سوريا تبقى للنفوذ الروسي

سوريا تبقى للنفوذ الروسي، نعيم الهاشمي الخفاجي
منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص منطقة مقسمة بين اللاعبين الكبار ولربما نرى صراعات مابين الكبار وهي مشابهة لمعارك الشقاوات من النادر تجد شقي يقتل شقي آخر وإنما يضرب الذي يجلس بجانب خصمه الشقي، عشت في صحراء السعودية وتعلمت الكثير وعرفت أن أصحاب طيور الحمام أيضا تحكمهم قوانين واذا واحد خرق القانون يتم معاقبته، وشاهدت مرة صديق مولع في تربية الحمام كانت ارسراب حمامه تحلق في الأجواء واذا بشخص من أهالي كربلاء أطلق سرب من حمامه فكانت ردة صاحب الأجواء الأولى مزلزلة قام بذبح حمامات الطرف الذي خرق السيادة، حتى الحيوانات في الغابات تحكمها قوانين واعراف، نحن البشر أولى بتطبيق هذه الاعراف بظل وجود العقل ووسائل القوة والهيمنة، الحرب التي دارة رحاها على الأرض السورية ليس لنشر الحرية والديمقراطية، المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي قال نحن ندعم دول لها سجل اسود في انتهاكات حقوق الإنسان ورفع شعار حقوق الإنسان كذبة كبرى، الحرب كانت لإضعاف النظام في سوريا بسبب مواقفه القومية الرافضة للهيمنة الامريكية، الصراع الذي شنته العصابات الإرهابية الوهابية التي تم احضارها إلى سوريا خلف هذا النزاع السوري السوري المدعوم من ارهابيين تم احضارهم من مائة دولة من دول العالم منذ اندلاعه قبل تسعة أعوام أكثر من نصف مليون قتيل وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية والقطاعات المنتجة، كما شرّد ملايين النازحين واللاجئين، بل وكالة الصحافة الفرنسية نشرة إحصائية بمقتل 380 الف سوري لكن الرقم أكثر من ذلك بكثير، ارتكبت مجازر وحشية، تم احتلال قرى شمال اللاذقية لمواطنين سوريين علويين تم قطع صدور نساء وعمل أحد قادة المجاميع الارهابية مسبحة؟؟ هذا الكلام لم يكن أسطورة وإنما الصحفي زكريا ابو يحيى نشر ذلك خلال حوار معه عبر قناة فضائية، ماحدث في سوريا من إرهاب بدأت حلقاته تظهر في مارس (آذار) 2011. قتل طفل في درعا تسبب بخروج مظاهرات انتقلت الى مدن أخرى مثل حمص وحماة ودمشق، عندما عجزوا عن إسقاط النظام بدأت عمليات دعم المنظمات الإرهابية التي تأسست منذ شهر آذار عام 2011 وبدأت القصة في شهر يوليو (تموز)، أعلن عقيد في الجيش السوري لجأ إلى تركيا، تأسيس «الجيش السوري الحر» وتم دعمه في مليارات الدولارات وبدعم مخابراتي اقليمي ودولي حدود فتحت ومطارات سهلت نقل الارهابيين، مخابرات دول قدمت لهم الدعم في اسم الجيش الحر، أموال ضخمة قدمت لكل ضابط وجندي ينشق عن الحكومة السورية بل رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم آل ثاني قال اعطينا لكل ضابط ينشق مليون دولار رياض حجاب دفعوا له خمسون مليون دولار ليهرب من دمشق بصفته كرئيس للحكومة السورية، خلال أشهر تحوّلت الاحتجاجات إلى نزاع مسلح. ودعم الغرب ودول عربية بترولية المعارضة وتم فتح الحدود من دول الجوار.
سيطر المجاميع الوهابية التكفيرية في اسم مقاتلو المعارضة على مناطق مهمة خصوصاً في حمص (وسط) وأجزاء مهمة في حلب (شمال)، ثاني أكبر مدن البلاد.
في مارس 2012. سيطر الجيش على معقل المعارضة في حمص. وشهدت مناطق عدة عمليات عسكرية دامية،

في يوليو من العام ذاته اي 2012، بدأت فصائل التكفيريين معركة للسيطرة على دمشق. الحكومة اكتفت بالسيطرة على العاصمة والمطار واتبعت اسلوب الرد على العنيف على المناطق التي سيطروا عليها الفصائل الإرهابية في أرياف دمشق مثلالغوطة الشرقية والغربية والقلمون.
الرد السوري رغم سيطرة الفصائل الإرهابية على ثمانين بالمائة من الأراضي السورية كان ردا عنيفا حيث لم نشاهد تفجير المفخخات مثل ما رأينا ذلك في تفجيرات بغداد اليومية لأن رد الجيش السوري يكون مزلزل على مناطق الارهابيين، تدخلت جهات إقليمية لصالح الرئيس بشار الأسد وبالعلن، زعيم تنظيم وهابي زهران علوش خريج جامعات وهابية في دولة خليجية تتبنى الوهابية ….. خاطب السيدة زينب ع ترحلين مع الأسد تطوع آلاف المواطنين من العراق ولبنان للدفاع عن ضريح السيدة زينب ع ورحل زهران علوش وبقيت زينب بنت علي بن أبي طالب ع شامخة في الشام.
تم عمل مسرحيات لصالح مخابرات دولية، تنظيمات التكفيريين امتلكت أسلحة كيماوية وفي شهر يونيو (حزيران) 2014 حدثت خيانة تسليم الموصل وتكريت بدعم إقليمي ودولي وفي أدوات عراقية من أبناء المكون البعثي السني العراقي و أعلن تنظيم «داعش» إقامة «الخلافة» في مناطق واسعة سيطر عليها في سوريا وفي العراق المجاور.
تصدت المرجعية الشيعية بالعراق لداعش لكن الدول العالمية لايروق لها ذلك شكلت تحالف غايته عدم إلحاق الهزيمة النهائية بالعصابات الإرهابية،

في 30 سبتمبر (أيلول) 2015. بدأت روسيا تنفيذ ضربات جوية في سوريا دعماً للأسد. وشكّل هذا التدخل منعطفاً في النزاع السوري، سمح بتعديل موازين القوى ميدانياً لصالح دمشق. ومُني مقاتلو المعارضة بعد ذلك بهزيمة تلو الأخرى، أبرزها خسارتهم مدينة حلب نهاية 2016. ثم الغوطة الشرقية في ريف دمشق عام 2018.
امريكا دخلت بشكل مباشر على خط الصراع

في أكتوبر (تشرين الأول) 2017. تمكنت قوات سوريا الديمقراطية، وهو تحالف بين فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن، من طرد التنظيم من الرقة التي كانت تعد أبرز معاقله في سوريا.
وبعد أن انتهت ورقة المجرم ابو بكر البغدادي تم قتله في
عام 2019 في عملية نفذتها فرقة من القوات الخاصة الأميركية في إدلب بشمال غربي سوريا.
بعد التدخل الروسي انقلاب الكفة لصالح بشار الأسد وتحديدا

في أبريل 2018، شنت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ضربات مشتركة على مواقع عسكرية للنظام رداً على هجوم يحتمل أنه كيماوي في دوما قرب دمشق.
تم إعطاء الضوء الأخضر إلى إردوغان الذي أصبح اللاعب القوي بعد هزيمة التنظيمات الإرهابية المدعومة خليجيا من أرياف دمشق وحمص وحماة وفي يوم التاسع من أكتوبر 2019. أطلقت تركيا مع تنظيمات ارهابية إخوانية في اسم مقاتلين سوريين موالين لها هجوماً جوياً وبرياً لإبعاد وحدات حماية الشعب الكردية عن الحدود مع سوريا، وذلك بعد انسحاب القوات الأميركية من مناطق حدودية.
وسيطرت القوات التركية والفصائل الإرهابية السورية الموالية لها على شريط حدودي بطول 120 كيلومتراً وبعمق نحو 30 كلم يمتد بين مدينتي تل أبيض ورأس العين

في ديسمبر (كانون الأول) 2019 أطلقت دمشق وبدعم من ضربات جوية روسية هجوماً لاستعادة إدلب، آخر معاقل الفصائل المسلحة المعارضة.
الآن تشهد الساحة السورية صراعا جديدا بعد أن فشلت المجاميع الارهابية من تحقيقه في الميدان وذلك من خلال الضغط الاقتصادي والتدخل في انتخابات يتم إجرائها لكن في الختام سورية ضمن نفوذ روسيا كل هذه الضغوطات الغاية إجبار النظام السوري الكف عن دعم القضايا العربية والقبول في توقيع اتفاقية سلام مع دولة إسرائيل ومتى ما قبل النظام السوري ذلك يصبح ضمن دول قوى السلام والحرية،العالم تحكمه مصالح.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.

17.6.2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here