماني بالشهيد واعتباره أيقونة ومجاهدًا في حين أنّ هذا الرّجل هو المسؤول الأوّل والمباشر عن مذابح عُدّت بالآلاف في المنطقة تعرّض لها المسلمون من السنّة. انتشر هذا المقال في مواقع التواصل الاجتماعي ليلفت انتباه بعض وسائل الإعلام في المنطقة، فنُشر مثلا في موقع تلفزيون سوريا. وفي السياق ذاته غرّد محمّد على صفحته الشخصيّة ووصف سليماني بالمجرم واعتبر خبر وفاته خبرًا جميلا مفرحًا وأنّ هلاكه لا يختلف عن أبو البغدادي وقد ختم قوله بالجملة التالية: مبارك هلاك هذين السفّاحين لكلّ الذين ذاقوا من إجرامهما. في إشارة إلى سليماني وأبو هادي المهندس.

بدأت ملامح التململ من إيران تظهر مؤخّرا في الأوساط القريبة من حماس والمقاومة، لأنّ الشيء الوحيد الذي كان يدفع الكثير للصمت هو دعم إيران لمجهودات المقاومة، وقد حاول الكثير أن يقنع نفسه أنّ هذا لا يعدّ اصطفافا، وإنّما هو من باب الواقعيّة السياسيّة وهو أمر تفرضه موازين القوى. لكنّ اعتبار هنية سليماني شهيدًا وتبييض الجزيرة القطرية لمجرم كسليماني رفع اللثام عن الكثير من المستور ومن المتوقّع أن يخرج الكثير من قيادات حماس عن صمتهم ويعبّروا عن رفضهم الاصطفاف مع المحور الشيعي في المنطقة.
مراد سامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here