خيمة القذافي الملغمة

سلطان عبد العزيز العنقري

الراحل القذافي نصب خيمة في الصحراء، بعيداً عن قصور الرئاسة، وبعيداً عن «البروتوكولات»، وقام بزرع «أجهزة تنصت» في هذه الخيمة، من أجل إيقاع أكبر عدد من ضحاياه من السذج والمغفلين، ثم بعد ذلك يقوم بابتزازهم لاحقاً.. بالطبع من قام باستدراجهم يأتي على رأسهم «الحَمَدان»، حمد بن خليفة، وحمد بن جاسم، اللذان بعد ذلك قاما باغتياله ظناً منهما بأنهما سوف يدفنان ما قالاه في تلك الخيمة مع القذافي في قبره!!، وواقع الحال يقول لنا إنها تم نشرها بعد مقتله، في أخطر وسائل الإعلام «وسائل التواصل الاجتماعي»؟! ثم بعد ذلك قاما بالانتقام منه، واستمرَّا بتدمير ليبيا بمساعدة عميل الإرهابي أردوغان المدعو السراج، وإلى يومنا هذا، ولا غرابة في ذلك فهو من أصول تركية؟!، مستعينين بجماعة الإخوان الإرهابية، والتي مركزها الرئيس في الدوحة، وفروعها في تركيا عند المبتز الطاغية الدكتاتور أردوغان، وفي إيران، وفي غزة عند حماس الإرهابية وزعيمها الإرهابي خالد مشعل في قطر، وعند حركة النهضة الإرهابية، وزعيمها الإرهابي راشد الغنوشي في تونس، والمنتمون لها من الإخونجية الإرهابيين، ومنهم الإرهابي حاكم المطيري وغيره.

وكذلك هناك مسؤولون من المنطقة وقعوا ضحايا لهذه الخيمة الملغمة، «مع بالغ الأسف»، بالتدخل وحشر أنوفهم في بلد ساعد بلادهم في استقرارها وأمنها، والمحافظة على وحدة أراضيها، فتآمروا علينا في السعودية، يريدون تقسيم بلدنا لكي نعيش في فوضى أمنية، وانقسام وتشرذم، وأن نعيش على قارعة الطريق أو لاجئين في بلدان أخرى، وهذا ليس بمستغرب على هؤلاء فقد كان لبعضهم صولات لدعم إيران وهندسة اتفاقها النووي مع امريكا، في عهد الرئيس الأمريكي أوباما، الذي رفع الحظر عن أرصدة إيران المجمدة، والتي بلغت أكثر من 150 مليار دولار أمريكي، استغلتها إيران باحتلال العراق وسوريا ولبنان واليمن، وادخال الصواريخ البالستية والأسلحة والطائرات المسيرة، لقتل أهلنا في المناطق الجنوبية في نجران وجازان وعسير وخميس مشيط، بل تخطت ذلك إلى مكة المكرمة والرياض وغيرها من مدن المملكة، وكذلك اعتداء إيران على منشآتنا النفطية في المنطقة الشرقية.

تسريبات خيمة القذافي الملغمة كشفت المستور من سوء النوايا لرعايا دول لا ينتمون لبلدنا! ويلحظ أن القاسم المشترك بين ضحايا خيمة القذافي أنهم «غير سعوديين»! بعبارة أخرى أكثر دقة أن من يريد تقسيم السعودية العظمى ينتمون إلى دول مجاورة حسب التسريبات المسجلة التي سمعناها إلى الآن، ولا نعرف ماذا سوف تحمل لنا التسريبات المسجلة اللاحقة من متآمرين علينا؟!.

والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة هو: لماذا يريد هؤلاء تقسيم بلدنا إلى دويلات كما ضحك عليهم القذافي، الذي أسقط طائرة ركاب أمريكية فوق لوكربي في أسكتلندا، وذهب ضحية ذلك الحادث الارهابي أبرياء مدنيون؟! ولولا الله ثم السعودية، ممثلة بالأمير «بندر بن سلطان»، ونيلسون مانديلا اللذين تدخلا وبكل قوة لدى الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، وأنهيا هذه الكارثة الإنسانية لكان القذافي في أعداد المفقودين يومها، ولوجدنا أن دبابات دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع الأمريكي السابق، في عهد الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، تدمر ليبيا؟!.

لماذا هذا الحقد والكراهية والعدوانية، وإضمار الشر لنا في بلدنا السعودية العظمى، والتي لديها مبدأ ثابت منذ تأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- هذا المبدأ يتمثل في «عدم التدخل في شؤون الغير».. المملكة لم تتدخل في بلدانهم بل ساعدتها ودفعت الكثير من أجلها، فلماذا يريدون إلحاق الضرر بنا؟!.

* نقلا عن “المدينة”

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here