العراقيون غير مؤهلين لحكم أنفسهم والحل سلطة دكتاتورية بإشراف أميركي

خضير طاهر
إذا كنت صاحب رؤية سياسية تعتقد انها مفيدة وبعيدة عن الأيديولوجيات العدوانية : اليسارية والقومية والإسلامية التي ثبت فشلها .. عليك ألا تمل من تكرار طرحها كنافذة أمل لبناء العراق وفق منطق الواقع وليس الطروحات المثالية التي لاتتناسب مع الطبيعة النفسية والعقلية للعراقي .
الشعب العراقي ومعه الشعوب العربية والافريقية واللاتينية والكثير من الأسيوية.. هذه الشعوب أشبه بمدمن تعاطي المخدرات الذي يستخدم معه الطبيب لغة المنطق والعقل وينصحه بأهمية الحفاظ على الصحة والعيش براحة وسلامة وسعادة … لكن الشخص المدمن ليس لديه القابلية العقلية والنفسية والإرادة لفهم وتقدير وتطبيق الكلام العقلاني المفيد ، وهكذا هو الشعب العراقي حينما تطرح عليه أهمية أفكار الديمقراطية والحريات العامة وبناء دولة المواطنة والقانون وغيرها من الأفكار الجميلة ، فهذا الشعب ( بمعظمة ) لايمتلك الأهلية العقلية والنفسية والتكوين الإنساني المنفتح على معايير الحياة المنطقية والأخلاقية ، وكذلك ليس لديه إرادة التغيير والتطور ، فهو في حقيقته شعب بدائي من حيث النظر للحياة والبشر والمباديء ، وإن تشدق بالشعارات الطنانة !
لقد بدأ فشل العراقيين في حكم أنفسهم عند تحرير العراق من الإستعمار العثماني على يد الإنكليز ، حيث كان العراق خاضعا للعثمانيين لمدة تزيد على 400 عاما وكان العراقيون خانعين صامتين بكل ذل للعثمانيين ، لكن ما ان جاء الانكليز ومنح الشعب العراقي الحرية والديمقراطية حتى تحرك رجال الدين الإيرانيين المتخلفين ومعهم شيوخ العشائر ممن عملوا كانت لديهم عصابة قطاع طرق وأشعلوا أعمال الشغب والتخريب بحجة الثورة على الانكليز التي أطلق عليها مايسمى ( ثورة العشرين ) بينما العراق كان بلدا محطما حينما تحرر من العثمانيين ، حيث ليس لديه كوادر تدير الدولة ، وليس لديه بنية تحتية وكان بأمس الحاجة لخبرات الإنكليز لمساعدته ، وما قيمة السيادة والإستقلال وأنت دولة ضعيفة غير قادرة على إدارة نفسها علما كافة من شارك أعمال الشغب تلك كانوا جهلاء سياسيا ولم تكن دوافعهم وطنية .
وتكررت ذات المصيبة والحماقة والخيانة الوطنية لمصالح العراق عند تحرير الجيش الأميركي الشجاع للشعب من نظام صدام حسين ، فبعد ان كان العراقيون خاضعين أذلاء لقمع نظام صدام ، وما ان تحرروا منه ومنحتهم أميركا الحرية فإذا بهم يتحولون الى عصابات من اللصوص والمجرمين والعملاء ، واول خطوة قام بها العراقيون هي سرقة ثروات بلدهم وتدميرهم وتسليمهم الى إيران وإدخال إرهابي القاعدة وداعش الى العراق ، وضيعوا فرصة التحالف مع أميركا والإستفادة منها لبناء بلدهم !
فالعراقيون – غالبيتهم – أحزاب وساسة وجماهير .. شعب يعيش على نمط مرحلة القرون الوسطى وربما أبعد في مرحلة الكهوف والغابات حيث لايؤمنون بدولة القانون والمواطنة ، ولايريدون ديمقراطية حقيقية ، ومشاعر الإنتماء الوطني معدومة .. حتى ثورة تشرين الباسلة كانت مجرد إندفاع عاطفي لم ينتج عنها مشروع وطني ناضج ولم تنجب نخب سياسية وطنية فاعلة ، ودفعت خسائر بشرية من الشهداء بلا فائدة .
والآن بعد فشل كل الأفكار الجميلة العقلانية المتطورة في العراق كالديمقراطية ودولة المواطنة والقانون … لابد من التحرك لوقف الإنهيار الشامل في البلد ، والبحث عن حل يناسب طبيعة الشعب العراقي العاشق للقوة .. ولم يعد امامنا غير حل خيار ( الدكتاتورية الإيجابية ) لضبط الفوضى والعشوائية والسلوك التدميري والفساد والعمالة وهدر الثروات … والحل الواقعي هو التعامل مع الشعب العراقي على انه فاقد الأهلية لحكم نفسه ووضعه تحت الوصاية الأميركية على غرار شعوب الخليج العربي التي نجحت فيها تجربة ( الدكتاتورية الإيجابية ) والوصاية الأميركية وحققت الإستقرار والأمن والحياة السعيدة للمواطن ، والمنطق يقول ان مصلحة الشعب أهم من السيادة إذ كنت في حالة ضعف وإنهيار .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here