بداية لنهايات كثيرة في مقتل الهاشمي وبوادرها خطوةلأصيل وأبن حمولة وشريف وعراقي متجذر

جسار صالح المفتي

كشف زعيم “تيار مواطنون العراقي” غيث التميمي،الثلاثاء، أن لديه وثائق عن الجهة المتورطة في اغتيال الخبير الأمني هشام الهاشمي في منطقة زيونة بالعاصمة بغداد,وقال التميمي، في تغريدة له، إنه تلقى شخصيا تهديدات مماثلة للتهديدات التي تعرض لها الهاشمي،بالقتل بسبب تلك الوثائق ونشر التميمي على تويتر، المحادثات التي جرت بينه وبين الهاشمي يخبره فيها الأخير بأنه تلقى تهديدات بالقتل من كتائب حزب الله العراقية.

وعلى الصعيد ذاته، كشف الإعلامي العراقي معن حبيب عن محادثة مع الهاشمي قبل أسبوع أبلغه فيها الأخير أنه تعرض أيضا للتهديدات بالقتل من كتائب حزب الله، وأكد خلالها “الهاشمي” إن هذه الكتائب جبناء لا يقدرون على فعل شىء ويتماشي ذلك مع ما قاله صحفي عراقي -طلب عدم الكشف عن هويته، لـ”الحرة” الأمريكية- إن الهاشمي أبلغه في حديث هاتفي قبل أقل من أسبوعين على اغتياله بتلقيه بشكل دوري تهديدات بالقتل وأن التهديدات جاءت من المسؤول الأمني لمليشيا كتائب حزب الله، أبوعلي العسكري، الذي قال له حرفيا في آخر رسالة تهديد عبر الهاتف “سوف أقتلك في منزلك وكشفت مصادر عراقية النقاب، عن تعرض الخبير في الجماعات الإرهابية، هشام الهاشمي الذي اغتيل مساء الإثنين برصاص مجهولين شرقي بغداد عن تعرضه لتهديدات بالقتل من مليشيات موالية لإيران بالعراق، قبل أيام.

والهاشمي البالغ من العمر ٤٧ عاماً، خبير بشؤون الجماعات المسلحة، وملف تنظيم داعش الإرهابي، بالإضافة إلى مواقفه المناهضة للفساد المستشري في العراق، والفوضى الناجمة بسبب الميليشيات الموالية لإيران.

وأمر وزير الداخلية العراقي عثمان الغانمي،الثلاثاء، بتشكيل لجنة تحقيقية تتولى التحقيق في حادث اغتيال الخبير الأمني هشام الهاشمي على يد مجهولين في منطقة زيونة بالعاصمة بغداد ويترأس اللجنة، التي أمر بها الغانمي، وكيل الوزارة للاستخبارات والتحقيقات الاتحادية وعضوية مدير عام الاستخبارات ومدير مكافحة جرائم بغداد وتتولى التحقيق في حادث الاغتيال والوصول إلى الجناة جاء ذلك في بيان أصدرت وزارة الداخلية، بشأن مقتل الخبير الأمني الهاشمي على يد مسلحين وسط العاصمة العراقية وتوعد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بملاحقة قتلة الهاشمي، مؤكدا عدم التسامح مع عودة الاغتيالات مرة ثانية إلى المشهد العراقي وقال في تصريحات صحفية، نعد بملاحقة قتلة الخبير الأمني هشام الهاشمي لينالوا جزاءهم العادل، ولن نسمح بأن تعود الاغتيالات ثانية إلى المشهد العراقي، وسنعمل بكل جهودنا في حصر السلاح بيد الدولة.

ومن جانبه، دعا رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي للكشف عن التحقيقات في اغتيال هشام الهاشمي، للرأي العام، وبيان الجهات المتورطة وقال يجب على الأجهزة الأمنية أن تكون على قدر المسؤولية المنوطة بها، وتضع حداً للخارجين عن القانون والعابثين بأمن العراقيين , ولقيت جريمة اغتيال الهاشمي إدانات دولية، ودعوات لمحاسبة الجناة، ونددت الأمم المتحدة وبعثة الاتحاد الأوروبي، باغتيال الهاشمي، وقالت الممثلة الأممية الخاصة في العراق هينيس بلاسخارت في بيان:” صُدمنا باغتيال الدكتور هشام الهاشمي وأضافت:” نُدين بشدة هذا الفعل الخسيس والجبان. تعازينا القلبية لعائلته وأحبائه”. داعية الحكومة إلى “تحديد الجناة بسرعة وتقديمهم للعدالة وبدورها، قالت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى العراق في تغريدة على تويتر:” نشارك عائلة وأصدقاء الدكتور هشام الهاشمي في حزنهم على وفاته، ويجب تقديم مرتكبي هذه الجريمة الشنيعة إلى العدالة ومن جانبه، غرد السفير البريطاني ستيفن هيكي قائلاً، “لقد أوجعني وآلمني سماع خبر مقتل هشام الهاشمي. لقد فقد العراق أفضل رجاله المفكرين الشجعان. بعد الضجة التي خلّفها حادث اغتيال الخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي، الإثنين 6 يوليو/تموز 2020، تداولت وسائل إعلام عراقية آخر ما كتبه الراحل قبل اغتياله بحوالي ساعة على يد مجهولين، بينما كشف أحد أصدقائه عن محادثة جمعته بالراحل وأشار فيها للجهة التي قال إنها تقف خلف مقتله.

آخر ما كتبه الهاشمي: في آخر تغريدة له قبل ساعة من اغتياله، الإثنين، على يد مسلحين شرقي بغداد، حذر الخبير الأمني هشام الهاشمي من الانقسامات في العراق قائلاً: “تأكدت الانقسامات العراقية بعرف المحاصصة الذي جاء به الاحتلال (شيعة، سنة، كرد، تركمان، أقليات) والذي جوهر العراق في مكونات ,كما أضاف الخبير الأمني قائلاً: الأحزاب المسيطرة الشيعية، السنية، الكردية، التركمانية.. التي أرادت تأكيد مكاسبها عبر الانقسام. الأحزاب الدينية التي استبدلت التنافس الحزبي بالطائفي”.

تاكدت الانقسامات العراقية ب:
1-عرف المحاصصة الذي جاء به الاحتلال “شيعة، سنة، كرد، تركمان، اقليات” الذي جوهر العراق في مكونات.
2-الأحزاب المسيطرة “الشيعية، السنية، الكردية، التركمانية..” التي أرادت تاكيد مكاسبها عبر الانقسام.
3-الأحزاب الدينية التي استبدلت التنافس الحزبي بالطائفي.

وقتل مسلحون الخبير الأمني العراقي والباحث في شؤون الجماعات المسلحة، هشام الهاشمي، قرب منزله في منطقة زيونة شرقي بغداد.

بينما قالت مصادر أمنية وطبية إن ثلاثة مسلحين يقودون دراجات نارية اعترضوا سيارة الهاشمي وأطلقوا النار عليه، ونقل بعدها إلى مستشفى ابن النفيس حيث توفي.

إذ عرف عن الهاشمي جرأته في مناقشة القضايا الأمنية والسياسية في العراق، وقربه من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

من يقف وراء الاغتيال؟ من جهة أخرى، كشف زعيم تيار مواطنون العراقي، غيث التميمي، أن لديه وثائق تكشف الجهة المتورطة في اغتيال الخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي، وأنه تلقى تهديدات مماثلة بالقتل، بسببها، وزعم أن “حزب الله” العراقي وراء اغتيال المستشار هشام الهاشمي.

في لقاء خاص مع تلفزيون الحرة، كشف التميمي عن رسائل متبادلة بينه وبين الخبير هشام الهاشمي يخبره فيها الأخير بأنه تلقى تهديدات بالقتل من كتائب حزب الله العراقية.

بعد لقائه مع قناة الحرة، نشر التميمي المحادثات أيضاً على حسابه على تويتر. ونشر التميمي تغريدة أخرى موجهة لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أعلن فيها امتلاكه وثائق بخصوص مقتل هشام، كان قد زوده بها قبل مقتله، وأنه “على أتم الاستعداد لتزويدكم بكافة التفاصيل”.

كما ناشد التميمي رئيس الوزراء العراقي اتخاذ موقف بعد تلقيه تهديدات بالقتل من ذات المجموعة، بعد إعلانه عن وجود وثائق بحوزته.

في مقابلته مع قناة الحرة، أكد التميمي أن الهاشمي أبلغه بتلقي تهديدات بالقتل من كتائب حزب الله. وقال التميمي: “كتائب حزب الله هددوني بشكل رسمي بالقتل وأرسلوا له التهديد عن طريق طرف سياسي موثوق معروف”.

الهاشمي رفض “الهرب”: كما أكد التميمي أن التواصل مع الهاشمي تم قبل شهر تقريباً من خلال رسائل واتصال لمدة ساعة كاملة. وقال زعيم تيار مواطنون لـ”الحرة” إنه نصح الهاشمي “بالمغادرة بأي وسيلة”، موضحاً أنه “سينشر الرسائل بينه وبين الهاشمي حتى لو أدى ذلك لقتله”.

قال التميمي إن لديه شهوداً على ما يقول ذكرهم له الهاشمي، وإن الأخير كان بصدد مغادرة العراق خوفاً على حياته، لكنه فضل البقاء اعتقاداً منه أن حكومة الكاظمي ستخلق بيئة جديدة للتفاهمات في العراق، وأنه يجب أن يكون موجوداً في هذه المرحلة.

أضاف التميمي: “هشام يعرف قاتليه وأبلغني بهم وأبلغ غيري لكنهم قد يترددون في الإبلاغ عن تلك الشهادة خوفاً على حياتهم”. وقال التميمي إنه بعد دقائق من نشر تغريدته الأخيرة تلقى تهديداً بالقتل من ذات الطرف الذي قتل هشام، وأضاف قائلاً: “أقول لهشام إني لن أسكت ولن أخذلك وأنت شهيد. كتائب حزب الله قتلوا هشام”.

للعراقيين تجارب سابقة “متشائمة” من تشكيل اللجان التحقيقية، التي لم تتوصل لمدانين، بل تنتهي دومًا إلى تقييد جرائم الاغتيال ضد “مجهول”

وسم “#كتائب_حزب_الله_تغتال_الهاشمي” أصبح على رأس قائمة الوسوم المتداولة في العراق، بآلاف التغريدات التي استعرضت نشاط الهاشمي وربطه بحديثه المكثف عن “خلايا الكاتيوشا” التي أصبحت الابن الصريح للكتائب . ولقد

ولم يتوقف أمر الاتهام الموجه لكتائب حزب الله على التحليل والتفسير فحسب، بل عززت بين الهاشمي وبعض المقربين منه، الإصرار على توجيه أصابع الاتهام على هذا الفصيل، لما احتوته المحادثات من تأكيدات سابقة للهاشمي حول تعرضه لتهديدات بالتصفية من قبل كتائب حزب الله، ولا سيما بعد تغريداته التي رافقت عملية الدورة، وجهده في تفصيل هيكلية الحشد الشعبي وفصائله وشخوصه، فضلًا عن تحليلاته الأمنية التي انفرد بها حول “خلايا الكاتيوشا” ومراقبة نشاطاتها.

كما وعدت وفاءً لك يا هشام لن اسكت واشترك في قتلك عن طريق اخفاء الادلة عن الرأي العام. دم هشام مسؤوليتنا يا شباب يجب ان لا نسكت على جرائمهم، يجب أن لا ينام القتلة آمنين.الأخ الكاظمي , مسؤوليتك الآن، ولدينا مزيد! — غيث التميمي

وعمد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي إلى ، اعتبروا أن لها علاقة في تعزيز الاتهامات الموجهة لكتائب حزب الله، ومن بينها، تغريدة تعود لشهر آذار/مارس الماضي، نشر فيها الهاشمي صورة لقيادي في الحشد يدعى “حسين مؤنس” قال إنها تعود للمسؤول الأمني لكتائب حزب الله وصاحب الحساب المجهول الذي يحمل اسم “أبو علي العسكري” والذي كان لسان “التهديدات” الصريحة باسم كتائب حزب الله، والذي سبق وأن قام بتهديد رئيس الجمهورية برهم صالح، فضلًا عن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

–إرفعوا الهاشتاگ وأفضحوهم .. أفضحوا حسين مؤنس الذي هدده لأكثر من مرة بالتصفية #كتائب_حزب_الله_تغتال_الهاشمي

“متناقضات ورمي الرمل في العيون باغتيال الهاشمي، في الوقت الذي يقود جمهور الفصائل حملة “تبرئة” الفصائل من دم الهاشمي، ورمي التهمة تارة على الولايات المتحدة الأمريكية وتارة أخرى على تنظيم “داعش”.

وانتشر خبر “مزور” يظهر تبني تنظيم “داعش” عملية الاغتيال، إلا أن الجهة مختصين بالتحقق من الأخبار وتشخيص الزائفة منها، أكدوا تزوير الخبر، وعدم وجود أي تبني من هذا النوع في المواقع الرسمية للتنظيم نفت ذلك.

“تشكيل لجنة”.. ويأس غاضب

لم يعجب بيان وزارة الداخلية العراقية حول الحادثة، الكثير من ، بعد أن اعلنت الوزارة تشكيل لجنة تحقيقية للتوصل إلى الجناة، بينما لدى العراقيين “متشائمة” من تشكيل اللجان التحقيقية، التي لم تخرج يومًا بنتائج واضحة والتوصل إلى مدانين، بل تنتهي دومًا إلى تقييد جرائم الاغتيال ولا سيما تلك التي تطال ناشطين وإعلاميين ضد “مجهول”.

وبالرغم من اليأس من أن تفضي نتائج اللجنة التحقيقية لوزارة الداخلية إلى التوصل للجناة وكشفهم بشكل صريح، إلا أن إصرارًا واضحًا كما يبدو من التغريدات على كشف الجناة وعدم السكوت على نتائج التحقيق كسابقاتها من اللجان من قبل معظم “الغاضبين” من اغتيال الهاشمي.

أسئلة لاجواب لها للان ولربما بعد المونتاج والاكسسوارات تظهر بحلة تقنع من فقد عقله وشرفه وضميره وصدق بالصنم واتبع الغنم وتحلى بالوشم في درفلة الرمم::: في 23 آب/ أغسطس 2008، ، الكاتب الذي كان مستشارًا في وزارة الثقافة العراقية. كان شياع على حدّ تعبير سعدي يوسف، صاحب مشروع تنويري، وقف ضدّ أمراء المحاصصة في العراق حين كان يعملون على تطييف الوزارات، كل وزارة تسجّل على طائفة الوزير وعشيرته. جاء شياع من العاصمة الآمنة والجميلة بروكسل لبلاده التي تركها هاربًا من الاستبداد في زمن النظام البعثي، جاء من الاستقرار إلى عسى أن يُساهم بإنقاذ البلاد مما لحق بها، لكن الرصاصات السريعة للقتلة لم تترك له الخيار لمشاهدة بغداد وهي تتعافى أو يُساهم هو في معافاتها، قتل كامل شياع دون أن يكشف عن قتلته إلى هذه اللحظة.

جاء كامل شياع من بروكسل إلى بغداد ليساهم بإنقاذ بلده لكنّه قتل في خضم الفوضى العارمة ببغداد

ستمضي تسع سنوات ولا يزال السائل العراقي يسأل: من قتل كامل شياع؟ سيتكرّر هذا السؤال على عدد الأيام دون إجابة، يسأل العراقيون كثيرًا في العادة، لكن أسئلتهم مثل حياتهم، تُقابل بالإهمال، وأحيانًا بالأجوبة الخادعة التي يتخلّص من مسؤوليتها الجميع، يقولون أحيانًا: الإرهاب، الكلمة المطّاطية، الواسعة، بعيدة المدى والتشخيص، يصمت السائلون إزاء هذه الكلمة، وفي أحيان أخرى، يقول المعنيون: نحن فاشلون، فشلنا في حفظ الأمن مع نبرة حزينة، كلّهم فاشلون تعني بالضرورة أن ليس هناك بينهم من يتحمّل المسؤولية عن ما يحدث للناس، يضيع دم المظلومين بين قبائل النظام المحفوظ والمبارك من الغرب والشرق.

ليس في حالات القتل وانتهاك الروح البشرية يصدر هذا التبرير، كلنا مسؤولون عن تراجع الأمن، حتى في الفساد، يقولون في وسائل الإعلام بصوت عال “كلهم حرامية”، وما دام كلّهم بهذه التهمة، إذًا ليس هناك سارقًا بينهم تستطيع أن تسأله: أين ثروات البلاد، لأن الجواب سيكون جاهزًا: كلنا سراق يا أخي!

يتمدّد شكل التبرير أعلاه ليصل إلى المجتمع ويكتبه من هو محسوب على النخب، هذا شعب “ما تصيرله جارة”، أي لا ينفع معه أي شيء، أو أنه تعوّد على الاستبداد ولا تنفع معه “الديمقراطية”، والأخيرة تطرح على شكل ترياق مخلّص بشكلها التوافقي الطائفي. تندرج هذه التبريرات ضمن حفلات إنقاذ النظام أو منحه الروح بعد الانسداد الذي يحدث في الأزمات الكبرى، الاحتجاجية منها، أو التي تفرضها الانهيارات الأمنية أو السياسية.

بعد ثلاث سنوات من قتل كامل شياع، تحديدًا في 8 أيلول/ سبتمبر 2011 تمّ العثور على هادي المهدي مقتولًا بسلاح كاتم الصوت في شقته ببغداد، سجّلت الحكومة وقتها الحادثة ضد مجهول. كان المهدي كاتبًا ومؤلفًا له ثلاثة كتب مطبوعة، إضافة إلى أنه أخرج العديد من المسرحيات، آخرها “هاملت تحت نصب التحرير”، اختطفت يد المنون جسده، لكن روحه بقيت ترفرف مع صرخات المحتجين في يتذكرونه مع الغازات المسيلة للدموع. كان المهدي يطل على الناس ببرنامج أسبوعي، ناقدًا للواقع السياسي والاجتماعي، اسمه “يا سامعين الصوت”، لم يُسمع صوته أبدًا بعد أن قرّر السلاح الكاتم إسكاته إلى الأبد. كان المهدي مشاركًا في تظاهرات شباط/ فبراير 2011، التي جاءت كامتداد لثورات الربيع العربي، لكن الربيع في العراق أنهي بدماء المهدي والانشغال بالأسئلة عنه: من أمر ومن تسبّب ومن قتل ومن نفّذ بحق السماء؟ لم تظهر الإجابة بعد أن أقترب هذا العقد من النهاية، أظنه سيطوى دون أن نعرف ويعرف الضحايا، الأيتام والأمهات والزوجات والحبيبات.

كان هادي المهدي ناشطًا في الاحتجاجات العراقية، وجد مقتولًا في داره بسلاح كاتم الصوت!

بعد قتل المهدي أُشغل الناس بثنائيات صنعها النظام آنذاك، حين كان المالكي رئيسًا للوزراء، هل كان المتظاهرون بعثيون؟! هل كانوا يشربون الخمر؟ هل يتلقون دعمًا من الخارج؟. طويت صفحة المهدي في خضم هذه الأسئلة التي نجح النظام في إشغال الناس بها، والأهم أنه أنساهم ما خرجوا للمطالبة به، الخدمات، الأمن، الاستقرار، محاسبة الفاسدين، توفير فرص العمل، هي ذاتها الانشغالات مع رفيف أحد الإعلاميين في العراق، ولم يسأل عن القاتل وسلاحه ولماذا قتل

واليكم الكلمات التي سببت بقتله ربما او اثارت من كان على حافة تنور الغضب والحقد والحيونة – وكتب الهاشمي قبل أقل من ساعة على مقتله عبر حسابه في تويتر، مشيرًا إلى ترسيخ الانقسامات العراقية عبر المحاصصة وسيطرة الأحزاب، التنافس الطائفي.

وقال الهاشمي، “تأكدت الانقسامات العراقية بـ:

عرف المحاصصة الذي جاء به الاحتلال “شيعة، سنة، كرد، تركمان، أقليات” الذي جوهر العراق في مكونات.
الأحزاب المسيطرة “الشيعية، السنية، الكردية، التركمانية..” التي أرادت تأكيد مكاسبها عبر الانقسام.
الأحزاب الدينية التي استبدلت التنافس الحزبي بالطائفي.
تاكدت الانقسامات العراقية ب:

1-عرف المحاصصة الذي جاء به الاحتلال “شيعة، سنة، كرد، تركمان، اقليات” الذي جوهر العراق في مكونات.

2-الأحزاب المسيطرة “الشيعية، السنية، الكردية، التركمانية..” التي أرادت تاكيد مكاسبها عبر الانقسام.

3-الأحزاب الدينية التي استبدلت التنافس الحزبي بالطائفي.

ولامناص من بلورة الافاق والرؤية الحقيقية ووجود الضمير الذي كان مستتر والرجوع الى الاصالة والجذور والتاريخ وتحديد الرمم والاميبا والفايروسات والاصنام واصحاب الابواق والمأجورين والمرتزقة والموالين لغير العراق وخنافس الروث وأسلاف حسنة والقمقم والمارد والفقاعة ومخترعوا التهايايات فأن لم ينتهوا أنتهوا وخبراء الاستنساخ والكرتاش الفكري الصخري ومراجيح جولات التراخيص ومزادات العملة لاعانة الارجنتين بغفلة من الروم ::: يعتبر مقتل الباحث العراقي المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية المتطرفة هشام الهاشمي مأساة بالنسبة للعراق، ولكنه في الوقت نفسه يمثل اختبار قيادة وربما فرصة سياسية لرئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي…كان مسلحون قد أطلقوا النار على الباحث العراقي هشام الهاشمي يوم الاثنين الماضي فأردوه قتيلا. كان الهاشمي باحثا متخصصا في تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين، وعمل مستشارا للحكومة العراقية في شؤون الإرهاب والجماعات المتطرفة. وخلال العام الماضي بدأ يركز على المليشيات الشيعية المسلحة المدعوم أغلبها من إيران والمتغلغلة في النظامين الأمني والسياسي للعراق وأثارت انتقاداته المتكررة لهذه المليشيات غضبها وكراهيتها له. ويقول أصدقاء الهاشمي إنه تلقى تهديدات بالقتل من هذه الجماعات. وتمثل عملية قتله جريمة اغتيال كاملة. ورغم أنه لم يعلن أحد مسؤوليته عن الحادث فإن المليشيات الشيعية يجب أن تكون المشتبه فيه الأول. وقد تعهد رئيس الوزراء العراقي الكاظمي بتقديم قتلة الهاشمي للعدالة. وتمثل المليشيات أكبر تهديد للنظام الاجتماعي والسياسي في العراق وحاول رؤوساء الوزراء السابقون بدرجات متفاوتة من الحماس التصدي لنفوذ هذه المليشيات، ولكن أيا منهم لم يحقق تقدما يذكر في هذا الاتجاه. ولكن يمكن للكاظمي النجاح فيما فشل فيه روؤساء الحكومة السابقون إذا استطاع الاستفادة من مجموعة من الظروف المواتية – بالإضافة إلى جريمة قتل الهاشمي المؤسفة.

وأن خلفية مصطفى الكاظمي تجعله مؤهلا بشكل فريد للقيام بهذه المهمة. فهو كرئيس سابق للمخابرات العراقية يعرف عن هذه المليشيات أكثر مما يعرفه أي سياسي عادي. كما أن وظيفته السابقة جعلته يطور علاقات قوية مع واشنطن أو بشكل أكثر دقة مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وكذلك مع طهران …ولاكن .

تبريرات لم تطبق على ارض الواقع لسبب او اكثر -وهناك عنصر آخر حاسم وهو اختيار كاظمي لمن يقود عمليات مكافحة الإرهاب في البلاد حيث أعاد تعيين الفريق عبد الوهاب السعدي الذي كان رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي قد خفض رتبته وأطاح به في العام الماضي استجابة لضغوط من إيران فيما يبدو و يمكن للكاظمي الاستفادة من المشكلات التي تواجهها طهران. فما بين العقوبات الأمريكية وجائحة فيروس كورونا المستجد، تجد إيران نفسها غير قادرة على مواصلة دعمها السخي لعملائها في العراق. وبالفعل خفضت إيران مدفوعاتها الشهرية للمليشيات العراقية ولم تتمكن إيران من تعويض خسارة قائدها العسكري قاسم سليماني الذي كان يدير التنظيمات الخارجية الموالية لطهران، إلى جانب رجله القوي في العراق أبو الهادي المهندس واللذان قتلا في غارة أمريكية بالقرب من مطار بغداد في بداية العام الحالي. ويكافح إسماعيل غاني خليفة سليماني للسيطرة على المليشيات العراقية والذي لم يتمكن من تجميعها حول زعيم محلي جديد مثل المهندس ومنذ توليه رئاسة الحكومة في أيار/مايو الماضي، يحاول كاظمي بقوة تفكيك بعض هذه المليشيات. وقد أمر بشن هجمات ضد جماعات بارزة مثل كتائب حزب الله ولكن سرعان من تم إطلاق سراح عناصر هذه الكتائب الذين تم القبض عليهم. كما حذر هذه الجماعات من استمرار هجماتها الصاروخية على الأهداف الأمريكية لكنها استمرت.ولكن ما يفتقده الكاظمي هو الدعم البرلماني الكامل، حيث يتلقى أغلب السياسيين الشيعة العراقيين أوامرهم من طهران ومن العراقيين العاديين. ورغم أنه تعهد بحل مشكلات المحتجين من الشباب العراقيين الذين أطاحوا بسلفه فيما يعرف باسم “ثورة أكتوبر”، فإن الشباب العراقي يشككون فيه باعتباره صنيعة للمؤسسة السياسية المشوهة.

وحتى يتمكن رئيس الوزراء من مواجهة المليشيات وسادتهم الإيرانيين، فإنه يحتاج إلى المزيد من دعم العراقيين من مختلف الطوائف ومن المجتمع الدولي وكيف للان لم تتوضح الصورة لان كايرات الاحداث بدائية وفيها انحراف بالزوم لكونها ليست مستورة من الروم. والحقيقة أن مقتل الهاشمي يمكن أن يخدم موقف أي سياسي بارع. فقد كان الباحث العراقي يحظى بشعبية واسعة بين المتظاهرين الذين واجهوا رصاص وهراوات المليشيات التي كانت تحاول فض مظاهراتهم. ورغم تراجع زخم ثورة تشرين أول/أكتوبر منذ أوائل الربيع الماضي نتيجة جائحة فيروس كورونا وانسحاب دعم القيادات السياسية والدينية الشيعية، يمكن لمقتل الهاشمي إشعال جذوة الاحتجاجات مرة أخرى . وفوك الحمل تعلاوة دعائية اعلامية – وقد أدانت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وغيرها من الدول والمؤسسات الدولية مقتل الهاشمي، بل إن إيران وجدت نفسها مضطرة لإعلان أسفها على مقتله. ويمكن للكاظمي دعوة هذه الدول والأطراف الدولية لتحويل أقوالها إلى أفعال وزيادة الدعم المخابراتي لبلاده وتشديد الضغوط الدبلوماسية على إيران.
ولكن يظل السؤال، هل يمكن أن يفشل الكاظمي في ذلك؟ بالطبع يمكن ذلك، لأن إيران تمتلك نفوذا قويا في بغداد وسوف تستخدمه. وحتى مع انخفاض الدعم الإيراني للمليشيات العراقية، فإن الأخيرة مازالت قادرة على إلحاق الأذى بأي قوة عراقية أخرى يمكن أن يستخدمها الكاظمي ضدها. في الوقت نفسه مازال على الكاظمي إبراز المظلومية السياسية المطلوبة لتحويل مأساة اغتيال الهاشمي إلى فرصة لتقليم اظافر إيران في بلاده

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here