افضل رد على العربدة العسكرية التركية هو المقاطعة الاقتصادية

افضل رد على العربدة العسكرية التركية هو المقاطعة الاقتصادية

بقلم مهدي قاسم

نحن نعرف جيدا ، مثلما غيرنا أن أسلوب أو نهج الاحتجاجات على العمليات العدوانية العسكرية التركية المتواصلة ضد سيادة الأراضي العراقية ليس فقط لن يجدي نفعا إنما لم يستطع إيقاف هذه العمليات يوما ما في غضون السنوات الماضية ، طالما أن الجيش العراقي لا زال ضعيفا ، أو بالأحرى إن القوات الجوية العراقية عاجزة عن حماية السيادة العراقية إزاء أي عدوان خارجي ، غير أن اسلوبا جديدا للعقاب السياسي أو الردع الذي ابتدعه ترامب و له التأثير الكبير جدا بالصميم ، إلا وهو المقاطعة الاقتصادية التي يمكن الاستعانة بها بدون قرقعة أسلحة أو دوي مدافع و سقوط قتلى و جرحى ، وهي عقوبات ربما لها تأثير أقوى حتى من دوي مدافع في بعض الأحيان ، وبإمكان الحكومة العراقية اللجوء إلى هذا السلاح الفتاك اقتصاديا ضد العربدة العسكرية التركية ، حتى بدون مظاهر رسمية أو ضجة إعلامية ، انما من خلال تعميم رسائل للجهات المعنية والمسؤولة عن النشاط التجاري مع تركيا و الإيعاز بوقف ذلك النشاط التجاري أو التعامل الاقتصادي و لشهور او سنوات طويلة ، فحينذاك سنرى كيف سيغير أردوغان من نهجه العدواني ضد العراق والاستخفاف بسيادته الوطنية ، ليتراجع ويكون” خوش ولد و حبّاب ” 180 درجة مئوية ..

إذ أن حجم التبادل التجاري بين العراق وتركيا لكبير و عال المستوى ، طبعا من جانب واحد لصالح تركيا ، لأنه ليس للعراق ما يبيعه لتركيا من سلع ذات إنتاج محلي، أنما يشتري و يستورد فقط من آلاف من منتجات تركية من كل نوع و شكل و صنف ، فمن هنا يأتي التأثير الكبير على الاقتصاد التركي أية مقاطعة اقتصادية عراقية رسمية أو شعبية ..

بطبيعة الحال نقول كل هذا ونحن على يقين ما من أحد سيهمه السيادة الوطنية للعراق ، إذ فمن يبيح لنفسه لجعل الأراضي العراقية الحديقة الخلفية للنظام الإيراني فسيان عنده إذا أصبحت هذه السيادة حديقة أمامية لأية عربدة عسكرية أجنبية أخرى ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here