أهالي ذي قار يحذرون من كارثة وبائية بعد ارتفاع معدلات وفيات المصابين بالكورونا

ذي قار / حسين العامل

حذّر أهالي محافظة ذي قار وعدد من الناشطين أمس الأول الثلاثاء ( 7 تموز 2020 ) من كارثة وبائية ، وذلك بعد ارتفاع معدلات وفيات المصابين بالكورونا خلال الأسبوع الأول من تموز الحالي ، وفيما انتقدوا طريقة تعاطي وزارة الصحة ومؤسساتها الصحية مع جائحة كورونا ، شددوا على ضرورة رفد المؤسسات الصحية بالمزيد من المختبرات والأجهزة الحديثة وإعداد برامج لتطوير مهارات الكوادر الطبية والتمريضية.

وقال المراقب الإعلامي وسام السيد طاهر للمدى إن ” الإجراءات الحالية التي تتبناها وزارة الصحة ومؤسساتها الصحية أخذت تسهم بانتشار الكورونا ، فتأخر نتائج الفحص المختبري للمشتبه بإصابتهم بالمرض لنحو أسبوع ومن دون حجز المشتبه بهم يجعل المصابين يتنقلون على راحتهم ويلامسون من يشاؤون”، مبيناً أن ” ما يفاقم المشكلة هو وجود حالات مشتبه بإصابتها من منتسبي القوات الأمنية والمؤسسات الصحية وغيرها من الدوائر التي تكون على تماس مع المواطنين “.

وأشار طاهر الى أن ” تأخر إعلان نتائج الفحص المختبري للحالات المشتبه بها أسهم بصورة كبيرة بانتقال العدوى وتفشي المرض “، منوهاً الى أن ” نتائج الفحوص المختبرية للأيام الأخيرة أظهرت أن نصف أعداد الحالات المشتبه بها مصابة بالفايروس”.

وأضاف المراقب الاعلامي ” هذا ناهيك عن الحالات التي مازالت قيد الفحص والتي تشكل أضعافاً مضاعفة من الحالات المفحوصة “، مبيناً أن ” النماذج المفحوصة على سبيل المثال في محافظة ذي قار ليوم 6 تموز بلغت (251) نموذجاً في حين النماذج التي مازالت قيد الفحص تبلغ 1000 نموذج “.

وأردف طاهر ” فيما بلغ عدد الإصابات في ذلك اليوم 183 مصاباً من أصل 251 نموذجاً تم فحصها ، في حين بلغت أعداد الوفيات 17 حالة وعدد حالات الشفاء 225 حالة في اليوم المذكور “، مشيراً الى أن ” الحالات المشتبه باصابتها ولم تظهر نتائجها تشكل مصدراً خطيراً لنشر الوباء “.

وأوضح المراقب الإعلامي أن ” كل مصاب لم يتم حجره يمكن أن يتسبب بإصابة نحو 10 أشخاص من الملامسين بحسب التقديرات الصحية “، منوهاً الى أن ” المختبرات في المؤسسات الصحية في محافظة ذي قار التي تضم أكثر من مليوني نسمة لا تتناسب مع أعداد السكان ولا تغطي الحاجة الفعلية للمحافظة “.

وأشار طاهر الى أن ” معدلات وفاة المصابين بكورونا المسجلة خلال الأسبوع الأول من شهر تموز في محافظة ذي قار باتت تفوق المعدلات العالمية المعتمدة بنحو 5 أضعاف وهي تقترب من 10 بالمئة من عدد المصابين “، مبيناً أن ” المعايير الدولية لمعدلات الوفاة بفايروس الكورونا هي 2 بالمئة تقريباً”.

وأوضح المراقب الاعلامي أن ” أعداد المتوفين خلال الأسبوع المذكور كانت بواقع 94 حالة وفاة مقابل 1165 حالة إصابة بحسب بيانات دائرة صحة ذي قار للأيام من ( 1 – 6 تموز ) “، مؤكداً أن ” هذه الأعداد باتت مقلقة للسكان المحليين “.

وأضاف المراقب الإعلامي أن ” واقع المستشفيات والمراكز الخاصة بمعالجة المصابين بالكورونا باتت تشكل خطراً على حياة المراجعين نتيجة الزحام وضعف الاهتمام وعدم السيطرة على حركة وتواجد مرافقي المصابين الراقدين في ردهات المستشفى”، وأردف ” هذا ناهيك عن الأزمات المتلاحقة والنقص الحاصل في الأوكسجين الطبي والأدوية ومستلزمات الفحص المختبرية “.

وأشار طاهر الى أن ” الاهالي ولاسيما المصابون بالكورونا أخذوا يعزفون عن الرقود في المستشفيات والمراكز المذكورة ويفضلون الحجر المنزلي وهذا ما أسهم هو الآخر بانتشار الإصابات بين أفراد أسرة المريض والمقربين منه”، مشيراً الى أن ” المؤسسات الصحية باتت عاجزة عن تحديد حجم المشكلة والعدد الحقيقي للمصابين نتيجة لجوء المصابين الى الحجر المنزلي والعزوف عن مراجعة المؤسسات الصحية”.

وأوضح المراقب الإعلامي أن ” وزارة الصحة ومؤسساتها الصحية تتعامل مع المشكلة بأساليب وطرق بدائية تعود الى سبعينيات القرن الماضي “، داعياً ” وزارة الصحة الى تحديث قدراتها وتطوير كوادرها الطبية والتمريضية بما يتناسب مع حجم المشكلة “.

ونوّه طاهر الى أن ” عدد المصابين بفايروس كورونا من منتسبي المؤسسات الصحية في ذي قار بلغ أكثر من 200 منتسب يُشكل الأطباء والممرضين أكثر من 60 بالمئة منهم وهذا يؤكد وجود خلل كبير كون المؤسسات الصحية أخذت تفقد محاربيها في ذروة المواجهة مع الوباء “.

وأعرب طاهر عن قلقه من تردي الأوضاع الصحية في ذي قار قائلاً أن ” محافظة ذي قار مقبلة على كارثة إن ظل أداء المؤسسات الصحية على ما هو عليه “، مشدداً على ضرورة رفد المؤسسات الصحية في المحافظة بالمزيد من المختبرات والأجهزة الحديثة وأعداد برامج لتطوير مهارات الكوادر الطبية والتمريضية”.

وأشار المراقب الإعلامي أن ” المؤسسات الصحية مازالت حتى الآن تستخدم الطريقة الدفاعية في مواجهة وباء الكورونا حيث تعتمد على مراجعة المريض للمؤسسات الصحية وقد فشلت في ذلك “، مبيناً أن ” مواجهة جائحة كورونا تتطلب نشر فرق ميدانية في الأحياء السكنية وبصورة واسعة لغرض فحص المواطنين فضلاً عن تهيئة أماكن ملائمة لحجز المشتبه بإصابتهم وحجر المصابين”.

وكشف طاهر أن ” أعداد المصابين بين السكان المحليين يفوق بكثير الأرقام المعلن عنها كون المؤسسات الصحية لم تُفعل تواجدها الميداني في التعاطي مع المشكلة ولم تبادر الى إحصاء المصابين في المنازل لتعرف أعدادهم الحقيقية ، وبالتالي وضع الحلول الناجعة للمشكلة”، داعياً ” وزارة الصحة الى ملامسة الواقع والتعامل مع الوباء بصورة جدية تتناسب مع المخاطر الحقيقية وليس كما تتعامل مع الانفلونزا”.

وكان الأهالي في محافظة ذي قار والناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي قد أعربوا مؤخراً عن قلقهم الشديد من تفاقم جائحة كورونا ، مشيرين الى أن صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي باتت كالمقبرة من كثرة ما ينشر فيها من اسماء وحالات الوفاة ونعي المتوفين.

وفي حديث للمدى يرى مدير عام صحة ذي قار الدكتور حسين الكنزاوي أن ” معدلات الوفاة المسجلة حالياً في محافظة ذي قار تبلغ 1,3 بالمئة وهي أقل من المعايير المعتمدة دولياً والمحددة بـ 2 بالمئة “، مبينا أن ” محافظة ذي قار شهدت خلال شهر حزيران المنصرم الذروة الاولى من الإصابة بفايروس كورونا وبلغت خلال الأيام الأخيرة قمة الذروة “.

ورجح الكنزاوي أن ” تشهد الأيام القادمة هبوطاً تدريجياً في عدد الإصابات “، محذراً في الوقت نفسه من ذروة أخرى سيشهدها العالم اجمع خلال شهر ايلول المقبل وستشهد ارتفاعاً أكبر بعدد الإصابات والوفيات”.

وكشف مدير عام صحة ذي قار أن ” محافظة ذي قار تمر بوضع استثنائي يتطلب استجابة طارئة من الحكومة المركزية لمواجهة الوباء” ، مشيراً الى أنه ” ومنذ تسلم مهام منصبه قبل نحو أسبوعين باشر وبالتعاون مع الأهالي بفتح مراكز استقبال للمصابين بفايروس كورونا في جميع الوحدات الإدارية في المحافظة لغرض معالجتهم وحجرهم عند الضرورة قرب مناطقهم السكنية وكذلك لتخفيف الضغط على المستشفى الرئيس لحجر المصابين”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here