قيصر من تعذيب السوريين الى أداة لتجويعهم

قيصر من تعذيب السوريين الى أداة لتجويعهم

سامان نوح

أسألوا العراقيين عن جوع وعوز وضيم عقوبات التسعينات، أسألوهم عن فعل العقوبات وأهدافها المعلنة والمغلفة بالتطمينات والتعهدات.

كل هذه التحليلات السياسية والتصريحات المبشرة والتأويلات المحفزة عن قانون قيصر، تصفيط كلام فارغ.

الحقيقة المرة ان اول وآخر من سيدفع الثمن هم السوريون الفقراء ومحدودي الدخل الجوعى والمكلومين اصلا، وان النظام ورموزه وان تضرروا فانهم سيظلون يتمتعون بحياة مرفهة وان كانت قلقة.

عشر سنوات من العقوبات لم تسقط صدام ونظامه، وحده التدخل العسكري المباشر هو من أسقطه، وتلك تجربة لن تتكرر مع غياب بديل قوي ومؤثر في الساحة السورية المفككة والمقسمة بين دول… تلك الخطوة ستكون كارثية.

الحقيقة العراقية ماثلة امام الجميع، فالاحزاب العراقية المعارضة بإرثها الطويل في العمل السياسي وتفاهماتها المسبقة وتفهم وتقبل قادتها الكبار لبعضهم البعض، لم تستطع ان تصبح أحزابا بناءة في الدولة الجديدة، بل تحولت الى جماعات وشركات لنهب المال العام ولمحاصصة الغنائم باسم الطائفة والقومية.

فكيف الحال بالغالبية الساحقة للاحزاب والتنظيمات السورية التي تغيب عنها التجربة ويسودها الفساد وتستفحل فيها الصراعات والانقسامات والولاءات للقوى الخارجية ولايجمعها شيء، وتستحوذ عليها الأحقاد الى حد الغاء الآخر وعد الاعتراف بوجوده والاستعداد لارتكاب جرائم توازي جرائم البعثيين اذا ما تسلمت السلطة يوما.

الرهان على اجبار الأسد ونظامه على التنازل رهان مجنون، الكل يأمل ان يوافق عليه، لكن ذلك يبدو اليوم أمرا مستبعدا ان لم يكن مستحيلا، هذا اذا كان القرار اصلا بيده.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here