لماذا هذه الهجمات الوحشية على المرجعية الرشيدة

لماذا هذه الهجمات الوحشية على المرجعية الرشيدة
المعروف جيدا ان انتصار الصحوة الإسلامية ( النهضة الإسلامية ) في إيران في عام 1979 وتأسيس الجمهورية الإسلامية التي جاءت تأكيد لنبوة الرسول التي ما معناها ستنطلق من إيران الصحوة الإسلامية الثانية لتصحيح الصحوة الإسلامية الأولى التي سيطرأ عليها الكثير من الانحراف والخروج على قيمها الإنسانية السامية وسيصيبها الكثير من الشوائب والأدران لأن الكثير من الأعراب لم يرتفعوا الى مستوى الإسلام بل أنزلوا الإسلام الى مستواهم وطبعوه بطابعهم وفرضوه بوحشية على المسلمين على أساس انه الإسلام ومع ذلك نرى الرسول الكريم لم يشعر باليأس والحزن بل كان واثقا ومتفائلا بأن المستقبل للإسلام وأنه سيقود الحياة ويخلق الإنسان الحر المحب للحياة والإنسان وهذا الإنسان هو الذي سيرتفع الى مستوى الإسلام الى قيمه الى مبادئه الإنسانية الحضارية ومن ثم تنطلق صحوة الإسلام الثانية لتبدد ظلام الأرض وتزيل ظلم ووحشية الظالمين وتطهر الإسلام وتنظفه من كل الشوائب والأدران التي لحقت به من جراء سيطرت الفئة الباغية الذي وصفهم القرآن الكريم بالفاسدين المفسدين ( اذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة) كما وصفهم أيضا بأشد أهل الكفر كفرا وأهل النفاق نفاقا بقوله ( الأعراب أشد كفرا ونفاق)
فالتشيع كان دعوة الى الإصلاح الى التجديد دعوة الى العقل الى الحضارة الى القيم الإنسانية الى محبة الحياة والإنسان كانت ترى قيمة الإنسان من خلال ما يقدمه للحياة والإنسان من خير ومن تضحية من خلال مساهمته في بناء الحياة الحرة وسعادة الإنسان قال الإمام علي قيمة المرء ما يحسنه لهذا نرى البشر الأحرار ومنهم الشيعة احترموا وقدسوا قادتهم مثل الإمام علي والحسين في بداية ظهور الحركة الشيعية والأمام الخميني والإمام السيستاني في عصرنا لا لأنهم آلهة ولا لأنهم يدخلونهم الجنة ويبعدوهم عن النار بل لأنهم ضحوا من أجلهم وقدموا دمائهم وأرواحهم من اجلهم لأنهم تعبوا من أجل راحة الناس و تقدموا للموت بروح فرحة مسرورة من أجل ان يحيا الناس اليس الإسلام رحمة للناس جميعا
وهكذا كانت المرجعية الدينية الرشيدة مرجعية الإمام السيساتي كانت صمام أمان للعراق والمنطقة العربية والإسلامية حقا ظهرت في فترة زمنية حرجة في حالة انعطاف تاريخية صعبة اما الى الموت او الى الحياة اما الى الظلام او الى النور اما الى الوحشية او الى الحضارة فمثل هذا المنعطف الحاد في تاريخ الحياة والمنطقة تحتاج الى حكمة وشجاعة الى معجزة ربانية لم يملكها غير الإمام السيستاني فجاء في وقته وفي مكانه
فالتغير الذي حدث في العراق في 9-4- 2003 كان تغيير في مسيرة التاريخ وبداية مرحلة جديدة في المنطقة العربية والأسلامية فكان الشعب العراقي أول شعب ألغى بيعة العبودية وأقر بحكم العراقيين اول شعب قال نعم للديمقراطية لحكم الشعب وقال لا للعبودية وحكم العائلة الفرد القرية وهذا الاختيار مرفوض وغير مقبول من قبل أعداء الحياة والإنسان أعداء العراق
لهذا نرى أعداء العراق توحدوا وتحالفوا وأعلنوا الحرب على العراق والعراقيين وكل من يؤيدهم ويناصرهم
فأجروا واشتروا الكثير من الطبول والأبواق الرخيصة الوضيعة وبدأت في التطبيل والتضليل بنغمات مختلفة وألوان متنوعة علمانية ومدنية وليبرالية وقومية وحتى يسارية لكنها جميعا لها هدف واحد وغاية واحدة وهي الإساءة الى المرجعية الدينية مرجعية الإمام السيستاني الى الفتوى الربانية الى دورها الفعال في إنقاذ العراق والعراقيين وشعوب المنطقة من أشرس هجمة وحشية في تاريخ المنطقة قامت بها المجموعات الوحشية الإرهابية داعش الوهابية والصدامية الى الحشد الشعبي المقدس الذي نشأ وولد نتيجة لتلك الفتوى التي وصفت بالربانية لأنهم على يقين ان المرجعية الدينية هي صمام الأمان هي المنقذ والمخلص للعراق والعرب والمسلمين وللبشرية جمعاء لان المرجعية الدينية هي القوة التي خلقت النجاحات والانتصارات الكبيرة والمهمة التي وصفت بالمعجزة التي تصدت للهجمة الوحشية الإرهابية ودحرتها وحررت وطهرت الأرض من دنس أعداء الحياة وطهرتها وكسرت شوكتها وقبرت خلافتها التي لولا تلك الفتوى ووليدها الحشد الشعبي المقدس لحل الظلام والوحشية في الأرض كلها وليس في العراق وحده
لهذا علينا ان لا نستغرب من شدة واتساع حملة الإساءة على المرجعية الدينية الرشيدة وكل من يؤيدها ويناصرها التي تقوم بها ال سعود وأبواقها وطبولها ومرتزقتها التي جمعتهم من مختلف أوكار الفساد وبؤر الرذيلة بعد ان أغرتهم بالمال
ومع ذلك ان المرجعية الدينية في العراق تزداد سموا ورقيا في الأعالي وتنال تأييد ومناصرة من قبل كل بني الإنسان في كل مكان من الأرض
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here