هل كانت عملية إعتقال عناصر حزب الله مفبركة لخداع أميركا ودول الخليج؟

هل كانت عملية إعتقال عناصر حزب الله مفبركة لخداع أميركا ودول الخليج؟

خضير طاهر

جرت عملية إعتقال الإرهابيين من عناصر حزب الله من قبل جهاز مكافحة الإرهاب .. عكس منطق مجريات الأمور والواقع الماثل امامنا ، فرئيس الوزراء من رشحه وصوت عليه هي الأحزاب وميليشياتها التابعة لإيران ، والكاظمي لولا موافقة إيران لما تقلد منصب مدير جهاز المخابرات سابقا ومنصب رئيس الوزراء حاليا، أي ان الكاظمي هو جزء من النظام السياسي الفاسد التابع لإيران ، فما الذي تغير حتى يصبح وطنيا صارما ويحارب الجهة التي رشحته وبيدها أمر نزع الثقة عنه ؟!
رأيي الشخصي الذي نشرته قبل عدة أيام .. ان مجيء الكاظمي هو عبارة عن تكرار لسيناريو الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي حيث سعت إيران لخداع العالم من خلال تقديم خاتمي الإصلاحي لإيهام الدول الكبرى بحصول تغيرات إيجابية في النظام الإيراني ، وفي نفس الوقت قامت إيران بالتوسع في التغلغل داخل دول المنطقة وبناء مشروعها النووي ، الآن في العراق الذي يعاني من الإنهيار وامام مسؤولية إيران عن هذا الإنهيار الإقتصادي بسبب سرقتها لثروات العراق وإشاعة الفوضى والفساد .. لجأت إيران الى حيلة تقديم شخصية غير إسلامية مثل مصطفى الكاظمي ، وسبقت ترشيحه بحملة دعائية مضاده لإبعاده عن العباءة الإيرانية من خلال إتهامه من انه مقرب من أميركا .. والهدف من هذه الخدعة هو رمي مهمة إنقاذ العراق إقتصاديا على أميركا ودول الخليج وتهدأت الشارع ، ثم بعد حين ستسترجع إيران بسهولة سيطرتها على العراق التي هي اصلا تمسك بكافة خيوطه!
توقيت ما حصل يوم أمس من إعتقال بعض عملاء إيران جاء قبيل زيارة الكاظمي الى أميركا مما يرجح انها محاولة منه لتقديم أوراق حسن السلوك للحصول على المساعدات الإقتصادية ، وقد تحركت بسرعة الكويت لتقديم الدعم للكاظمي على خطوة التصدي للميليشيات ، وطبعا موقف الكويت هو يعبر عن موقف السعودية نيابة عنها .
مايدعم هذا التحليل تصريح الكاتب غالب الشابندر على إحدى الفضائيات .. حيث ذكر اكثر من مرة ان الكاظمي سبق له ان تربى في بيتهم حينما كانوا في إيران ، ومعنى هذا ان الشابندر يعرف الطبيعة السايكلوجية للكاظمي ، وقد خاطب الشابندر بمداعبة لافتة حينما مازحه بخصوص التهديد الذي تلقاه أثناء زيارة الموصل إذ اشار الشابندر قائلا : ربما موضوع التهديد مجرد فبركة من الكاظمي ، وهذه الإشارة هامة جدا يمكن إلتقاطها والبناء عليها من شخص عرف الكاظمي عن قرب ، ثم ان خلفية الكاظمي في جهاز المخابرات ترجح بقوة ان طبيعة شخصيته قد تلجأ الى صنع السيناريوهات والفبركات !
أخيرا .. سيقول بعض الجهلاء والخبثاء : يعني انت العبقري الوحيد الذي إكتشف هذه الخدعة وغفلت عنها أميركا ودول الخليج .. وجوابي هو : ان نوري المالكي رغم انه عميل إيران رقم واحد ، ومع هذا غضت النظر عنه دول العالم وتعاملت معه ، فالعراق مصيره سيعود الى محيطه العربي ويتحالف مع أميركا ، واما إيران في طريقها للسقوط وسيُسحق عملائها وتتطهر المنطقة منهم … فلم العجلة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here