الهدف المعلن أصغر بكثير من المبيّت

د . خالد القرة غولي
مسلحين مجهولين اغتالوا المحلل السياسي العراقي هشام الهاشمي وسط العاصمة بغداد وأفادت المعلومات بأن الهجوم تم بعد خروج الهاشمي من مقابلة تلفزيونية ، تحدّث فيها عن خلايا الكاتيوشا المحمية من بعض الفصائل الموالية لإيران والأحزاب العراقية، ووقع الهجوم أمام بيته , لا أدري حقاً لمَ هذا الشغف بنقل الأكاذيب بين الناس ، ولماذا التلذذ بعذاب الآخرين وإنتهاك حرماتهم , وأبقي محتاراً بين ما يُفترض أن يقدمه المحليين والصحفيين والخبراء من واجبٍ مقدس أنيط بهم وإبداء مشورة والنصيحة وإصلاح ذات البين وتقريب وجهات النظر والسعي إلى استئصال كل جذور وبذور ودواعي الفتنة وقبرها أينما حلت , و بلدنا العزيز الطاهر قطَّعته الفتنة إرباً وفتحت أذرع القيل والقال أبوابها مشرعةً , حتى وصل الأمر إلى وضع سلاح الكلمة الحرة الشريفة جانباً والإصغاء إلى الشائعات والأكاذيب والضحك على الذقون , وهكذا بقي عراقنا فريسة الجهل والفتنة والعبث وقساوة وخسة المحتل فزاد عدد الأميين والاميون هم من يحسبون أنفسهم على رجال الإعلام والصحافة وتعددت سقوف الهزيمة وأغلقت أبواب الفرج ! في بدايات ( الاحتلال ) لم يتجرأ أحدٌ على إعلان الجهاد على المحتل ومن تجرأ .. إما قتل على يد جند المحتل أو سُجن أو هرب خارج العراق ، أو بقي صامتاً حفاظاً علي عرضه وأطفاله ، وإستقر المحتل وجاء خفافيش من يسمون أنفسهم فرسان الكلمة الصادقة منتهكين الحرمات والدين والأموال والأنفس والقلوب ، فلم يُبقوا شيئاً إلا وحرّموه ولم يتجرأ أحدٌ أيضاً علي تأنيبهم أو إيقافهم عند حدود الحق أو إعادتهم إلى جحورهم التي خرجوا منها , وعثوا في الأرض فسادا ( إعلامياً – صحفياً ) ويبدو أن الأمور .. لعادت إلى طبيعتها في بلدنا العزيز بفضل رجالها الصادقين الأوفياء لهذا البلد ، وعادت الحياة تدّب من جديد وأشرقت شمس الله علي أهل الأنبار واصناء نور الرحمن شوارعها ومدنها وجوامعها ومدارسها والعمل الصحافي والإعلامي في العراق الذي عانى الأمرّين جراء إحتلالين أولهما محاولة قوات الاحتلال تحويلها إلى معسكر أفشلته بسالة وشجاعة البعض من الصحافيين في ( العراق ) واعتراضهم على قوات الاحتلال ثم تعرض العديد منهم إلى السجن والاعتقال والثاني المحاولة الآثمة والمغرضة والمبيتة لعملاء الخراب والجهل من إرهابيي السياسة وسيطرتهم على ( ا العراق ) ومحاولاتهم المستميتة لإلغاء دور الأعلام الوطني الحر, وصل الأمر إلى محاولة تهديد الصحافيين والإعلاميين ! ولم يجرؤ شاربٌ واحدٌ أو لحيةٌ واحدة على التصدي لهذه المؤامرة على عدد من الصحافيين في ( العراق ) ونسف تاريخهم وأهلهم وتراثهم .. باستثناء البعض من أبطال ومجاهدي الصحافة والأعلام في (ا العراق ) ومن ساندهم من شرفاء ورجال ( العراق ) الأوفياء النجباء .. وعادت الصحافة تقدم صفحات العلم والنور والتفوق والإبداع ، والمساهمة في تسهيل سبل الارتقاء بمستواها المهني ، تطبيقاً للحديث الصحيح للرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم ( طلب العلم فريضةٌ على كل مسلمٍ ومسلمة ) تجرأ أحد المحسوبين على ( شيوخ الدولار ) من يسمون أنفسهم على أهل ( العراق ) وهو يرتقي سلم المشيخة الجديدة وهو من دعاة الإقليم ومن قبض المال الحرام من أمارة الإرهاب دوحة القتل والتشريد والنزوح .. مستغلاً صفته الوظيفية كونه ( عميل ) متمرس للمحتلين من الأميريكان والإيرانيين وإحترام الناس له مستمعين لفرض سلطته مهاجمة البسلاء والعلماء من المجاهدين الإعلاميين في العراق لأنه لم يعرف معنى الصحافة والأعلام , وكان بعضهم يستمع مجبراً له من نعت الأعلام والصحافة بالفساد ونصح عدد من ضعفاء المهنة ترك مهنة العمل الصحفي .. يقول الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم ( من أحدث في ديننا هذا ما ليس منه فهو رِدّ ) ويبدو أن الهدف المعلن أصغر بكثير من المبيت وهو إن كان يدري أو لا يدري أصدر فتوى وهو ليس بعالم تيمناً بقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ( من أ فتى بغير علمٍ فليتبوأ مقعده من النار ) وهو يضاف الي سلسلة المغرضين الّذين تركوا كل هموم الناس ومشاغلهم وبدأوا بالهجوم على الصحافيين بلا أي مبرر وهي تهم تعج بالتآمر ويغطيها غبار الجهل ، ألم يكن من المفترض لهؤلاء أن يتأكدوا من المعلومات التي تردهم قبل نقلها وإسماعها للناس تطبيقاً لقول الباري عز وجل ( يا أيها الّذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأٍ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالةٍ فتُصبحوا علي ما فعلتم نادمين ) إنني أحذر هؤلاء من مغبة الاندماج مع أسوأ قائمة في التاريخ والانضمام إلى جمل الأمية والسعي إلى أعمامها بين الناس ونحن بأمس الحاجة الصادقة إلى كل قلب وعقل وإرادة لنشر العلم والتعلم والوعي بين أبناء عراقنا الصابر.. وأدعو كل العلماء والشرفاء في ( العراق ) وهم الأعم الأغلب أي التصدي إلى أمثال هذا .. وإيقافه عند حده وأدعو كل قوى الخير في هذا البلد ومرصد الحريات الصحفية ونقابة الصحفيين العراقيين والعرب وكل قوى الصحافة والإعلام الدولي والمنظمات المهنية إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالوقوف جنبا إلى جنب مع رجال وفرسان الكلمة الصادقة في العراق اليوم وتوفير الحماية لهم مع التقدير

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here