مَنْ الأولى بالاعتقاد و التصديق السماع أم الدليل القاطع ؟ الحسني كاشفا

مَنْ الأولى بالاعتقاد و التصديق السماع أم الدليل القاطع ؟ الحسني كاشفا

لا يوجد أدنى شك أن الانسان له آذان صاغية لكل ما يرد عليها من أصوات و كلام و أقاويل تسمعها بين الحين و حين، وهي أمام تلك الموجات الكلامية التي تتلقاها تبقى في حيرة من أمرها، فالفرد منا يسمع الجمل و الكلمات وعلى مدار الساعة ومن عدة أشخاص لكنه يبقى في شك من كل ما يسمعه من أبناء جلدته، فيسمع الصدق، و يسمع الكذب و كل شيء يبقى في دائرة الشك إلى حين التيقن من صحته أو كذبه، وهذا يتطلب من السامع أن يبذل جهدا حتى و إن بالشيء اليسير بغية الوقوف على صحة الكلام من كذبه، وهنا يأتي دور الدليل فهو يمثل الفاصل الحقيقي بين الصدق و الكذب، بين الحقيقة و الادعاء الباطل فلا وجود لتمامية الكلام أو السيء مالم يقوم عليه الدليل أو الحجة و البرهان الساطع و ليس الدليل الخاوي و الحجة المزيفة، الانسان له تاريخ يعتد به و يتفاخر به بين المجتمعات الاخرى فلا ضير في ذلك، وهذا السجل الحافل بشتى الاحداث و الوقائع التاريخية المهمة و الغير مهمة، المشرفة و الغير مشرفة فكلها تخضع لقانون التدقيق و التمحيص و يمكن وضعها على طاولة النقاش و النقد البناء حتى يتميز الصالح من الطالح، فليس ما ينقله لنا اسلافنا من أحاديث أو أحداث مختلفة من دون أن يقوم دليل قاطع عليها يمكن أن نقول عنها أن فيها صك الغفران أو أنها لا يمكن التدقيق فيها لأنها جاءت من القدامى هذا من غير المعقول ولا يمكن التسليم به أو نطلق ذلك عليه جزافا ؛ لان العقل و المنطق يؤكد على أهمية وجود الدليل و الحجة الصحيحة على كل ما يُقال أو يُنقل من الاسلاف، فالأيادي الجاهلية مارست الكثير من عمليات الدس و التحريف و التلاعب بالحقائق بالزيادة و النقصان فكيف نسلم بكل ما وصل إلينا من تاريخ الماضون ؟ حقيقة فلنا في ؤالواقع الانساني في وقتنا الحاضر وما يجري فيه من صراعات و خلط للأوراق و تلاعب بالحقائق الجوهرية و قيام البعض بالتفلسف و اطلاق العنان لمؤلفاتهم التي تفتقر لأبسط مقومات الابداع العلمي و الاثار العلمية المرموقة الصادقة بكل تنقل و تقول و تضع بين ايادي القراء و المطلعين عليها فهي مجرد طرح آراء و قراءات غير دقيقة و عرض لأفكار غير مدروسة و تفتقر أيضا للحجة القوية على صدق ما موجود بين الدفتين فيها ولنا في الموسوعة للصدر الثاني التي قال فيها ما نصه : ( القاعدة العامة – التي كتبتُ الموسوعة طبقا لها – إنما كنتُ اعتقد بها لأني سمعتُها من أسلافي لا لقيام الدليل عليها ) فيا ترى على ماذا يدلُّ هذا التصريح لمؤلفها ؟ في الكلام دليل واضح ومن فم الصدر على كل مرتزقة السلوكية و انحرافاتهم الفاسدة و دليل دامغ على كذبهم و بطلان افتراءاتهم على أن الموسوعة كاملة مكملة بل و أفضل من القرآن المجيد، فها هو مؤلفاها و بكل صراحة يقول أنه يعتمد على السماع في تأليفها و ليس على الادلة و الحجج و البراهين القوية و التامة وقد كشف الحسني الصرخي تلك الحقيقة في تغريدته على موقع تويتر قائلا : (( تكررت جداً اشارات الاستاذ – أي الصدر الثاني – إلى عدم صلاحية الموسوعة للاستدلال !! و الأسباب عديدة منها : بُطلان قانون المعجزات المعتمد، تضمنها الأقوال المتفرقة و الروايات الضعيفة و المرسلة و الاطروحات المحتملة التي لا حجة فيها )) .

https://twitter.com/AlsrkhyAlhasny/status/1254838046526263296/photo/1

بقلم الكاتب احمد الخالدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here