ذكرى تحرير الموصل .. تاريخ الرجال

ذكرى تحرير الموصل .. تاريخ الرجال

محمد علي مزهر شعبان

السجل التاريخي للمعارك، يتوقف عند مدينتين، بين مدينة يدافع أهلها في صونها ومنع جيوش جرارة “هتلرية ” كمدينة ” ستالين غراد ” واخرى يهاجم أبناء وطنها لطرد وحوش الغاب اللذين خطفوها، القادمون من شتات شعوب نبذتهم، استوطنوها لتضحى خرابا يبابا، فنهض أبناؤها وجحاجيح رجالها ليحرروها من رجس أذناب مزقوا وحدتها، وسبوا عيالها، وإبتاعت النسوة في أسواق النخاسة . جاؤوا أهل الغيرة والشهامة زحفا من جرف النصر، مرورا لكل بقعة دنسها هؤلاء الاوغاد إنها ” الموصل ” تلك المدينة التي لم يشهد تاريخ الحروب مثل معركتها هي ليست أرضا مفتوحة، ولا جبهة ممتدة . إنها أزقة ضيقة، وميادين متداخلة تلفها البيوت . كان في مكنون جيشنا وحشدنا، أن يحموا أهليها من كل مكروه، فما بين الحماية والتحرير، كانت المهمة الشاقة، والاجساد تتخاطف من سطوح البيوت، والمفاوز، وعقد الدروب، ليؤرخوا للبشرية أيات الاقدام والايثار، حتى تحقق النصر، وليعلن إنتهاء الجراثيم والقاذورات، التي حركتها ودعمتها، أيد وأجندات دولا كبرى، وخزائن مندلقه، سلاحا ومالا، قل نظير تدفقه . لقد خاب رجاءهم، وتمزقت أمالهم، وجاء النصر ليمزق أجندة ما خططوا له .

في ذكرى تحرير الموصل، تنحني القامات إجلالا لمن ناخوا في وادي السلام، لمن أثلجوا صدور العذارى، وهن رهن الاختراق، بكل ما أوتي للوحوش من ارتكابات يندى لها جبين البشرية . وسلام سلام على الصناديد اللذين أنعشوا إرادة الخير،وقد تمرسوا الحرب، وقوة الجأش عند اللقاء في حومة الوغى والى ثبات الجنان عند الالتحام . فما خاضوا معركة الا وشق لهم طريق نحو النصر . ولا صاولوا في موقع ونزال إلا وهم في عصف عزمهم . يقعون على الردى، فيردوه صريعا . وجدوك لا تحفل بالا بما يجترحون ويتعاطون من إعلام ناكث لارادة الحق . دخيلتك تحت شعاع مشرق هاد، هو شرف الرجولة، وايمان المهمة لشرف التوكيل، فكلت المواقع ولم تكل اكتافك، ولم ينقطع بك المسير.

أقرأ تاريخك افتخر مرة وارثيك في اخرى حين تهاوت تلك الاجساد الطاهرة، وتساقط بنوك في ماهية واجب مقدس . نصركم أقباس نور في زمن الانتكاسات، لامة ينهش بعضها ببعض . واذ تترنم أجراس الذكرى، مع تنهيدة وشجى وألم ممض في الخوالج، لاؤلئك الميامين تحت قيادة رجالات، ذوات الغرة البيضاء، لم تسقط نقطة حياءهم ، ولم يسخر للباطل اداءهم . فذهبوا بك ذات حين( الشهيد ابو مهدي المهندس ورفقته) الى حيث سجلت للوقائع والرجولة ملامح الانتصار لقضية وطن ومواطن . فكان اثرك الوحيد العفة والايثار والبياض قصاد خيانات الباقين.

حتى لا ننسى .. أذكر من تطاول، ولفق وتهكم، وإنجر وراء مهمة “ترامب ” ودول الرمال وخزائن المال ومبتغياتهم الان . تذكروا إن نفعت الذكرى، بل اتحداكم حين كنتم بالامس القريب ان تقفوا ولو ساعة على بوابات السريع او في منعطفات اللطيفية، وفي مبازل السيافية يوم ذاك، فقط ساعة واحده في احتدام الوغى على بوابات الكرمة والفلوجه وبيجي والحويجة وبوابات النار على حدود الموصل، لتثبتوا فيها رجولتكم والا لتقص السنتكم . هاهو جيشنا وصحبة الحشد الدافع والدافق لاعادة الحياة في شرايين واوصال جيشنا، وكل شريف ناصرهم .ليقرأ من وصفك طائفيا، كيف كنت أسدا عراقيا، وليقرؤا ماذا يقول عنك أصحاب الجيوش الجرارة من وصف، وقفت فيه في الصف الاول لجيش وحشد يقاتل بشرف واباء ونزاهة وصون أعراض

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here