عاصفة داخل فتح بسبب خطة الضم

منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن بنود خطته للسلام المزعوم المعروفة إعلاميا بـاسم”صفقة القرن” و الوضع يسير في الأراضي الفلسطينية من سيء لأسوء , حيث تصاعدت أعمال العنف و الاشتباك مع قوات الاحتلال ، تلتها فترة هدوء نسبي بسبب جائحة الكورونا لتعود حالة التوتر و الاحتقان الى السطح مع إعلان بنيامين نيتنياهو عزمه البدء في ضم مستوطنات جديدة الى جانب غور الاردن للسيادة العبرية .

السلطة الفلسطينية نددت بتصريحات رئيس حكومة الاحتلال و حملته مسؤولية تبعات خطته الاستيطانية على امن المنطقة ككل , معتبرة ان قرارات الحكومة الإسرائيلية المدعومة من واشنطن أفقدت لاتفاق اوسلو أي قيمة او شرعية .

حركة فتح و التي ساندت ابتداءا دعوات نبذ الفرقة بين الفصائل المقاومة تعيش اليوم عاصفة سياسية هي الأولى من نوعها , فبعيدا عن الفرقعات الإعلامية التي تنبئ بانتهاء الانقسام تشير الأخبار التي تصلنا من داخل المطبخ الداخلي لفتح عن خلاف حاد بين القيادة السياسية للحركة .

تخشى القيادة في رام الله من انعكاسات أي تصعيد مع جيش الاحتلال على سكان الضفة حيث يتوقع ان تعيش الضفة ازمة خانقة قد تمس قطاعات حيوية كالصحة و التعليم في حالة دخولها في حرب جديدة .

كما تتحدث ذات المصادر عن تخوف فتحاوي من استغلال كل من حماس و الجهاد الإسلامي لانعكاسات هذه الحرب لبسط سيطرة كاملة على الضفة الغربية ما يمثل خطرا محدقا على المشروع الوطني لفتح التي تسعى لتفعيل الدولة الوطنية المدنية على الاراضي الفلسطينية وفق لحدود 67 , لاسيما مع استماتة القيادة الحمساوية في الدفاع عن خيار المواجهة في الضفة رغم ان مشروع الضم لم يدخل حيز التنفيذ بعد .

حركة فتح بتاريخها النضالي الطويل قادرة بلا شك عن الذود على المكتسبات الفلسطينية الا ان التحدي اليوم يكمن في الموازنة ما بين متطلبات القضية الفلسطينية و الأوضاع المعيشية الراهنة .
مراد سامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here