لنعترف صدام حسين كان محقا في قمع التنظيمات الشيعية والتحذير من خطرها

لنعترف صدام حسين كان محقا في قمع التنظيمات الشيعية والتحذير من خطرها

خضير طاهر

قبل ان أختار قرار الإلحاد كنت شيعيا متعصبا أعيش داخل أجواء مدينتي كربلاء ، ومعارضا لنظام صدام حسين عملت فترة من الزمن مع المعارضة في سوريا ضمن مجال الإعلام ، وكانت علاقاتي سيئة بعدد من أقربائي الذين عملوا في صفوف جهاز الأمن التابع لنظام صدام ، وكنت أرى منتهى الجرم البشع حينما يتم إعتقال أحد أفراد التنظيمات الشيعية وسوقه الى التعذيب والإعدام .
ومن باب المراجعة الدائمة لتاريخنا السياسي على ضوء معيار مصلحة الشعب ، هل كانت الأحزاب الشيعية تشكل خطرا على نظام صدام حسين وحده .. أم خطرها على العراق ككل ؟.. بعد 2003 وأثر إستلام الشيعة للسلطة ، ظهر واضحا صحت تحذيرات نظام صدام ودول الخليج من خطر وصول الشيعة الى السلطة وتحويل العراق الى ضيعة ملحقة بإيران وتدمير كيان الدولة ، ولعلها أول مرة في تاريخ الشعوب تحصل ظاهرة العمالة الجماعية والخيانة الوطنية بهذا الشكل الشنيع حيث ترى آلاف من الشيعة يتفاخرون علنا بخيانتهم لوطنهم وعمالتهم لإيران دون الشعور بالخجل وعار الخيانة !
وبالعودة الى الوراء هل لو تم إعتقال عناصر من أمثال : نوري المالكي وهادي العامري وبيان جبر صولاغ وعمار الحكيم وجلال الصغير ومقتدى الصدر وابو مهدي المهندس وغيرهم من عملاء إيران .. هل كان إعتقالهم من قبل الأجهزة الأمنية لنظام صدام وإعدامهم على ضوء الخرام والدمار الذي تسببوا به في العراق يعد جريمة من جرائم صدام .. أم عمل وطني لصالح العراق ؟
مؤكد أي ملاحقة للإسلاميين ومطادره لهم وقمعهم تعد عملا وطنيا نبيلا وشجاعا حتى لو كان المستفيد منها نظام صدام الإجرامي ، فالخراب الذي أحدثه عملاء إيران للعراق كارثي ، وإضافة الى الخسائر المالية التي نهبتها إيران ، فإن الجرح النفسي الذي أحدثوه في نفوس العراقيين والإهانة الكبيرة لمشاعرهم الوطنية حينما أصبح العجمي قاسم سليماني وغيرهم يتحكم ببلدنا ويتدخل في كل شيء ، لقد كانت جريمة كبرى تسلط العجم بهذه الصورة المذلة على عرب العراق وجعلهم خدم وورقة في سوق المساومات الدولية .
يجب ان نتملك الشجاعة الوطنية والإعتراف بالأفعال الصحيحة والمفيدة للبلد من قبل نظام صدام حسين مهما عارضناه ، فالأجهزة الأمنية لنظامه ظهر بعد تسلم الشيعة للسلطة .. ان ملاحقة تلك الأجهزة للإسلاميين يعد عملا وطنيا بطوليا تستحق عليه التحية والإعتراف لها بصحة تحذيراتهم من خطر التنظيمات الشيعية .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here