يشعل الضوء الاخضر لتركيا و يتكلم عن السيادة

يشعل الضوء الاخضر لتركيا و يتكلم عن السيادة
عماد علي
من منا لم يسمع يوميا الكلام عن سيادة العراق و استقلاليته و الحفاظ على كرامته و نديته مع الدول الخرى وبالاخص الجوار و عدم الخضوع لاملائاتهم، بينما لم يخف على احد مدى تدخل الدول التي لا حصر لعددها منذ سقوط الصنم بل لا يمكن ان يمرر قانون وقرار و ان كان سياديا الا بموافقة هذه الدول الامثر تاثيرا و تدخلا، فقلنا هذا طبيعي و لم يكن باليد حيلة ازائها لبلد ضعيف غارق في بحر الصراعات و المشاكل الكبيرة و الازمات المتلاحقة علاوة على الفساد المستشري و تراكم ما فرض عليه من ما اقترفته ايدي الدكتاتورية و من ثم سقوطه المخزي و ما جا بعدها الاخزى منها.
فان قلنا ما يحدث منذ عقيدن تقريبا نتيجة معطيات و افرازت طبيعية لما آلت اليه الاوضاع السياسية الاجتماعية الاقتصادية لمابعد السقوط، وان قلنا هذه نتيجة طبيعية لما بعد تصفير قدرةالعراق من كل امكانياته العسكرية و الاقتصادية بمنهج و خطط مدروسة متوافقة عليها من قبل المعنيين من محتلي العراق سواء كانوا بعيدن عن ارضه او من قريب و هم يملون عليه ما يهمهم.
و ان اعذرنا العراق سلطة و حكما احيانا بما تمليه عليه ايران نتيجة لما هو يتصف به من السمات التاريخية و الاجتماعية والمذهبية و لما يتصف به من موزائيكية تركيبته كنقطة ضعف او بالخرى تجمع الشعوب المتعددة فيه, و استغلال المستوى الثقافي المعلوم لشعبه من قبل ايران و تركيا مذهبيا, و كما حصل كثيرا من قبل ايضا. فاننا نستغرب من تنازل العراق لجميع جيرانه من اصغرهم لاكبرهم دون استثناء، فهل من المعقول ان يدعي انه بلد القادسية والنهروان ان كان حقيقيا و هو يركع بما يندى له الجبين و يتكلم بخجل و خذلان حتى مع سوريا الغارقة في مشاكلها المستعصية و الاردن التي لا يمكن ان تبقى واقفة على قدميها دون مساعدة العراق و الدول الاخرى، فما بالك بالكويت والقطر و السعودية و حتى الامارات و سلطنة عمان، ناهيك عن الدول البعيدة الافريقية و الاوربية , ولا نتكلم هنا عن امريكا لانها هي الحاكمة المشتركة مع ايران و هي التي تدير الامور مهما قيل عن ما نقول عنه منذ مدة بانه ربما مبالغة او كما يسمونه هم غلو.
المتعجب في الامر ان العراق لم يبد اي موقف مما يخصه سيادة و حدودا و ما يمسه استرايتجيا لا بل يخضع لكل امر صادر من الجوار دون نقاش، و الدليل اعلان حرب تركيا على الاراضي التي تعتبرها السلطة العراقية المنافقة بانها ارضها و بلدها.
فهل من المعقول ان تشعل ضوءا اخضر لقصف ما تدعيه بانها اراضيك و لا يمكن ان تنفصل عنك من قبل تركيا الطامعة في بلدك و تفتح الطريق لتدخلات اكبر مستقبلا و بما يمكنها من تحقيق حلمها العثماني حتى في احتلال مدنك الاستراتيجية مستقبلا ولا يمكن ان تنبس ببنت شفة لو تهيات الظروف و الارضية المناسبة لما تتحضر اليه هذه الدولة بما يراسه ذاك الراس الخاوي اردوغان الذي يعمل وفق طموحاته الشخصية دون ان يتلفت الى حال شعبه و الذي اوصل به اخيرا الى الحضيض اقتصاديا.
فهل من المعقول ان تبدا عملية عسكرية كبيرة كما تحصل الان و بهذا الاجحاف و على العلن بعد زيارة هاكان الى بغداد و كانه جاء ليامر الكاظمي بما يجب ان يفعله دون ان ياخذ منه الموافقة، والا لكان على الكاظمي ان يفتح الموضوع مع المعنيين من السلطة التي يتشدقون بها ليل نهار، انه حقا خزي و عار على السلطة العراقية الجديدة و على راسها الكاظمي الذي لا يمكن ان يختلف عن اسلافه. و هل يمكن ان ترتضي القوى التي تصرخ و تصيح كالديك يوميا و تتكلم عن وحدة الاراضي العراقية و لا يمكن المساس بهاو عن الشعب الواحد، و هذا ما يبين انهم يقصدون الداخل فقط و ليس الخارج من الحدود الذي يمد يده و يصل الى دبرهم دون ان يتمكنوا من رده.
اي تنسيق او موافقة يمكن ان تحصل على امر سيادي كهذا و على حساب الشعب الاعزل و مصيره في هذا الوقت، و ماذا يمكن ان ننتظر من مستقبل العراق المستقل صاحب السيادة والقيادة و الشعب الشهم المفدّى!!! انه لعار عليكم و على مبادئكم و توجهاتكم و دينكم و مذهبكم الذي تفتخرون به و تصارعون بعضكم البعض به و عليه.
و لابد ان تعلم السطلة العراقية فانها لابد ان لا تكرر لكمة السيادة و ما تطلبها وتزيحها من قاموسها و تعترف بصراحة بعدم تمكنها من الحفاظ عليها و ما تدعيه مجرد مزايدة خاضعة للمصالح الضيقة فقط، وليست هناك دولة بمعنى الكلمة اسمها العراق. و هنا لابد ان اشير الى انني قد ياست من السلطة الكرودستانية الفاسدة التي لا تهمها السيادة و الشرف الكوردي و خاضعة لامرها و ما بدرت من ايديدهاو هي تان تحت ما افرزته اخطائه المتتالية, عليه لا يمكن ان يفيد الكلام معها فهي اصلا خاضعة للمعتدي و للسلطة المركزية العراقية الخانعة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here