الهجوم الايران الاعلامي على العراق لماذا؟

الهجوم الايران الاعلامي على العراق لماذا؟

محسن الجابري

ماذا سيرد بعض المدعين بالوطنية من التدخل الصريح لايران بانتقاد السياسة العراقية بشكل سافر لا يمت بثقافة التقويم بل الاعلان عن الصراحة بان العراق وكانها تابعة لايران او جزء منها كما يقول مسؤؤوليها وخطبائها وممثلي الخميني في ايران والعراق، وايران هي التي تعين المسؤؤولين وليس من حق العراقيين اختيار ما يرغبون . هذا التدخل الواضح الذي بات صريحا في الهجوم المتوالي على العراق والذي كان بسيطا بالايام الماضية ليبلغ ذروته منذ الاثنين االسادس من تموز 2020، وبالاخص الوكالات الايرانية ووسائل اعلامها القريبة من المرشد الاعلى الخامنئي وقوات القدس الايرانية ..

وظهرت الانتقادات وتعبيرات التدخل اهانة كل زعماء العراق حتى الموالين لايران وكانهم موظفون لدى ايران وبالاخص السيد المالكي والدكتور عادي عبدالمهدي مع الاسف، وان الهجوم على تعيين الاعرجي وهو ممن كان ضمن قوات بدر يعود لوطنيته وانتقاده للتدخلات وهوفي بدر ووزارة الداخلية مما جعل اطراف في بدر والمسؤولون في ايران الامتعاض منه وهو ينشد الاستقلال القرار العراقي.

كما ان الامتعاض والتدخل الصريح الاخير هو رد الفعل المباشر للظهور بالوجه الايراني صراحة بعد فشل محاولات لتشويه التغييرات، وتعيينات المختصين والخبراء والشهادات، بنسبة معقولة، وبعد فشل اجتماعات طهران لزعماء الحركات الشيعية في الشهر الماضي، ومن ثم الاجتماع الذي تم في بيت الاستاذ هادي العامري، وايضا ما تم من حلول ذكية للدولة في التعامل مع داعش وخلاياه النائمة حاليا واعادة هيبة الجيش والقوات المسلحة وعودة التحالف بقوة وتحت السيادة العراقية، والاشراف على الحشد الشعبي ممن طبق القانون الحشد لحصر السلاح بيد الدولة وبقيادة القائد العام وممن احترم توجيهات المرجعية بهذا الخصوص، ومن لم يحترم ذلك فليس من الحشد بل عصابات عاصية، ونتائج الاجتماع مع السيد الصافي لاطراف لا ترغب بهذا الامر والرد الصريح القاسي للمثل المرجعية لهذه الاطراف والذي حفظ الدولة من السقوط،. كل هذه التحرات بفترة قصيرة مثيرة للانتباه واعادة التوازن مع القوى الدولية والتحالف، وهو نظرة توازن طبقت على ايران ان كانت تنشد العلاقات الجيدة مع العراق وان تكون صادقة في تصريحاتها بانها تدعم العراق. لتنهار كل هذه التصريحات في التقارير الاعلامية المهاجمة الاخيرة للعراق وسياسته وللشعب العراقي وعدم احترامه . كما ان الحلول السريعة وان كانت موقتة لمسالة رواتب الامتيازات وايضا الرواتب المزدوجة، رغم افلاس الميزانية، وجاء التعامل الذكي مع قضية رفحاء والانتفاضة، والذي ارادت منه ايران ان يكون ثورة لاذلال الحكومة او اسقاطها، ومواجهة السرقات الايرانية من الاموال لعراقية، ومن الرواتب الوهمية بالالاف، واغلبها تذهب للميزانية الايرانية والسياسيين الايرانيين من خلال الاسماء الوهمية الى جانب واردات المنافذ الحكومية التي مواردها كانت تذهب الى ايران. وبذلك اظهرت ايران بوقاحة غير راضية عن سياسة رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، لاسيما لجهة تحركاته وتعييناته الأمنية الأخيرة، وهي تعيينات خبرة واختصاص وهيبة بدل الدمج والجهل الذي تصر ايران بادخالهم لاسقاط الهيبة العسكرية العراقية وتدمير القوة العراقي. وجاء التعامل الذكي مع قضية رفحاء والانتفاضة والذي ارادت منه ايران ان يكون ثورة يبدو قض مضجع ايران وومسؤوليها بعد وعي الشعب العراقي وبالاخص اطراف الانتفاضة ورفحاء الابطال، واظهرتهم في اعلامها الوضيع وكانهم قطاع طريق، والذين شعروا مع عموم الشعب وبالاخص الشباب وهو الاكثيرية العراقية وقوتها لمستقبيلية الذي تمتعض منه ايران، الارتياح والسعادة للاجراءات الحكومة الاخيرة واعادة الهيبة للدولة والانسان العراق، ومن ثم الارتياح الذي يظهر للمرجعية العليا من هذه الاجراءات، وبالاخص دعمها للحكومة في التعامل مع الحشد ومع الخارجين على الحشد وتشويهه، جعلت ايران عبر مسؤوليها واعلامها، أن تخرج للعلن بالانتقاد والتسقيط بعد فشل ذبابها وذيولها ومواقعها الوهمية.

ونحن هنا لا نمدح الحكومة، ولدينا انتقاداتنا، فلديها طريق طويل ان كانت صادقة، وتنمية الانسان والبلاد تحتاج لعقل فاعل والخبرة، ولكن ما يسعدنا هي الموشرات التحركات العملية ونوعية الوزراء والمسؤلين والمستشارين التي تم اختيارهم وان لم يكن كليا ونعرف الضغوطات التي نتمنى ان تتحرر منها الحكومات لنرى الافكار مطبقة الى جانب العلاقات العالمية التي بدات باعادة هيبتها العراقية، وبذلك ما ننتظر من ايران ان تكون بمستوى المسؤولية، وان تظهر شرف الدين والمذهب والعلاقات الاخوية ان كانت صادقة، وان كنت اشك بذلك، وان خبرتي الشخصية بها والكثير ممن تعامل معها سابقا كمعارضين وعاشوا ايران، ولم يخضعوا بالتبعية لها بعد اكتشافهم خططها واستغلال امكانيات العراق الاقتصادية ليس فقط لتنمية نفسها وهذا ليس نرفضه ان كان يدر نفعا استثماريا للعراق وشعبه وتمتين العلاقات بين البلدين، ولكن ان يستغل العراق وشبابه لمواجهة العالم، وبالاخص بالتجارة بدماء شبابنا وعصابات المخدرات باسم المقاومة كتجارة لدر الاموال المحرمة شرعا وسحت حرام، وبالاخص بعد محاولات تشويه الحشد الشعبي المرجي والسعي لانحراف بوصلته المرجعية نحو العصابات وولاية الفقيه كتبعية لايران وخامنئي وليس للمذهب والعراق، والقضايا السامية. فيجب ان تعي ايران وغيرها ان العراق وشعبد رغم كل البلاءات التي يتعرض لها بعد 2003 ليس العراق السابق، وهذا الواقع في نمو مستمر لهيبة العراق ونهضته واستقلاله، والذي لا يعي هذا الامر ومن ضمنهم ايران، فانه جاهل وانه لا يعرف العراقيين حقا ..

محسن الجابري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here