الأسباب الواقعية التي تجعل العراق بحاجة لإنقاذه بإنقلاب عسكري
خضير طاهر
في العراق الآن لايوجد مشروع سياسي وطني لإنقاذه ، وأيضا لاتوجد نخب سياسية وطنية شريفة فاعلة في الميدان ، والحقيقة التي ظهرت في الدول العربية بعد تحرير العراق من نظام صدام حسين ، وإندلاع ثورات الربيع العربي .. ظهر ان الأفكار العقلانية المنطقية المفيدة ليست بالضرورة تناسب شعوب المنطقة العربية المتخلفة التي تتصرف بالضد من المنطق وعكس مصالحها ، بل أكثر من هذا ان تخلف هذه الشعوب ليس له علاقة بالتعليم والثقافة كما سنوضح لاحقا .
وتوجد عدة نقاط تشكل عقبات حقيقية امام طروحات : المواطنة ، والديمقراطية ، والحريات العامة ، وتجعل من خيار الإنقلاب العسكري خيارا واقعيا للحفاظ على ماتبقى من البلد ، ومن هذه العقبات التي تقف بوجه الديمقراطية والمواطنة :
1- العراقيون وشعوب المنطقة ككل .. غير ناجحين في العمل الجماعي .. إذ ان أي تجمع على مستوى نقابة أو حزب أو إدارة مسجد أو فريق كرة قدم ، بل حتى إدارة مقهى من قبل إثنين من الشركاء … نجد سرعان ماتنشب الخلافات والصراعات والإنشقاقات فيما بينهم ، فالفشل في النشاط الجماعي مشكلة مزمنة وبعض أسبابها يعود الى : غياب الثبات العاطفي والفكري ، وعدم وجود نكرات الذات والشعور بالمسؤولية نحو الجماعة ، وضعف النضج الإجتماعي بالمعنى التفاعلي .
2 – ان مفهوم المواطنة غائب تماما عن وعي الناس في العراق حيث مشاعر وعقول أبناء المجتمع مكدسة بالإنتماءات العائلية والمناطقية والعشائرية والمذهبية والقومية ، و أكثر من هذا حتى على مستوى محلة السكن والزقاق الناس تتباهى وتتفاخر الناس وتمارس السلوك العنصري ضد بعضها البعض ، وبالتالي لاتوجد أرضية لنمو طروحات المواطنة ، وإن كان البعض يرددون أمنيات (( نريد وطن )) فهي لاتعدو عن كونها مجرد ألفاظ بلا مضمون في بلد ممزق في كل الإتجاهات ، ومن سقط شهيدا من المتظاهرين الشجعان البواسل وهو يردد شعار : (( نريد وطن )) علينا فرز وتمييز بين ماهو إندفاع في لحظة حماس عاطفي ومابين إيمان حقيقي بمفهوم الوطن والمواطنة.
3- ان طبيعة العلاقات في المجتمع العراقي تقوم على أساس تراتبي .. الراعي والقطيع ، والسيد والعبد ، وتنعدم تماما فيها ثقافة المساواة والإيمان بهذا المبدأ الذي يعد أحد أركان الديمقراطية وبالتالي لاتوجد أرضية حقيقية للديمقراطية من حيث البنية النفسية والعقلية والإيمان الحقيقي بهذه الوسيلة لتبادل السلطة بشكل سلمي.
4- المراهنة على الزمن والتعليم والثقافة في المساهمة لإنجاح طروحات : الديمقراطية وغيرها … للأسف مراهنة خاسرة بدليل الجالية العراقية ومعها العربية التي تعيش في دول أوربا وأميركا وكندا وإستراليا … حيث حصل أبناء هذه الجاليات على أفضل فرص التعليم والثقافة وعاشوا في قلب الحضارة ، لكنهم مع هذا ظلوا على تخلفهم الشديد في عدم إحترامهم للقوانين ومفاهيم الديمقراطية والحريات العامة ، وكذلك ظلوا بعيدين عن التفكير والسلوك العقلاني الحضاري ، بل تجدهم يتفننون في أساليب الإحتيال على القوانين والبنوك ودوائر الرعاية الإجتماعية .. مما يعني ان الفروق الفردية والجماعية بين البشر تضع الشعوب الشرقية في حالة نفسية وعقلية غير قابلة للتطور والرقي الفكري والإنساني حتى لو قدمت لها أفضل فرص التعليم والثقافة ، فكيف الحال بإبناء هذه الشعوب التي تعيش داخل مجتمعاتها ، وكل يوم تتغذى من مستنقع التخلف والهمجية ؟!
لذا أرى شخصيا .. ان من باب الرحمة بالعراق وشعبه ( لايصح به إلا الخطأ وليس الصحيح ) والخطأ الإيجابي المطلوب هو قيام إنقلاب عسكري بإشراف أميركي ، ويتم بموجبه التعامل بحزم وصرامة مع الشعب لضبط فوضويته وعشوائيته ، وحمايته من الإستمرار في عملية التدمير الذاتي ، ولدينا تجارب ناجحة في مصر بعد ان عمت فيها الفوضى والإضطرابات بسبب الديمقراطية التي مكنت القوى الظلامية الإسلامية من إستلام السلطة ، نجح انقلاب الجنرال السيسي في القضاء على الفوضى وطرد الإسلاميين وإعاد هيبة الدولة ، ونفس الأمر مع دول الخليج العربي التي فيها نظم سياسية دكتاتورية ، لكنها حققت الأمان والإستقرار والرفاهية للمواطنين بدرجة أفضل من جميع النظم التي تدعي الديمقراطي في العالم العربي بفضل الرعاية الاميركية ، وعليه فإنه ليس دائما الدكتاتورية فكرة سلبية ، بل ان ( الدكتاتورية الإيجابية ) ضرورة وطنية للشعوب العربية .