بعضا حول هتلر وصدام حسين

2بعضا حول هتلر وصدام حسين-

بدايات هتلر فى العمل السياسى
فى سنين التيه والضياع فى العاصمة القيصريه فيينا المعروفه بموقفها المعادى للاساميه , هنا فى الاحياء الفقيره وتنوع الشعوب والاجناس تكونت لديه الافكار والانطباعات الحاسمه, كما يشير الى ذلك فى كتابه”كفاحى” والاحكام المسبقه والشعور بالكراهيه, وتكونت ايضا نظريته حول ارجحية الجنس الارى الجرمانى وبشكل خاص الالمانى منه المؤهل والمناط به حكم العالم, وكراهيته الطاغية لليهود, انه ضد الديمقراطيه والليبراليه والانسانيه, بمعنى ضد الثقافة الغربيه وتقاليدها والاعمدة المجتمعيه من شرائح المفكرين والعلماء. من ناحية اخرى تعظيمه للقوه وضرورتها واحتقار الدين المسيحى بالاضافه الى الفكر القومى المتطرف الذى ينشد “المانيا العظمى” وليس اخير ازدرائه وعدم مبالاته بالشخصية البشريه.
كان انطلاق الحرب العالميه الاولى تمثل لهتلر عملية انقاذ من الضياع والتيه الذى كان يعيشه فى فيينا منذ 1909 واستمر عليه فى مدينة ميونيخ. قدم طلب التطوع فى الجيش البفارى وتم قبوله فى احد وحدات المشاة كمراسل واستمر مع وحدته الى نهاية الحرب عام 1918. تم تكريمه بالصليب الحديدى من الدرجة الاولى اعترافا بشجاعته, ويعتبر هذا بالنسبه لنائب عريف شيئا ذو شأن. كان راقدا فى احد المستوصفات الصحيه فى الجبهة الغربيه لتعرضه لغازات سامه افقدته البصر لفترة من الزمن, وعند اتمام العلاج واستعادة البصر التحق بوحدته فى ميونيخ. كانت الحرب بالنسبه لهتلر ذو اثر ومعنى وكان يؤكد دائما بان ايامه العسكريه تشكل قمه حياته, ولاشك فانه الذى يعيش فى عزله, قليل العلاقات وفى غيبوبة مع الاحلام, هنا اكتسبت حياته معنى وهدف, لقد وجد وطنا كان يبحث عنه, وكانت الثكنه, جنود الوحده, الجيش بتركيبته البسيطه الواضحه والعلاقات ا الاجتماعيه المنظمه بين الضباط والجنود, هذا بالاضافه الى القيم, الانضباط, الطاعه والشجاعه اصبحت بالنسبه له النظام الافضل ونموذج لحياة البشريه, وكما نرى ان هتلرالذى كان جنديا متحمسا كانت خسارة المانيا فى الحرب عام 1918 بالنسبه له فاجعه وكارثة كبيرة لا تحتمل. كان وقع خسارة الحرب على القوى السياسيه والشعب الالمانى كبيرا جدا ومؤلما, وكانت مدينة ميونيخ مرتعا للاحزاب والقوى السياسيه وبشكل خاص جميع انواع اطياف اليمين واليسار, خاصة بعد اعلان “جمهورية اللجان الاشتراكيه” التى تم القضاء عليها, قررت قيادة الجيش تشكيل جهاز مخابراتى لاعادة المحاربين القدماء الى الجيش واعادتهم للعقيدة العسكريه, وتم اختيار نخبة من النشطاء الذين كان هتلر من ضمنهم بعد ان اشاد به احدهم مؤكدا على قدرته الخطابيه, حماسه وقابليته على الاقناع. بدأ تكليفه بمراقبة الاحزاب والتجمعات اليمينيه والشعوبيه. حضر فى احد التجمعات الصغيره لـ ” حزب العمال الالمانى” وساهم فى المناقشات وتولى الكلمه, وكما يبدو فقد كان مؤثرا جدا ونال استحسان ورضى الحضور البالغ عددهم 40 شخصا من العمال, الحرفيين وصغار اصحاب العمل. بالرغم من عدم تقدير هتلر لهذا الحزب ولكنه لم يرفض منحه صفة العضو رقم 55 والعضو السابع فى الجنة الاداريه. يشير هتلر فى كتابه كفاحى, انه دخل السياسة من هذا الباب واخذ اهتمامه يتصاعد بالسياسه والحزب, الا انه لم يقطع علاقته بالجيش واستمرت العلاقه الى شباط 1920, واستطاع ان يكسب الكثير من رفاق الجيش الى الحزب الذى اخذ فى النمو, واستطاع ايضا تغير سياسة وبرنامج الحزب. فى 24 . 2 . 1920 قام بخطوة كبيره ويقدم امام جمهور كبير برنامج الحزب الذى اصبح “حزب العمال الاشتراكى القومى الالمانى”. لقد اصبح مهما للحزب وحتى ضروريا وفرض نفسه عام 1921 لرئاسة الحزب, والا فانه سوق ينسحب وينهى علاقته بالحزب.
مع الوقت والتكرار تتبلور قدرة وموهبة وطاقة كبيرة فى الخطابه التى تأسر الحضور التى تتجه نحوه فى كل صغيرة وكبيره. لقد اكتشف هتلر انه يمكن ان يكون ناجحا وفى هذا الاطار وعاش وتمتع هتلر بلذة ومتعة النجاح الذى كان بأمس الحاجه اليه. ان هذه الموهبه اخذت تتطور بعنايه وتدريب وفى تفاعل مع موهبة فى التمثيل اصبح اكثر تأثيرا وقبولا من الجمهور. هذا الحزب الصغير, واعضائه المهددون بالفشل والعجز وفقدان الارضيه الاجتماعية والاقتصاديه ويضع امامه هدف احتلال السلطه فى الرايخ الالمانى. لقد التقى به عدد من الرجال الذين سوف يتولون لاحقا الوظائف الرئيسيه, انها تشكيلة من الضابط , المقدم فى جيش الرايخ “ارنست روم”, الطالب “رودولف هيس” يدرس الجيوبوليتيك, الضابط الطيار السابق “هرمان غورنغ”اللاجىء البلطيقى “اليفريد روزنبرغ”,معلم الابتدائيه المهووس باللاساميه “يوليوس شترايشر”, الاخوه غريغور واوتو شتراسر” الذين كانوا ضباط فى الجيش, هذه نخبه قد نمت وتزايد قوتها مع الزمن. كانت اول محاوله لهتلر مع هؤلاء الرجال عام 1923 قد فشلت فشلا ذريعا والتى ادت الى التشتت. هتلر الذى اتهم بالخيانه الكبرى حكم علية بالسجن لمد قصيره استطاع خلالها كتابة سيرته “كفاحى”, فى الحقيقه ان هذا العنوان لايسرد سيرته ” النضاليه” فقد كان طارئا وجديداعلى الحركه السياسيه, وكل ما فى الكتاب الذى صدر بجزئين يمثل الفكر, العمل والايديولوجيا ” اديولوجية الاشتراكيه القوميه” وكثير من المواضيع حيث كان شديد الولع بالكلام والاسترسال وفرض الاستماع على الاخرين, الكتاب يتضمن مواضيع فى غاية الخطوره والتطرف واللاانسانيه التى تصدر عنه فى ما يعرف بـ ” احاديث المائده” حيث يجتمع مع المقربين دون بروتوكول صارم, ياخذ مجده فى الكلام عن الحروب ويرسم صوره ومستقبل الرايخ والمانيا التى يجب ان تكون فوق الجميع والشعب الالمانى المؤهل لحكم العالم. التتمه تلحق
. 19 .6 2020 الدكتور حامد السهيل

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here