جريمة سبايكر … الفقراء يدفعون الثمن والسياسون هم الرابحون

جريمة سبايكر … الفقراء يدفعون الثمن والسياسون هم الرابحون

عبدالزهرة مطر الكعبي

قبل ايام استذكر العراقيون اقذر مجزرة عرفها التاريخ الحديث على الإطلاق هزت المجتمع العراقي بأسره من حيث عدد الضحايا الابرياء والطريقة التي تمت في تصفية اكثر من ٢٧٠٠ شاب مسالم لم تكن جريمتهم سوى انهم من عوائل فقيرة تنحدر اصولهم من الجنوب الشيعي المستباح تطوعوا لمواجهة شظف العيش بعد أن سرق احلامهم السراق من طغاة الإسلام السياسي وقبلهم دكتاتور جبان قذر تافه اسد على شعبه وفأر رعديد امام الاخرين ، الجناة هم من سلالة هذا الرعديد ،،، وكان فعلهم هذا تستحي منه اقذر البشرية سلوكا على مر التأريخ الذي اتسم بالنذالة والخسة.. .اعتمد الغدر واستغلال طيبة وبساطة الشباب المغدورين …نسي هؤلاء ان الاختلاف في اللون والدين والمذهب واللغة هي من بدائع الخالق لكي تستمر الحياة .. نسي هؤلاء الجبناء ومن ايدهم وساندهم ان المواطن البسيط في اية رقعة من جغرافية العراق هم اخوان للجميع ولا يجوز قتل اي انسان الا بالحق ووفق القانون والشرع لا وفق شريعة الغاب التي اعتمدها هؤلاء السفلة .هذه الجريمة البشعة لو نالت من الاهتمام العالمي ما تستحق في اظهار بشاعتها المروعة … لكان لها ان تغير الكثير من الوقائع والمجريات في العراق خصوصا والمنطقة عموما … الا ان جبن وخوف السياسيين الشيعة وتشبثهم بالكرسي ولو كان على حساب قيمهم جعلوا من هذه القضية عنوانا ثانويا.. فاضاعوا حقوق الضحايا و ذويهم ممن لا زالوا يأنون من هول هذه الجريمة إلى يومنا هذا … انين الامهات الثكالى والآباء المكتوين بنار فقدانهم لفلذات أكبادهم… يقابله نعيم عيش اولاد هؤلاء المسؤولين حياة مرفهه يقضون ليالي حمراء بنعمة جهاد آباءهم الذي تعدى حدود المعقول وكان احد اسباب خواء ميزانية البلاد

لقد كان بامكان السلطة انذاك ان توقف احداث هذه المجزرة لحظة وقوعها وان تلحق الهزيمة المنكرة بمرتكبيها دون ابطاء خصوصا ونحن نعيش عصر الاتصالات المذهل ، بأفتراضية الدستور الذي يتشدق الجميع فيه لفظا وجود للدولة على كل شبر من جغرافيتها في حين الواقع كان غير ذلك فكل قرية ومدينة تعود لفئة او حزب او عشيرة او فخذ العشيرة والذي يربطهم بالوطن هو التمويل ، مما سهل ارتكاب هذه الجريمة البشعة في كل المقاييس ، كذلك من عوامل تنفيذ هذه الواقعه ، عدم توفر قيادات ميدانية مخلصة لم تشغل نفسها بمكاسب شخصية وعلى حساب مصالح الوطن والتي كانت تعطي المواقف كاذبة ، انه سوء الاختيار لتلك القيادات الذي أفشل قيام جيش مجهز باحدث الاسلحة على منع وقوع جريمة مخزية كهذه وسقوط محافظات بأكملها من قبل قوة قوامها افراد لا يملكون من العقيدة الدينية والقتالية سوى الساذج منها ، الا ان الاداء السياسي المتناحر بين قيادات الدولة مكن هذه المجاميع المبتذلة ذات الاشكال القذرة والملابس الرثة من تحقيق اختراق امني دفع العراق جراءه دماءا زكية عزيزة واموال طائلة ،

ومع ذلك مرت هذه الجريمة دون ان يرف جفن اي مسؤول و يستقيل كما يفعل (الاوادم) في بلدان العالم الاخرى ، او على اقا تقدير يظهر سياسي واحد يعتذر للشعب عن هذه نكبة انسانية فعلية … وايضا لم نرى نتائج وتوصيات لجنة التحقيق التي لم تكن محايدة اصلا في تشكيلها لذلك خيم ظلال الخلافات السياسية على عملها واضاع الحقيقة ،

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here