أهالي الموصل يجترون آلامهم .. المسؤولون الكبار عن سقوطها لم يقدموا الى قضاء عادل

أهالي الموصل يجترون آلامهم .. المسؤولون الكبار عن سقوطها لم يقدموا الى قضاء عادل

عامر الجبوري

ماتزال مناسبة حلول الذكرى الثالثة لتحرير الموصل، تشكل في نفوس أغلبية سكان أهل الموصل جرحا غائرا من أن محافظتهم ماتزال تواجه ركام سني تحريرها من داعش، وهي لم تكشف عن وجهها الحقيقي مما القي على أحيائها في الساحل الأيمن من أطنان ركام كل هذا الدمار الذي قضى على معظم احيائها وأحالها الى مناطق مهجورة!!

ويعرب أهالي الموصل في تلك الحوارات عن حزنهم وغضبهم لأن من أصابهم اليأس والقنوط من عذاب الانتظار ، لم يجدوا لا من الحكومة ولا من الجهات الدولية من يخفف عنهم عبء كل تلك السنوات العجاف، التي جرى تحويل أغلب أحيائها الى أكوام هائلة من أحجار البيوت والعمارات التي تهدمت على رؤوس ساكنيها، وتحول تحرير محافظتهم الى كابوس آخر قضى على معظم أحلامهم ، وقد أدركوا في نهاية المطاف أن من سمح بدخول داعش الى محافظتهم والهيمنة على مقدراتها ، هو نفسه من أعاد تدميرها مرة أخرى تحت واجهة التحرير ، وكأنها تشكي قصة مدينة تعاني الاندثار منذ قرون، وليس عبر سنوات قليلة مضت ، ولم يجد الموصليون، ما يمكن ان يزرع بذرة الأمل في ان تعود ” أم الربيعين” و ” منارة الحدباء” الشاهقة بحضارتها وزهوها التاريخي، الى ما كانت عليه ، وراح الكثيرون منهم يعتمدون على انفسهم في إزالة معالم هذا الركام الذي جثم على صدور أهاليها لأكثر من ثلاث سنواتن بلا جدوى!!

ويؤكد موصليون أجرت وسائل اعلام وفضائيات حوارات معهم أنهم يعربون عن حزنهم وأسفهم ، بل ومرارتهم ، لأن من تسببوا بسقوط تلك المحافظة العريقة الضاربة في أعماق التاريخ العراقي ما زالوا لم يحاكموا ، وأغلبهم يهنئون بعيش رغيد ، واذا ما تم تقديم بعض الضباط لمحاكمات صورية ويتم الاستعداد للافراج عنهم فيعني ضياع الأمل بأن تتم محاسبة الكبار أؤلئك الذين تسببوا بخراب تلك المحافظة ، وما زالت أطلال خرابها تمزق أحشاء القلوب والافئدة، وربما يبكي عليها الحجر قبل البشر!!

ووجدت جبهة الإنقاذ والتنمية التي يرأسها السيد أسامة النجيفي في الذكرى الثالثة لتحرير نينوى عبر بيان لها “ان تلك المحافظة التي تحررت الموصل بدم المقاتلين الأبطال ، وبصمود شعبها وقدرته الفذة على تحمل الآلام والانتقام والقتل والتدمير والتهجير الذي مارسه أبشع تنظيم إرهابي هو تنظيم ما زال أبناء المدينة ، فإن روح الموصل الأصيلة ماتزال تشكو الاهمال والغبن والبطء الشديد في تجاوز مخلفات الاحتلال ..”

ويعبر بيان جبهة الإنقاذ والتنمية في مضامينه عن حالة الأسى من ان “النصر العسكري المتحقق ، وعلى عظمته والتضحيات التي قدمت في سبيله ، لم يترافق مع الأسف الشديد بانتصار على مستوى إعادة بناء الإنسان ومنحه حريته وكرامته في اختيار نمط حياته وطبيعة الادارة المعبرة عن آماله ، ومفردات حياته في جوانبها السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية .”

ويضع بيان الجبهة اللوم على الجهات التي طعنت بالفساد وانتشار اللجان الاقتصادية التي مارست كل أشكال التسلط من أجل إبعاد المواطن الموصلي عن حقه الطبيعي في إدارة شؤونه ، كما مارست بعض الأحزاب والميليشيات المرتبطة بها وصاية غير مسوغة على قرار المواطنين واختياراتهم ، مستخدمين في ذلك وسائل الترغيب والتهديد ، والاتهامات الجاهزة التي تلاحق من يقف بالضد من توجهاتهم المدمرة .

وذكر بيان جبهة الإنقاذ والتنمية الحكومة وأجهزتها بان ” ذكرى النصر الكبير ينبغي أن تكون حافزا للحكومة والقوى السياسية لتجاوز الأسباب والازمات التي قادت إلى التضحية بمدينة تاريخية عظيمة ، وينبغي العمل على إعادة بنائها بما ينسجم مع حجم التضحيات التي قدمتها ، كما أن أي محاولة للتبرير تقع في خانة استمرار المنهج المنحرف الذي قاد إلى سقوط المدينة ..”

وجددت الجبهة في بيانها التأكيد على ما أشارت اليه أكثر من مرة من أنها” تطالب بمحاكمة المتسببين بكارثة سقوط الموصل ، وتعويض أهلها الذين عانوا القتل والتدمير والتهجير ، وكشف مصير المغيبين سواء على يد تنظيم داعش الإرهابي أو الميليشيات المنفلتة ، فذلك ما ينتظر شعب المدينــة أن يقدم له “.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here