آية كورونا!!

آية كورونا!!
الآية: العلامة , الأمارة , المعجزة , العبرة.
قبل كورونا ظهرت آيات وأيات واجهتها البشرية واعتبرت منها الأجيال وغادرت الحياة , وتوافدت أجيال لا تعرفها وتنكر فحواها ومنطلقاتها , ووجدتنا في العديد من المجتمعات أمام أشخاص يطلقون على أنفسهم “آية” , أي معجزة ربانية أو معرفية , وفي هذا إعتداء على جوهر معنى الآية.
وجاءت كورونا , وهي آية كونية كُبرى , ليتدبرها أولي الألباب , ويستعبر منها البشر , بعد أن طغى وتجبّر , ونسيَ ربّه الذي ما عاد يتقيه , بل يزيّف معانيه , وبإسمه يتاجر ويشيع الفساد والظلم والقهر والجوع والعذاب المستطير , حتى إرتعبت الأرض وضجّت أركانها من ويل البشر على البشر , ومن أفك الآيات البشرية ومراءاتها وأنانيها وسلوكياتها الممتهنة للدين وربّ الدين.
كورونا هي الآية البينة الواضحة الفاعلة في دنيا الوجود الأرضي , وأية آية غيرها عليها أن تقف بوجهها إن كانت ذات قدرة وثقة على أنها آية , كما تدّعي وتتظاهر وتضلل وتستعبد الذين خدعتهم بإسم الدين.
فلا يوجد بشر معجزة بالدين , لأن الدين أكبر من الفرد الواحد , وأشمل منه وأعظم , ولا يمكن لفرد مهما طال عمره وتوقدت بصيرته أن يحيط بعلوم الدين , وإنما قد يمتلك النزر القليل منها , فمهما علم البشر فلا يزال في دائرة ” وما أوتيتم من العلم إلا قليلا” , ولا يوجد مخلوق بشري مهما توهمنا , يمكنه أن يحيط علما بدين , أي دين , ناهيك عن العلوم الأخرى بأنواعها المتصلة بدين.
فآية كورونا أكبر من جميع الآيات , وهي التي أخرستها وكشفتها وعرّتها تماما , فلتسقط آيات الزور والبهتان , وأن تتجرد من هذه المسميات البهتانية الخدّاعة , وتتقي ربها وترى بعيون الخوف من الله , وترحم العباد وترأف بهم وترشدهم إلى ما فيه خير الناس , وذلك بالحث على العمل الصالح والمناداة بالألفة الإنسانية , والتقرب إلى الله بالإحسان والعطاء الخالص للرحمن الرحيم.
فالآيات الآدمية قد أتلفت الوجود البشري , وتسببت بتداعيات سلوكية مناهضة لأبسط القيم والمعايير التي جاء بها الدين القويم , وهي تعيش وهمَ المعرفة , وتعطي لنفسها الحق في تقييم الدين وتغييره , وفقا لهذياناتها التي تحسبها علوما ومعارفا , فعليها أن ترعوي وتتعلم من آية كورونا معنى الآية وجوهرها , لا أن تتبجح وتتوهم وتضلل وتصيب البشر بأضرار جسيمة , وتحسب ذلك دينا وسلوكا قويما.
تحية لآية كورونا التي فضحت جميع الآيات وأحرقتها في صوامعها ودستها في جحورها الظلماء!!
“ومن يتقي الله يجعل له مخرجا”
“وما تأتيهم من آيةٍ من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين”!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here