المناوشات الهندية الصينية تبقى محدودة

المناوشات الهندية الصينية تبقى محدودة، نعيم الهاشمي الخفاجي

وقعت اليوم معارك محدودة بين القوات العسكرية الصينية والهندية خلفت عشرين ضحية من القوات الهندية، الصراع الهندي الصيني ليس وليد اليوم وإنما كان هذا الصراع موجود في يوم استقلال الصين من السيطرة الأمريكية والبريطانية وأيضا بريطانيا كانت محتلة للهند، الحدود المتنازع عليها بمنطقة الهيمالايا منذ عقود طويلة، والتي شهدت اشتباكات اليوم. الهند والصين دولتين نوويتين تبلغ حدودهما 3500 كيلومتر، لم يتم ترسيمها بشكل صحيح ليومنا هذا، الصراع طبيعي بشبه صراع الهند مع باكستان حول ترسيم الحدود،
وتعود قصة النزاع بين البلدين إلى عام 1947، حين استقلت الهند عن الحكم البريطاني، وورّثت حدودها التي شملت، آنذاك، هضبة واسعة في شمال شرقي الهند، غير مأهولة، والتي تنازعت عليها الصين، بعدما أكدت ملكيتها لهذه المنطقة.
الجيش الصيني شن على القوات الهندية عام 1962، ونجح الصينيين في إلحاق هزيمة كُبرى بالقوات الهندية، والاستيلاء على مرتفعات أقساي تشين، الفاصلة بين البلدين. ويشمل النزاع كثيراً من المناطق الحدودية بين البلدين.

هناك صراع بين الدولتين بشأن طول الحدود المشتركة بينهما، فتقول الهند إن طولها يمتد لمسافة 3500 كيلومتر، بينما تشير وسائل الإعلام الصينية إلى 2000 كيلومتر فقط.

بعد معارك عام 1962 توقفت المعارك واكتفى الطرفان بنشر قوات عسكرية وفتح نقاط رصد ثابته من كلا الطرفين الصيني والهندي، آخر مواجهة بين البلدين في عام 2017. الصين قامت في فتح طريق بالقرب من مكان متنازع عليها بين البلدين، يُدعى بهوتان، لتتحرك عدة مئات من القوات الهندية التي شرعت في إغلاق الطريق، ومنعت الفريق العسكري الصيني من توسيع الطريق، وسط اتصالات بين البلدين، أسفرت عن تراجع القوات من الجانبين.

نقلت المواقع الإخبارية تصريح إلى البروفسور الهندي هابيمون جاكوب، في بـ«جامعة جواهرلال نهرو» في نيودلهي: «لم تقع إصابات على خط السيطرة الفعلية منذ 45 عاماً على الأقل»، شارحاً تبعات هذا التصعيد: «ربما هذا قد يغير قواعد اللعبة. ربما تكون هذه بداية نهاية العلاقة التي تمتعت بها الهند مع الصين منذ 45 عاماً».
لكن المعطيات على الأرض لاتنذر في وقوع حرب بين الدولتين النوويتين، إنما يبقى وضع اللاسلام واللاحرب هو الأقرب وسبق إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد عرض في مايو (أيار) الماضي وساطته في النزاع الحدودي بين الهند والصين في منطقة الهيمالايا. وقال ترمب، على «تويتر»: «أخطرنا كلاً من الهند والصين باستعداد الولايات المتحدة، ورغبتها، وقدرتها على الوساطة، أو التحكيم في نزاعهما الحدودي المحتدم».
الصين والهند لا يمكن أن يتقاتلون ابدا بظل وجود السلاح النووي امال السلام اقرب بكثير من الحرب.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.

17.6.2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here