قاسم الاعرجي.. الشخصيات المقبولة من الأحزاب المكروهة!
محمد وذّاح
الاستحسان والرضى شبه الشعبي والسياسي، الذي لاقاه قرار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الأخير، في إيكال مهمة إدارة ثلاثة مناصب أمنية حسّاسة في الدولة- كان يجعهن من قبل الساحر “روكفورد” فالح الفياض- لشخصيات سياسية مقبولة أمثال (قاسم الأعرجي) و(عبد الغني الأسدي) و(خالد العبيدي).
يؤكد حقيقة أساسها؛ إن الشعب العراقي ليس لديه عقدة ضد الأحزاب أو الكتل السياسية العراقية، إنما كل كرهه وعقدته وقرفه ينصب على فساد تلك الاحزاب على مرّ 17 عاماً من النظام العراقي الجديد.
فأقول وبكل صراحة؛ إن “منظمة بدر” وارتباطها بالخراب العراقي مع باقي الاحزاب الشيعية وملف التصفيات في الذاكرة الجمعية لدى الكثير من العراقيين ما بعد لحظة 9 نيسان 2003 ، لم يمنع أن تقدم “بدر” شخصيات قيادية مقبولة وناجحة.مثل وزير الداخلية الأسبق (محمد الغبان) ومن بعده (قاسم الأعرجي).
فقد استطاعت تلك الشخصيتين ان تترك بصمة إيجابية لدى الكثير من العراقيين على الرغم من الفترة غير الطويلة في تسنمهما منصب وزارة الداخلية بالتعاقب، حين كانت لهما وقفات شجاعة، الأولى لـ(الغبان) في ملف فاجعة تفجير الكرادة الدامي في عام 2016 وتقديم استقالته ثر ذلك، بسبب اعتراضه على تداخل المهام الامنية في بغداد والذي أضاع القدرة في التصدي للملف الامني العراقي داخل العاصمة، وهو كان أول وزير يقدم استقالته من منصبه الذي يدر ذهباً وملايين من الدولارات على مر الحكومات المحاصصاتية المتعاقبة من بعد 2003.
أما السيّد الأعرجي الذي كان قريب من الضباط والمراتب وجميع منتسبي وزارة الداخلية وتعامله الجيد في إدارة ملف الوزارة بشهادة الجميع- ولك أن تسأل أي شرطي بالشارع عن فترة إدارة الاعرجي للوزارة- كما يحسب للرجل كشفه من يقف خلف اغتيال مدير جوازات بابل وكالة العقيد صفاء الدليمي رحمه الله، وتقديم الجناة إلى العدالة الذين صدر بحقهم فعلاً حكم الإعدام في نهاية عام 2018 وفق المادة (4/إرهاب).
هذه المواقف أتت أكلهُا رضاً وقبولاً عندما سمع العراقيين قبل أيام تعيين قاسم الأعرجي، مستشاراً للأمن الوطني، وأنا واحد من الذين استبشروا خيراً بالأعرجي..
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط