لماذا السكوت عن جريمة إعتقال الميليشيات لمنتسبي جهاز مكافحة الإرهاب ؟

خضير طاهر
على أثر قيام جهاز مكافحة الإرهاب بإعتقال عناصر بعض الميليشيات التي تطلق الصواريخ ، وبعد إجتياح الميليشيات الاخرى لبغداد وسقوطها عسكريا لعدة ساعات وهرب الجيش والشرطة من مواقعهم .. حصلت جريمة بحجم الكارثة الوطنية حيث أقدمت تلك الميليشيات على إقتحام أحد مقرات جهاز مكافحة الإرهاب وإعتقال عدد من الضباط والجنود وسط سكوت وتخاذل القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي و منع عناصر الجهاز الدفاع عن أنفسهم وإستعمال السلاح وعدم دفاعه هو عن المعتقلين وهيبة الدولة !
وبعدها من الواضح الأمور سارت بالشكل التالي .. الميليشيات أخذت تساوم الكاظمي على تبادل السجناء بمباركة من المالكي والعامري والفياض وغيرهم .. إذ وضعوا الكاظمي بين إظهار الأسرى من جهاز مكافحة الإرهاب على شاشة التلفزيونات وبين إطلاق عناصر الميليشيات المعتقلين ، وكان كل هم الكاظمي هو الحفاظ على صورته من التعرض للإهتزاز في حال تم عرض فيلم الأعتقال والإهانة للبواسل الشجعان من جهاز مكافحة الإرهاب فوافق على شروط الميليشيات ، لكنه طلب الحفاظ على ماء وجهه والادعاء ان المعتقلين تم نقلهم الى سجن الحشد الشعبي !
هذه الجريمة بحق القوات المسلحة حتى داعش بكل وحشيتها لم تقدم عليها ، وظل جهاز مكافحة الإرهاب البطل محتفظا بكرامته ، إلا في زمن الكاظمي الذي أدخل الجهاز في ورطة وعريضه لذلك الموقف المهين .. ويبدو ان الكاظمي عكس مايدعي ليس حريصا على فرض هيبة الدولة والتصدي للسلاح المنفلت بدليل سقوط بغداد عسكريا بيد الميليشيات وسكوته وترك العناصر المسلحة تتجول وترقص في شوارع العاصمة دون ردع !
الدوائر الحكومية حاولت التكتم على الجريمة ، لكن الميليشيات بكل وقاحة وخسة ودناءة تتفاخر بها ، وكلنا شاهد نا كيف خرجت تلك الميليشيات ترقص في الشوارع إحتفالا ( بنصرها على على شعبها وقواتها المسلحة ) بإطلاق سراح الإرهابيين المعتقلين ، وفي عراق الفوضى وإنهيار الدولة ليس صحيحا يتواجد الإرهابيون حاليا في سجن الحشد الشعبي ، فالعناصر الإيرانية التي كانت تدير مصنع الصواريخ مؤكد تم ترحيلها الى إيران فورا ونفي أمر وجودها ، واما العناصر العراقية من الميليشيات فأطلقت وهي حرة تتحرك من دون حساب حالها حال الميليشيات التي قتلت الثوار المتظاهرين ولاتزال حرة طليقة.
ما يقوم به الكاظمي عمل في منتهى الخطورة إن كان جادا وصادقا ، أومجرد سيناريو لخداع وكسب ود أميركا ودول الخليج ، فهو في كلا الحالتين يتلاعب بمقدرات القوات المسلحة ويورطها مع إيران وعملائها وفي نفس الوقت يمنع هذه الأجهزة من إستعمال السلاح والدفاع عن نفسها امام إعتداءات الميليشيات عليها .. والسؤال الكبير هل يوجد مخطط لتدمير جهاز مكافحة الإرهاب الذي تعاديه إيران ؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here