خدعة رفع المصاحف في صفين وخدعة مقاومة المحتل

خدعة رفع المصاحف في صفين وخدعة مقاومة المحتل، نعيم الهاشمي الخفاجي
عندما نقرا التاريخ الغاية نستفيد من تلك الأحداث يقول ابن خلدون أن للتاريخ صلة بالحاضر أن وجدنا الصلة نستطيع التنبؤ للمستقبل، عندما احتل العراق كان نتيجة طبيعية إلى اجرام صدام الجرذ بحق غالبية أبناء الشعب العراقي حيث تحمل الشيعة والاكراد الوزر الأعظم من تلك الجرائم التي كلفتنا ملايين الشهداء والقتلى، يفترض بعد سقوط الصنم ان نكون حذرين من الفئات التي ترفع شعارات المقاومة ونعرف من هم هؤلاء، أحد ضباط الأمن من الفلوجة اسمه ابو درع كان ضابط أمن الكاظمية اعدم آلاف الناس عندما رفعوا شعارات المقاومة في عام 2004 خلع نقابه واذا به المجرم ضابط أمن الكاظمية المسمى ابو درع، ذكرت كتب التاريخ قتال الإمام علي ع للباغي معاوية في صفين وكيف تم خداع الكثير من أهل العراق عندما تم رفع المصاحف على الرماح لخداع الناس، كل المسلمين لديهم معرفة أن عمار بن ياسر تقتله الفئة الباغية عندما استشهد عمار بن ياسر
كان لخبر استشهاد عمّار بن ياسر في معركة صفّين الأثر الكبير في تضعضع جيش معاوية، بعد أن علموا بأنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قائل لعمّار بن ياسر: (يا عمّار، تقتلك الفئة الباغية)، ومعنى ذلك أنّهم هم الفئة الباغية لا الإمام علي(عليه السلام) وأصحابه.

قال خزيمة بن ثابت: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: (تقتل عمّاراً الفئة الباغية).

وقال عبد الله بن سلمة: رأيت عمّاراً يوم صفّين شيخاً كبيراً آدم طوالا، أخذ الحربة بيده ويده ترعد ويقول: والذي نفسي بيده، لقد قاتلت هذه الراية مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) ثلاث مرّات، وهذه الرابعة.

وقال محمّد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت: ما زال جدّي ـ يعني خزيمة ـ كافاً سلاحه يوم الجمل حتّى قتل عمّار بصفّين، فسلّ سيفه فقاتل حتّى قُتل.
ليلة الهرير

هي الليلة التي كان البرد فيها قارصاً إلى الحدّ الذي كان يسمع للجنود هرير كهرير الكلب، وبالإضافة إلى البرد في هذه الليلة فقد اشتدّ القتال بين الجيشين، بحيث قتل الإمام علي(عليه السلام) في يومه وليلته خمسمئة وثلاثة وعشرون رجلاً، وكان(عليه السلام) إذا قتل رجلاً كبّر.

وكان لمالك الأشتر فيه نصيب كبير، فكان يقول: إنّ هؤلاء القوم لا يقاتلونكم إلاّ عن دينكم ليميتوا السنّة، ويحيوا البدعة، ويعيدوكم في ضلالة قد أخرجكم الله عزّ وجل منها بحسن البصيرة، فطيبوا عباد الله أنفساً بدمائكم دون دينكم، فإنّ ثوابكم على الله، والله عنده جنّات النعيم، وإنّ الفرار من الزحف فيه السلب للعزّ والغلبة على الفيء، وذل المحيى والممات، وعار الدنيا والآخرة.

وفي ليلة الهرير كان الأشتر يضرب ضرباته بكلّ قوّة حتّى اخترق صفوف أهل الشام، وأجرى حولهم عمليات الالتفاف والتطويق، فانكشفت غالب صفوفهم، وكادوا ينهزمون، حتّى وصل الأشتر إلى قرب خيمة معاوية بن أبي سفيان، فعند ذلك رفع أهل الشام المصاحف فوق الرماح.
خدعة رفع المصاحف

لمّا رأى معاوية بن أبي سفيان انتصارات جيش الإمام علي(عليه السلام) على جيشه، وقد قرب منه القائد مالك الأشتر مع مجموعته، دعا عمرو بن العاص إلى خطّة للوقوف أمام هذه الانتصارات.

فقام عمرو بن العاص بخدعة، حيث دعا جيش معاوية إلى رفع المصاحف على أسنّة الرماح، ومعنى ذلك أنّ القرآن حكماً بيننا، أراد من ذلك أن يخدع أصحاب الإمام علي(عليه السلام)، ليقفون عن القتال ويدعون الإمام علي(عليه السلام) إلى حكم القرآن.

وفعلاً جاء زهاء عشرين ألف مقاتل من جيش الإمام(عليه السلام) حاملين سيوفهم على عواتقهم، وقد اسودّت جباههم من السجود، يتقدّمهم عصابة من القرّاء الذين صاروا خوارج فيما بعد، فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنين: يا علي، اجب القوم إلى كتاب الله إذا دُعيت، وإلاّ قتلناك كما قتلنا ابن عفّان، فو الله لنفعلنّها إن لم تجبهم.

فقال(عليه السلام): (عباد الله، إنّي أحقّ من أجاب إلى كتاب الله، ولكن معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، وإنّي اعرف بهم منكم، صحبتهم أطفالاً وصحبتهم رجالاً، فكانوا شرّ الأطفال وشرّ الرجال، إنّها كلمة حقّ يُراد بها باطل، إنّهم والله ما رفعوها، إنّهم يعرفونها ولا يعملون بها، ولكنّها الخديعة والوهن والمكيدة، أعيروني سواعدكم وجماجمكم ساعة واحدة، فقد بلغ الحقّ مقطعه، ولم يبق إلاّ أن يقطع دابر الذين ظلموا).

ثمّ قال(عليه السلام) لهم: (ويحكم أنا أوّل مَن دعا إلى كتاب الله، وأوّل مَن أجاب إليه…).

قالوا: فابعث إلى الأشتر ليأتيك، وقد كان الأشتر صبيحة ليلة الهرير قد اشرف على عسكر معاوية ليدخله، فأصرّوا على رأيهم، وكان أمير المؤمنين(عليه السلام) في هذا الموقف أمام خيارين لا ثالث لهما:

1ـ المضي بالقتال، ومعنى ذلك أنّه سيقاتل ثلاثة أرباع جيشه وجيش أهل الشام.

2ـ القبول بالتحكيم وهو أقلّ الشرّين خطراً.

وهكذا كان القبول بالتحكيم نتيجة حتمية لظروف قاهرة لا خيار لأمير المؤمنين(عليه السلام).
التحكيم

اتّفق الجيشان ـ جيش أهل الشام وجيش أهل العراق ـ على مبدأ التحكيم، وكان عمرو بن العاص المفاوض من قبل أهل الشام، وكان أبو موسى الأشعري المفاوض من قبل أهل العراق.

وقد اختلف الناس في أبي موسى الأشعري أشدّ الاختلاف، فاللذين استجابوا لفكرة التحكيم أراده مفاوضاً عنهم، واللذين رفضوا فكرة التحكيم ـ وهم الإمام علي (عليه السلام) وأصحابه ـ رفضوا أن يكون الأشعري مفاوضاً عنهم، ولكن لم يكن أمام الإمام(عليه السلام) بدّ من الاستجابة لأهل العراق والقبول بأبي موسى الأشعري.

وقد تعرّض الأشعري لخداع ابن العاص الذي أقنعه بخلع أمير المؤمنين(عليه السلام)، بينما قام عمرو بن العاص بتثبيت معاوية وخلع أمير المؤمنين(عليه السلام)، وانتهت تلك المهزلة على هذا النحو.
نتائج المعركة

قُتل من الطرفين خلال المعركة (70) ألف رجلاً، فمن أصحاب معاوية من أهل الشام (45) ألف رجلاً، ومن أصحاب الإمام علي(عليه السلام) من أهل العراق (25) ألف شهيداً.

ما أشبه اليوم في البارحة للاسف بقي نفس البشر وتغير الزمان فقط، التاريخ اعاد نفسه مرات كثيرة كان أكثرها إيلاما منذ سقوط صنم هبل وليومنا هذا، تكشفت الحقائق رفعوا شعارات مقاومة المحتل وهاهم يطلبون من المحتل العودة لاحتلال العراق مرة ثانية.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.

21.6.2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here