أفكار على طريق الإصلاح (4)  

إصلاح سياسات التعليم العالي

بقلم : اياد السامرائي

 

لسنوات عديدة، ومنذ ان بدأت تتشكل الدولة العراقية، لم يكن يعاني خريج الجامعات العراقية وحتى المتخرجون من جامعات اجنبية أية مشكلة في الحصول على فرصة عمل.

 

كان العراق يشهد نمواً متجانساً الى حد لا بأس به، بحيث كان يتم استيعاب كافة الخريجين في سوح العمل، إلا ان ظروف ما بعد الحرب العراقية الايرانية أوجدت اوضاعاً اخرى مغايرة، وتزايدت أعداد خريجي الجامعات دون عمل، وتفاقم الوضع بعد عام ٢٠٠٣.

 

شهد العراق توسعاً في التعليم العالي على مستوى الجامعات الحكومية وهي تضخ كل عام عشرات، بل مئات الالاف من الخريجين، اما الجامعات الأهلية فزادت الأمر سوءا فمعايرها تجارية بحتة.

 

اما المستوى العام للجامعات العراقية فقد تراجع الى حدٍ كبير عما كان عليه الوضع في عقود سابقة، ولا تجد اهتماماً من الطلبة الوافدين اليها، علما ان التعليم الجامعي بحد ذاته ممكن أن يكون استثماراً يدر أرباحا كبيرة على البلاد.

 

قد لا يمكن التحكم الآن في أعداد الجامعات وعدد طلابها، ولكن ما يمكن تحقيقه هو الارتقاء بمستوياتها، لذا لنا أن نطرح الافكار التالية:

 

1. إلغاء وزارة التعليم العالي والاستعاضة عنها بمجلس أعلى للتعليم العالي، ويتكون المجلس من رؤساء الجامعات الحكومية والاهلية.

2. تتكون إدارات الجامعات بالانتخاب، وفق قانون وقواعد تتساوى فيها الجامعات الحكومية والاهلية.

 

3. تعتمد الحكومة معايير في تقديم التمويل للجامعات الحكومية بمقتضى عدد الطلاب والنتائج التي تحققها الجامعات على مستوى التصنيف العالمي للجامعات، وعلى مستوى الخدمات التي تقدمها الجامعات للمجتمع.

 

4.  تعتمد الدولة مكافئات للجامعات الاهلية بمقتضى النتائج التي تحققها.

 

5. يخضع انتخاب إدارات الجامعات ولمستويات عدة على معايير الكفاءة والإبداع والدرجة العلمية.

 

6.  خلق اجواء تنافسية بين الجامعات العراقية.

 

إن هذه الخطوات، تضع العراق على الطرق الصحيح من جديد، ذلك الطريق الذي يحقق التنمية التعليمية من جهة، ويحافظ على رصانته من جهة أخرى.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here