تراحموا …وشكرا للعراقي الرحيم محمد كريم !

احمد الحاج
حاشا أهل الخير والصلاح والبذل والرحمة ..أقول ياعربي مادامك لم تتغير حتى في زمان الوباء والبلاء والغلاء..فأنت على حالك البائس باق !
ومايزال العرب ينتظرون حاكما – يداريهم ويرحمهم ويراعيهم – ولم يدار أحدهم الآخر الا بالنزر اليسير جدا والا ما رحم ربك ، وبما انني عراقي فخطابي موجه بالتأكيد للعراقيين وعلى البقية أن يوجهوا خطابهم لأبناء بلدانهم ، وأقول أيها العراقي جوازك في أحدث تصنيف بذيل القائمة ، بلدك وفق آخر تصنيف للاتحاد الاوربي في قائمة الدول غير المسيطرة على غسيل الأموال والارهاب ، مدنك كلها هي الأسوأ والأخطر للعيش في العالم ، كهرباؤك صفر ، ماؤك الصالح للشرب صفر ، خدماتك العامة صفر ، مدارسك ، جامعاتك ، تدريسك ، تعليمك متوقف كليا ومجمد حتى حين = صفر :
– فلا المؤجر خفض إيجاره على المستأجر أو تنازل عنه ولو لشهر واحد على الأقل .
– ولا الصيدلاني خفض أسعار الأدوية في هذا الظرف العصيب عن المرضى أو تنازل عن بعضها .
– ولا صاحب المولدة خفض أسعار الأمبير أو تنازل عنه لشهر أو شهرين والناس معظمها في حالة من البطالة الخانقة وفقدان الوظائف بالجملة .
– ولا الغني أخرج زكاة أمواله وذهب بها الى الفقراء والمحتاجين وبقية الاصناف الثمانية .
– ولا المزارع أخرج زكاة ثماره وزروعه يوم حصاده.
– ولا الراعي أخرج زكاة أنعامه ، بل قل هو لايعلم عن زكاة الأنعام ولم يسمع بها في حياته .
– ولا الطبيب تنازل عن كشفيته أو خفضها وما يزال يتعامل مع المرضى بذات الأسلوب الذي يتعامل به معهم في سائر الأحوال .
– ولا مختبرات التحليل خفضت من أسعارها مراعاة للظرف الطارئ .
– ولا الميسور أخرج صدقاته لمساعدة المحتاجين .
– ولا المعافى في جسده تفقد أحوال المرضى من المساكين ومد يد العون لهم غير مان ولا مراء ولا مؤذ .
– ولا التاجر غير من أسلوبه وتوقف عن التلاعب بالأسعار ،عن الإحتكار ،عن الربا،عن الغش في الميزان ، عن بيع الغرر ،عن البيع على بيع أخيه .
– ولا المقيم الآمن في سربه تفقد أحوال النازحين والمشردين والمهجرين .
– صيدليات تبيع قناني الاوكسجين لمرضى كورونا بـ 400 الف دينار وبعضها بـ 450 الف دينار !
– متشافون من وباء كورونا يبيعون بلازما الدم لمن يحتاجونه بـ2000$ برغم فتوى تحريم بيعها !
– إحتكار للكمامات والقفازات والبدلات الواقية والمطهرات وأجهزة التنفس لرفع ثمنها .
ياجماعة الخير صار جليا للقاصي والداني بأن ليس السياسي وحده من يظلم الآخرين ويعبث بمقدرات البلاد والعباد ، المجتمع جله يظلم بعضه بعضا، وبناء على ذلك أجزم بأن عادلا ورحيما لن يحكمكم قط ..قط ..أجزم بذلك حتى تغيروا ما بأنفسكم ، فهذا الذي ينتظر رحمة ربه وهو لايرحم عباده مع قدرته على فعل ذلك عليه أن يتيقن بأنه سيظل في ذات الدوامة المقيتة ولا يرجو الفكاك منها مادامه لم يغير من أمره ولامحيطه شيئا بالمرة حتى في أوقات الأوبئة والكوارث والمحن ، حتى في أوقات البلاء والوباء والغلاء …وفي الفتن تبرز معادن الرجال ..وأسأل “اذا كنت في مثل هذه الأوقات العصيبة جدا التي تعصف بالمجتمع بكل اطيافه ومكوناته عصفا على حالك ، فمتى تتغير ..ياعراقي ؟ حاشا الصالحين والمصحلين والطيبين والخيرين والباذلين والمتراحمين والوطنيين والمنفقين في السراء والضراء ، في العسر واليسر ، في الشدة والرخاء وتذكروا قوله تعالى ” إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ” .
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين :الرَّاحمونَ يرحمُهُمُ الرَّحمنُ ،ارحَموا من في الأرضِ يرحَمْكم من في السَّماءِ ، الرَّحمُ شُجْنةٌ منَ الرَّحمنِ فمن وصلَها وصلَهُ اللَّهُ ومن قطعَها قطعَهُ اللَّهُ”.
وما أجمل ماقام به معاون المختبر الصحي محمد كريم ،في مستشفى الموانئ التعليمي بمحافظة البصرة في تعامله الانساني منقطع النظير مع مرضى كورونا الراقدين في المستشفى وهو يغني لهم أجمل الأغاني التراثية العراقية ذات المضمون الانساني وأشهرها “أمي يا أم الوفا ..ياطيف من الجنة ” والتي أبكت فضلا عن المرأة الطاعنة في السن الراقدة في المستشفى ، كل من شاهد الفيديو وتابعه إضافة الى بقية الراقدين والمرضى ، حتى صار هذا الرجل وأغانيه التراثية “سلامات ، أمي ، طيب عساك بخير” أيقونة بحق تناقلت أخباره كل الفضائيات والصحف والمواقع العربية والاجنبية وفي مقدمتها البي بي سي البريطانية ، والار تي الروسية بمزيد من الاهتمام والرضى والاستحسان وهذا هو العراقي الأصيل بقلبه النابض وضميره الحي الذي عكس صورة في غاية الروعة والجمال لبلده وشعبه حتى أن الروائية العربية المعروفة أحلام مستغانمي ،غردت على صفحتها الشخصية في تويتر ما نصه ” الممرض ذو القلب النقيّ والصوت الشجيّ، يغني مجازفا بحياته ليعطي مرضاه مع الپلازما جرعة حنين و أمل ..إنّه العراقي المعجون بالألم ،المسكون بالشجن ،الحنون لفرط ما انظلم ،المعطاء لفرط ما انحرم حتى عندما يكون ممرضا في زمن الكورونا يواسي مرضاه بالأغاني ..وحده العراقيّ إن فرح بكى لأنّه لا يثق في الحياة لكنه مازال يصدّق الكلمات فهو ابن الشعر !”. اودعناكم اغاتي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here