المرحلة السياسية القادمة…لامحال هي مرحلة القيادة الشابة

المرحلة السياسية القادمة…لامحال هي مرحلة القيادة الشابة .

حكمت مهدي جبار

3 تموز 2020

بعد مرور سبعة عشر عاما على مرحلة سياسية في العراق مليئة بالاضطراب والفوضى والنزاعات على الاموال والمناصب وهدر للثروات الوطنية والتي ادت الى تشويه سمعة البلد وتراجعه في مختلف المستويات بسبب عناد الاحزاب وسطوة الجماعات المسلحة وعدم فسح المجال امام العقل السياسي العراقي المتنور ليعيد مكانة الوطن والحفاظ على مايمكن الحفاظ عليه..

ونحن اذ نقبل على مرحلة انتخابات مقترحة كخيار بديل لانقاذ العراق واعادة تفعيل العملية السياسية الى سابق عهده. وبعد ان لامسنا شيئا يعيد ثقتنا بما هو آت من خلال تكليف مصطفى الكاظمي بادارة امور الدولة وتسيير عمل الوزارات ومؤسساتها بما يقدم خدمة وكحد ادنى من الانجاز والانتاج بما وجدنا فيه من حماس وحرص ونوايا على ماتبدو نوايا طيبة وصادقة..فأننا نجد ان من افضل الحلول وفي هذه المرحلة المعقدة في ظل تراكم الازمات والمشاكل ان لابد من طرح ومناقشة جملة من الرؤى كمقترحات وجدناها واقعية ومنطقية ومن شأنها ان تعدل من المسارات وتصحح الاخطاء وتعالجها..

والحلول هي: هو أن نفعل دور الشباب ونفتح لهم الابواب كي ينطلقوا ليصنعوا الحياة من جديد ويبشروا بمستقبل عراق زاهر.

وقبل طرح هذه الرؤى على شكل مقترحات لتشخيص العلل في المنظومة السياسية العراقية اليوم فأننا نؤكد على ان ما من مواطن عراقي الا وان يسهم وبطريقة باخرى وعلى طريقته الخاصة في دعم العملية السياسية والمشاركة بما يمتلك من ادوات في السعي لتأسيس دولة وحكومة وبرلمان كلها تعمل على تمثيله وتأمين حقوقه وحياته وضمان مستقبله والتصرف بحقوقه وثرواته الوطنية والاعتزاز بهويته الوطنية ..

ونحن هنا لانريد ان نأخذ بيد المواطن بالقوة ولانريد من ان نجبره على الجري والركض واللهاث وهو يعيش قهر الحاجة والفاقة والعوز.انما هي دعوة له كمواطن يعيش في بلده وارضه ياكل من رزق ارضه وثرواتها ومن خير سماءه وانهاره.فلا جدوى من الشكوى ولانفع من التباكي وانت خامل كسول لاتملك الا ان تداعي وتطلب وتتوسل من اناس هم ليسوا افضل منك ولااشجع ولا ااكرم ولا اكثر علما ودرية اعزيمة وارادة..

انه من الواضح ان المشاركة السياسية يجب ان تشمل الجميع وبلا استثناء.لكن المشاركة هنا تقتضى (مشاركة سياسية) واعية من خلال وجود مجموعة بشرية من المواطنين الذين يتوافر لديهم شعور الإنتماء والإهتمام بالشأن العام. والمواطن العراقي هو من اكثر ابناء شعوب العالم اعتزازا بانتماءه وبهويته وبتاريخه .والمشاركة هي أرقي تعبير عن المواطنة التي تمثل من جملة النشاطات التي تساعد على ممارسة السلطة السياسة.فلماذا نترك الفرصة لمن هم غير قادرين على قيادة الدولة وتسيير امورها لنبقى نتشكى ونتوعد ونهدد بينما نحن لم نفعل شيئا سوى الكلام.

لماذا يجب تفعيل دور الشباب؟

لما كان الشباب في العراق يمثلون نسبة كبيرة من إجمالى المجتمع وهم عنصر فعال وهام خاصة في مسالة التنمية والمشاريع المستقبلية وذلك لأعتبارات يتصف بها الشباب من عمر يافع ووعي متنور وثقافة وحماس وصدق صافي دون مواعظ الشيوخ ولا احكام الكبار الثقيلة وتحفظهم وخوفهم من الاقدام والتحدي بل وفقدانهم الى الجرأة.عدا تلك الخبرة التي خبروها من العمر الطويل وتجاربهم الحياتية التي يجب ان نتعلم منها كدروس وعبر نحن كشباب.

ان فسح المجال امام الشباب في المشاركة السياسية في المرحلة القادمة أمر ضروري واضطراري كونهم اضافة لما قلنا يملكون الطاقة والقدرة على العطاء وهم ثروة بشرية قادرة على العمل والإنتاج,وهم الحل لكافة مشاكل المجتمع.وتلعب المشاركة السياسية للشباب العراقي اليوم دوراً مهماً في تطوير آليات وقواعد الحكم الديمقراطي، فالشباب هم اهل الديمقراطية وهم صورتها وجوهرها.

ان بتهيئة الفرصة للشباب في ايكال مهمة قيادة الدولة وتسيير امور الحكومة وتمشية فعاليات البرلمان انما هو تفجير طاقات هائلة تحيي العراق وتنفخ فيه الروح من جديد.وانهم سوف يقدمون اعظم المنجزات والمكاسب وخاصة في مجال التنمية والاقتصاد وتفير اسباب العيش الرغيد للشعب العراقي،كما أن مشاركة الشباب سيعزز من التنمية السياسية، وسيقلل من حالة الفراغ السياسي التي يعيشها الشباب عبر تهميشهم وعدم الاهتمام بقضاياهم في برامج وأنشطة الأحزاب السياسية ، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في كيفية تفعيل طاقات الشباب وإعادة جذبها إلى الأحزاب والعمل العام، وتفعيل دور المؤسسات الأهلية، وذلك من خلال إعادة صياغة أولوياتها وبرامجها انسجاماً مع الأجندة الوطنية، بما يحقق التكامل في العمل بينها وبين المؤسسات الرسمية.

صحيح ان طبقة الشباب طبقة يراد لها تعامل خاص وحذر ودقيق يراعى فيه نفسياتهم واعمارهم وعقولهم المتوهجة طاقة وابداع,لكن مسألة اشراكهم في قيادة دفة امور الدولة أصبحت موضوع الساعة اليوم بل هي ضرورة ملحة تفرض نفسها في العراق أكثر من أي وقت مضى,فالمشاركة وبخاصة من جانب الشباب تعد المدخل الحقيقي لتعبئة طاقات الأجيال الصاعدة وتجديد الدماء في شرايين النظام السياسي والاجتماعي للوطن والمساهمة في حركة التنمية المتواصلة.

ان المشاركة السياسية للشباب في العراق اليوم واعطاؤهم الفرصة الحقيقية موضوع حيوي ومهم وهو يعنى مدى إنشغالهم بالأمور السياسية داخل مجتمعهم العراقي ، وإلمامهم بالقضايا السياسية سواء على الصعيد المحلى أوالعربي أوالدولي ، اعتمادا على اعتبار ان المشاركة السياسية هي عبارة عن إعطاء الحق الديمقراطي الدستوري لكافة أفراد المجتمع البالغين العاقلين في الإشتراك بصورة منظمة في صنع القرارات السياسية التي تتصل بحياتهم معًا في مجتمع كالمجتمع العراقي وممارسة هذا الحق ممارسة فعلية بعيدًا عن عوامل الضغط والإجبار والإلزام،من قبل اصحاب العقول المحافظة والتي جمدها الزمن ولوثتها تقلبات السياسية وعقدتها الظروف من انقلابات وصراعات ونظريات مؤامرات وخيانات وشك وتكفير وتفسيق وجهل التدين وهيمنة مواعظ السلاطين الثقيلة.

لذلك فأن مشاركة الشباب في العملية السياسية في العراق اليوم سوف تكون اعظم منجز وافضل بديل اذا ما حافظوا عليها وابقوها في إطار ديمقراطي يتسق معه إطارالشعوربالمسئولية الإجتماعية، تجاة الأهداف المجتمعية العامة وفى إطار الشعور بحرية الفكر، وحرية العمل وحرية التعبير عن الرأى.

انه وبعد انقضاء سبعة عشر عاما من حكم الاحزاب وتأثير الميليشيات وتطفل الدول الاقليمية وتدخلاتها وفوضى اتخاذ القرارات فانه قد آن الأوان لحركة شبابية عراقية عارمة تثور على كل هذا الواقع الذي اصابته العلل والامراض.

ان دعوتنا الى ضرورة اشراك الشباب في الانتخابات المبكرة في العراق ليست دعوة عادية تقف عند حدود رأي من يقود الدولة اليوم او الهيئات المسؤولة او حتى الدستور بما جاء فيه من بنود وفقرات التي تنص على ان كل فرد عراقي يحق له المشاركة في الانتخابات …ألخ…اي ان المجال مفتوح امام الشباب وغير الشباب..انما هي دعوة لوضع فقرات تتعلق بضرورة اشراك الشباب والتأكيد عليهم وفق تنظيم قانون واعداده بشكل دستوري.بالتنسيق مع الوزارات والمنظمات والمؤسسات الحكومية تتعلق بالتثقيف والتنشئة والاعداد ابتداء من الاسرة التي هي البيئة الاولى للتنشئة والمدرسة التي تنمى قدرات الطالب الذهنية وتحفزة على الإبداع ،لكي يشعر أنة عضو مهم وله دور فعال فى المجتمع، ويجب أن تحرص الجامعات على زيادة الأنشطه السياسية داخلها، و السماح بالمنظمات المدنية والأحزاب السياسية بالعمل داخل الجامعات ، كاتحادات الطلبة واتحادات الشباب والتقليل من سيطرة الأمن على العمل الطلابي ، وتحفيز الشباب داخل الجامعات العراقية على المشاركة في الحياة السياسية وزيادة توعيتهم بأهمية دورهم في الحياة السياسية.

اما على صعيد مؤسسات المجتمع المدني فيجب أن تنظم المؤسسات والهيئات المتخصصة برامجا خاصة تبرز دورها من خلال فتح المجال لمشاركة جميع الأفراد خصوصا الشباب ،توعية الأفراد بأهمية المشاركة السياسية ومدى تأثير صوتهم و قدرتهم على الثأثير فى الساحة السياسية وأن لهم دور فعال فى الحياة السياسية .

لقد وجدنا ومن خلال رؤيتنا ان لابد من توفير آلآليات التي من شأنها ان تعمل على تفعيل المشاركة السياسية للشباب في العراق في هذه المرحلة تتمثل فيمايلي:

1- ان المشاركة كما سبق القول هي جوهر الديمقراطية فحجر الأساس في الديمقراطية كطريقة في الحياة السياسية هو مشاركة الجميع اما دعوتنا الملحة لاشراك الشباب يجب ان تكون مشاركة موضوعية لاعشوائية سيما وان الشباب يأخذهم الحماس وروح التمرد والثورة.لذلك نؤكد على مشاركة الأفراد الناضجين في وضع القيم التي تنظم حياة الجماعة والديمقراطية.

2- يكون ذلك في أغلب الأحيان من خلال تنظيمات لحركات شبابية لان تلك الحركات الشبابية تعتبر قنوات رافدة مهمة تساهم مع الاحزاب الاخرى في تعزيز المشاركة في العمل السياسي في العراق.

3- هناك ألية تفعيل نراه مهمة جدا وهي ان الأحزاب السياسية وخاصة التي رفعت شعارات تمثل الشباب وأعضائها من الشباب ؟ ان يعززوا من تأثيرهم في عملية كسب للطاقات الشابة من أجل خلق الديناميكية المثلى في عملية التطوير الاجتماعي الشامل عبر تجديد دمائها بإطلاق أيدي الشباب في تقلد المسؤولية داخل هذه الأحزاب، والذي من الضروري أن يكون فعلا متواصلا ليتواصل وجود الأحزاب نفسها وجودا فاعلا ومؤثرا ومبدعًا في الحراك الاجتماعي في ما يتعلق باللعبة السياسية في العراق، التي يتفق الجميع اليوم على أنها لابد أن تكون لعبة اكثر لاعبيها من الشباب كي تواكب العصر بشروطه الحضارية، أي بالأداء السياسي الذي يناضل من أجل رفعة حقوق الإنسان العراقي ويفرض واقع الحال على كل من يتقلد موقع المسؤولية داخل الأحزاب السياسية على تبني برامج توعية للشباب من أجل دفعه للانخراط وبشكل واع في الواقع السياسي .

4- تفعيل الحملات الانتخابية والتثقيف على ضرورة الحضور الكبير لطبقة الشباب من خلال الدعم والمساندة المادية من خلال تمويل الحملات ومساعدة المرشحين أو بالمشاركة بالتصويت.وكذلك في الاتصال بالأجهزة الرسمية وتقديم الشكاوى والالتماسات والاشتراك في الأحزاب والجمعيات التطوعية.

5- حث وسائل الإعلام في أن تسهم بدورها في دفع المو اطنين نحو المزيد من المشاركة في الانتخابات والتأكيد على الطبقة الشابة وإقناعهم بالتخلي عن تكرار الاشخاص والاحزاب والوجوه في كل دورة انتخابية التي أصبحت مملة وسمة مميزة لغالبية الاحزاب والكتل وكبار تجار السياسة .

6- التثقيف على ان أفراد المجتمع كلهم مسؤولون امام الله والوطن فلا وقت للصمت والسكوت وان التغيير والاصلاح بحاجة الى الشباب والا فأن اولئك الافراد سيبقون فهي مجموعة ليس لها دور في إيجاد حالة الحراك السياسي التي تتطلبها عمليات التغيير السياسي في أي مجتمع يرغب في تحقيق تنمية سياسية حقيقية.

ان دعوتنا هذه جاءت تكرارا ومرارا على ضرورة النظر الى صناعة قرار شجاع يفسح المجال وبقوة امام طبقة الشباب كي يسهم في اعادة عملية البناء الوطني الحقيقي بكل مفاصله ومراحله..وما ندعوهم بالشباب ليس فقط يتحدد في الاعمار والسنوات انما في شباب العقل وشباب الارادة وروحية التجدد والتغيير.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here