الكهرباء تعلن إكمال 80% من خطوط النقل الخليجية

أكملت وزارة الكهرباء 80% من إجراءات ربط العراق بالمنظومة الخليجية الكهربائية، استعدادا لإيقاف استيراد الطاقة (الكهرباء والغاز) من الجانب الإيراني بسبب العقوبات الاقتصادية الأميركية المفروضة عليها.

ووقعت وزارة الكهرباء في العام 2019 اتفاقية مع هيئة الربط الخليجي لإنشاء خطين لنقل الطاقة الكهربائية الضغط الفائق (٤٠٠) ك.ف، الذين سيكونان بطول (٣٠٠ كم)، مقسمة على مسافتين، داخل العراق (٨٠كم)، وداخل دولة الكويت (٢٢٠ كم).

واستنادا للاتفاقية الإطارية التي وقعتها وزارة الكهرباء مع هيئة الربط الخليجي في أيلول الماضي تجهز وزارة الكهرباء الخطين الناقلين داخل أراضيها (الفاو القديم والجديد) لتأمين نقل الطاقة من الكويت إلى محطة الفاو في محافظة البصرة، وقالت ان “هذه الاتفاقية تأخر تنفيذها بسبب تداعيات الوضع الصحي والاقتصادي”، معتقدة أنها “تحتاج لفترة عام كامل للانتهاء من تنفيذها”.

وفي إطار ذلك يستعد الفريق التفاوضي العراقي الذي سيقوده رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي أن يطلب من الإدارة الأمريكية في الجولة التفاوضية الثانية التي ستنطلق في تموز المقبل منحه إعفاءات جديدة لاستيراد الكهرباء والغاز من ايران.

في السابع عشر من شهر حزيران الجاري كشف تقرير لـ(المدى) أن رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي سيتجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية في منتصف شهر تموز المقبل على رأس وفد وزاري رفيع المستوى لاستئناف الجولة الثانية من المفاوضات العراقية الأمريكية التي انطلقت جولتها الأولى في الحادي عشر من شهر حزيران الجاري.

ويعاني العراق منذ سنوات من ازمة توفير الطاقة الكهربائية رغم توقيع عدد من الاتفاقيات كان آخرها مع شركة “سيمنس” الألمانية الا انها لم تؤتِ ثمارها لغاية اليوم.

ويقول احمد موسى، المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء في حديث مع (المدى) إن “الاتفاقية الإطارية التي وقعها العراق مع هيئة الربط الخليجي كان مخططا لها أن تدخل للخدمة في شهر تشرين الأول المقبل للعام 2020 كمرحلة أولى بواقع (500) ميكا واط تكون مخصصة للمحافظات الجنوبية”، مشيرا إلى أن “هذه الاتفاقية عطلت بسبب تداعيات الوضع الصحي والاقتصادي وعدم إقرار قانون الموازنة الاتحادية”.

ويضيف موسى “أكملنا مجموعة من الإجراءات والمتعلقة باستعدادات محطة الفاو الـ(400)، وتجهيز خط أبو فلوس الفاو القديم، وأيضا هناك أعمال تجري الآن بمعية ديوان محافظة البصرة لاستكمال الخط الثاني الفاو أبو فلوس الجديد والتي انتهت من عملية نصب الأبراج ولم يتبق ألا أعمال التسليك” لافتا إلى أن العراق “أكمل 80% من الإجراءات المتعلقة به ضمن الخطة الإطارية”.

ويلفت إلى أن “هذه الاتفاقية تحتاج لسقوف زمنية تقدر بسنة كاملة للانتهاء من أعمالها والمتمثلة بمد خطين لنقل الطاقة الكهربائية”، مستدركا “لكن المشاكل الصحية والاقتصادية وتأخر إقرار الموازنة عطلا عملية تنفيذها في الوقت الراهن”.

وتتحمل هيئة الربط الخليجي بحسب اتفاقها مع وزارة الكهرباء كلفة إنشاء الخطين، الذين سيكونان بطول، (٣٠٠ كم)، من خلال مرحلتين الاولى استيراد (٥٠٠) ميكاواط، والثانية، إنشاء منظومة تبادل للطاقة الكهربائية (التيار المستمر) (HVDC)، بين العراق ودول مجلس التعاون الخليجي، وبين أوروبا.

لكن المتحدث باسم وزارة الكهرباء قال إن “هناك التزامات مالية جزء منها على هيئة الربط الخليجي وجزء آخر على الجانب العراقي”.

اما بشأن استيراد الطاقة الكهربائية من إيران يوضح أن “استيراد الكهرباء من ايران هو حسب حاجة العراق وفق الاتفاقية الموقع معهم”، مضيفا أن “الاستيراد من إيران يصل إلى الف ومئة ميكا واط عبر الخطوط الإيرانية”.

ويضيف أن “الطاقة ترتفع بحسب حاجة العراق ضمن السقف الزمني وتقل بفترات في حالة عدم حاجة وزارة الكهرباء إليه”، مبينا ان “الإعفاءات الأميركية لاستيراد الطاقة من ايران لـ120 يوما تنتهي في شهر تشرين الأول المقبل”.

وكانت الولايات المتحدة قد منحت العراق اعفاء لمدة 120 يوما لاستيراد الطاقة والغاز من ايران، كدعم للحكومة الجديدة بعد التصويت على مصطفى الكاظمي رئيسا للوزارء.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، حينها، إن وزير الخارجية مايك بومبيو رحب بتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الكاظمي.

واضافت إن بومبيو أبلغ الكاظمي خلال مكالمة هاتفية أن تمديد الاعفاء جاء بهدف إظهار رغبة الولايات المتحدة في المساعدة بتوفير الظروف الملائمة لنجاح الحكومة العراقية الجديدة.

ويؤكد احمد موسى أنه في “الجولة الثانية من المفاوضات العراقية الأمريكية ستطلب الحكومة تمديد الإعفاءات لاستيراد الطاقة الكهربائية من الجانب الإيراني”، معتقدا أن “الجانب الأمريكي سيكون متفهما لطروحات العراق وحاجتها للطاقة”.

وشهدت زيارة وزير المالية علي عبد الامير علاوي إلى السعودية مؤخرا تفعيل الاتفاق على ربط العراق بالمنظومة الخليجية للكهرباء.

وفي اطار ذلك وجه رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي المسؤولين في وزارتي الكهرباء والمالية بتذليل العقبات لتوفير الطاقة الكهربائية للمواطنين في اجتماع له مع وزير الكهرباء والملاكات المتقدّمة في كلّ من وزارتي الكهرباء والمالية.

وأكد رئيس مجلس الوزراء في بيان اصدره مكتبه الاعلامي واطلعت عليه (المدى) على وضع خطة آنية وسريعة لمعالجة وضع الكهرباء الحالي، وخطط مستقبلية لتطوير المنظومة الكهربائية ومعالجة أخطاء الماضي، وبما يحقق الاكتفاء الذاتي.

وشدد على أن الظرف الحالي يقتضي عدم الاكتفاء بتشخيص الأخطاء، وإنما وضع الحلول السريعة وإنهاء معاناة المواطنين.

وقدّم المديرون العامون بوزارة الكهرباء شرحا مفصلا عن إجراءات الصيانة والنقل والتوزيع، وأسباب التلكؤ الحاصل، ومعوقات الإنتاج والتوزيع، وأهم المعالجات لتجاوز مشكلة الانقطاعات المتواصلة.

وبيّن الكاظمي أنه على الرغم من الأموال التي رصدت لوزارة الكهرباء عبر السنوات السابقة، إلا أن مشكلة الطاقة الكهربائية ظلت قائمة، وفاقمت من معاناة المواطن، فضلا عن تأثيرها في قطاعات كثيرة، مؤكدا أن الأموال المخصصة للوزارة يجب أن تنفق بالطريقة الصحيحة بعيدا عن الفساد الإداري والهدر المالي.

ووجّه السيد الكاظمي بوضع خطة واضحة لأعمال الصيانة مع إيجاد الحلول السريعة للمشاكل القائمة في أغلب مفاصل المنظومة الكهربائية، كما وجّه سيادته بمعالجة سريعة للمشاريع المتوقفة ومعرفة أسباب التوقف.

وفي آذار الماضي توقع رئيس هيئة الربط الكهربائي الخليجي أحمد الإبراهيم، في تصريحات صحفية الانتهاء من مشروع الربط مع العراق خلال 2020 بعد الحصول على الموافقة من مجلس التعاون.

وتابع أن “العراق يطالب بنحو 500 ميغا واط وهذه الطاقة متوفرة في دول مجلس التعاون، وان الخط الكهربائي مع العراق المزمع تنفيذه تبلغ طاقته 400 كيلو فولت، مما يفتح المجال مستقبلًا لاستقبال 2000 ميغا واط، مما يعني إمكانية زيادة ضخ الطاقة إلى العراق، مقدرًا حجم استثمار الخط مع العراق بنحو 200 مليون دولار يشمل الخط الواصل إلى العراق وكذلك توسعة محطة الربط الكهربائي في الكويت، بالإضافة إلى تركيب بعض المعدات وأجهزة الحماية على الخط”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here