قائد شرطة ذي قار: نحذّر من ارتفاع معدلات تعاطي المخدرات بين أوساط الشباب

ذي قار / حسين العامل

حذّر قائد شرطة ذي قار العميد حازم الوائلي يوم السبت ( 4 تموز 2020 ) من ارتفاع معدلات تعاطي المخدرات بين أوساط الشباب ، وفيما أكد إلقاء القبض على 190 متهماً من المتاجرين والمروجين والمتعاطين للمخدرات خلال المدة المحصورة بين شهري شباط وحزيران من العام الحالي،

أشار الى أن معظم المتورطين بجرائم المخدرات هم من العاطلين عن العمل وبأعمار تتراوح ما بين 18 – 25 عاماً وهو ما يستدعي تبني برامج اقتصادية واجتماعية فاعلة للحد من تورط الشباب بترويج وتعاطي المخدرات.

وأوضح قائد شرطة ذي قار للمدى أن ” قسم مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية في مديرية شرطة ذي قار تمكن من إلقاء القبض على 190 متهماً من المتاجرين والمروجين والمتعاطين للمخدرات خلال المدة المحصورة بين شهري شباط وحزيران من العام الحالي”، وأضاف ” فيما بلغ عدد المدانين المحكومين قضائياً بقضايا المخدرات خلال المدة المذكورة 68 محكوماً”.

وأشار الوائلي الى أن ” مفارز قسم مكافحة المخدرات ضبطت بحوزة المتهمين (2500) قرص مخدر مختلف الأنواع وأكثر من 2 كيلو غرام من مادة الحشيشة ومثلها من مادة الكرستال فضلاً عن 90 غرام من مواد أخرى مخدرة”، منوهاً الى أن ” قيادة الشرطة عزّزت مؤخراً عناصر قسم مكافحة المخدرات وأجرت تغييرات إدارية لغرض تفعيل الأداء”.

وكشف قائد الشرطة أن ” محافظة ذي قار أخذت تشهد خلال الأعوام الأخيرة ارتفاعاً كبيراً في معدلات ترويج وتعاطي المخدرات رغم الجهد الأمني الذي يقوم به قسم مكافحة المخدرات”، مبيناً أن ” أعداد المتهمين بجرائم المخدرات باتوا يشكلون القسم الأكبر من المتهمين الموقوفين في مراكز الشرطة ، ففي المركز الواحد قد تجد 40 موقوفاً بجرائم المخدرات مقابل خمسة الى عشرة موقوفين بجرائم جنائية “.

وعزا الوائلي ” أسباب ارتفاع معدلات جرائم المخدرات الى تفشي البطالة بين أوساط الشباب والمشاكل الاجتماعية الناجمة عنها”، مبيناً أن ” البطالة لم تدفع الشباب الى تعاطي المواد المخدر فقط وإنما حولت عدداً غير قليل منهم الى مروجين لها وهذا ما فاقم المشكلة”.

وأوضح قائد الشرطة أن ” الشاب العاطل عن العمل الذي يتورط بتعاطي المواد المخدرة في بادئ الأمر قد يعجز بعد الإدمان من توفير المال اللازم لشرائها وهذا ما يضطره الى العمل بترويج المخدرات والمتاجر فيها ليغطي بذلك حاجته من المواد المذكورة”، مؤكداً أن ” تعاطي المواد المخدرة بات يتسبب بارتكاب جرائم جنائية عديدة بفعل المؤثرات العقلية “.

وعن خطة قيادة الشرطة ذي قار للحد من ارتفاع معدلات جرائم المخدرات قال الوائلي إن ” قيادة الشرطة تتبنى خطة لمكافحة المخدرات تعتمد التنسيق والتعاون مع الجهات المعنية بمكافحة المخدرات في المحافظات الأخرى فضلاً عن اعتماد الية لجرد المشتبه بهم ومتابعة المطلوبين ونصب سيطرات في الطرق النيسمية وفي أوقات مختلفة”.

وأردف الوائلي “كما تم استحداث مصادر للمعلومات الاستخبارية من خلال التنسيق بين قسم مكافحة المخدرات والأقسام الأخرى في مديرية شرطة المحافظة”.

ودعا قائد شرطة ذي قار الى أن ” تتبني الحكومتين المركزية والمحلية والمنظمات المجتمعية برامج اقتصادية واجتماعية لتشغيل الشباب والحد من تعاطي المخدرات “، منوهاً الى أن ” السيطرة على المخدرات من شأنها أن تحمي الشباب وتحد من جرائم الانتحار والجرائم الأخرى الناجمة عن تعاطي المخدرات وكذلك تعزز الاستقرار الأمني في المجتمع”.

ويرى ناشطون في مجال المجتمع المدني أن ” ما تعلنه القوات الأمنية بصورة شبه يومية عن اعتقال اعداد من المتعاطين والمروجين والمتاجرين بالمخدرات والمواد المخدرة ، وان كان يعكس حجم الجهد الامني في مكافحة المخدرات ، إلا أنه يبين بالوقت ذاته حجم مشكلة تعاطي المواد المخدرة ومديات اتساعها في إرجاء المحافظة “، منوهين الى أن ” المشكلة آخذة بالتزايد خلال الأعوام القليلة الماضية إذ شهد عام 2016 ارتفاعاً في معدلات التعاطي تقدر بـ 14 بالمئة مقارنة بعام 2015 وذلك وفق بيانات قيادة الشرطة”.

وكان ناشطون وأكاديميون في محافظة ذي قار حذروا يوم السبت ( 31 اب 2019 ) من توظيف أموال المخدرات في تمويل الجماعات المتطرّفة والأنشطة السياسية والمخابراتية المشبوهة ، وفيما كشفوا عن حجم الآثار والمخاطر الاجتماعية التي يخلفها إدمان المخدرات على التنمية البشرية ، أشاروا الى عجز المؤسسات الإصلاحية عن استيعاب ضحايا المخدرات كونها تفتقر الى المراكز المتخصصة لمعالجة الإدمان والى البرامج الصحية والاجتماعية التي تحول دون تفاقم مشاكل المتعاطين والمدمنين.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here