هل ستشتعل الحرب الأهلية بعد شعور السنة بالإهانة عقب إطلاق سراح عناصر الميليشيات؟
خضير طاهر
عقب إطلاق سراح عناصر الميليشيات التي إرتكبت عملا إرهابيا صريحا بإستهدافها للمواقع العراقية بالصواريخ علق أحد الساسة من سنة العراق من على شاشة التلفزيون قائلا : (( إحنا مو زلم لأن مانمتلك السلاح … )) والمعنى المقصود ان من يملك السلاح يستطيع تركيع الدولة ويصبح فوق القانون ويفعل ما يشاء كما هو الحال مع الميليشيات الشيعية !
وإذا كان الكثير من شرفاء الشيعة شعروا بالصدمة والألم من خضوع حكومة الكاظمي لتهديدات الميليشيات ونجاحها في تحرير عناصرها من السجن ، فكيف الحال مع مشاعر سنة الذين لديهم نازحين وسجناء مغيبين ، ومدن : الموصل وتكريت والرمادي محتلة من قبل الميليشيات التابعة لإيران تمارس جرائم النهب والسرقة والتحكم بها!
والسؤال : ماهي إحتمالات إندلاع الحرب الأهلية بين السنة والشيعة ؟
في العراق الذي تسوده الفوضى وغليان النفوس .. كل شيء وارد ، فالتحالف السعودي الإسرائيلي يعتبر الخطر الإيراني والميليشيات خطرا وجوديا وهذه هي اللحظة المناسبة للإنقضاض على التواجد الإيراني في العراق من خلال التحالف مع السنة وتوفير الدعم لهم ، فالمال والمكانة الدولية للسعودية ، والعقل الذكي الإسرائيلي والقوة المخابراتية والعسكرية الضاربة لديهما كل مقومات الفعل العسكري المؤثر على الارض مثلما نرى مايحصل من توجيه اسرائيل ضرباتها الشجاعة والمستمرة للوجود الإيراني في سوريا وإذلال إيران وكشف زيف دعايتها بإمتلاك القوة العسكرية .
على الأرجح سوف لن يطول سكوت سنة العراق على إحتلال مدنهم وشعورهم بالإهانة اليومية وهم يرون عملاء إيران يصولون ويجولون امام أعينهم ، فالعامل الطائفي هنا سيعلب دورا قويا في تأجيج مشاعر الثورة والإنتقام مضافا له عامل العداء التاريخي بين ( العرب والعجم ) وكبرياء عروبة السنة ستؤجج أكثر الرغبة بالتخلص من هذا الإحتلال والهيمنة .
وستندلع الحرب الأهلية ، وسيهمل العالم الحرب في العراق كما أهملها في سوريا وليبيا واليمن وسيحل الخراب على العراقيين … وسيقول العالم عنا : دع هؤلاء الأغبياء يقتل بعضهم البعض فهم لايستحقون الحياة والثروات التي لديهم !