مشارع الأشواق إلى مصارع العشّاق ومثير الغرام إلى دار السلام

مشارع الأشواق إلى مصارع العشّاق ومثير الغرام إلى دار السلام

جميل الجميل – العراق – نينوى

هذه القصة حقيقية، أجريت مقابلة مع صاحبة القصة في إحدى مخيّمات النازحين “مخيّم السلامية” وهي قصّة من كتاب اسمه “نساء داعش”، لم يطبع الكتاب بعد.

لقد كانت تشاهد التلفاز في الساعة الثالثة عصراً ، وهي تنسج رحيق المدن وزيّ التخرج في حلمها ، كانت ترقص من شدّة فرحها بأنّها ستكون طبيبة مثلما وعدت ظلّ والدها قبل أن يتركها.

في العاشر من حزيران عام 2014 انشطرت القنابل على الجانب الأيمن من مدينة الموصل ، لم ينته دخان القاعدة آنذاك ، دخل الناس في متاهة لا يعرفوا كيف يهربوا ، لم يبق في المدينة حرّاسٌ يحرسونها ، دخلها الإسلام مرّة أخرى لكن هذه المرّة ليس بالسيف وإنّما بالبنادق والأسلحة الحديثة هكذا قالت ” سوسن ” التي كانت تبلغ الثامنة عشر من ربيعها الذم لم يتجدد ، دخلت عصابات الدولة الإسلامية إلى المدينة ، وغطّاها بالسواد وبحلل قبيحة جدا جلبت البؤس لهذه المدينة ، سرعان ما سيطر تنيظم الدولة الإسلامية على محافظة نينوى ، والكثير من المسلمين الذين كنّا نظنّ بأنّهم أوفياء قد إنتموا لهذا التنظيم ليقاتلوا ويقتلوا ويخرّبوا ، أخذتني أمّي وإخوتي وتوجّهنا إلى بيت خالي الذي يبعد عنّا بضعة أمتار لنرى ماذا سيحصل ، إستمرت الإشتباكات بين الجيش حتى إنسحابه.

عاشت سوسن كلّ هذه المرارات دون أن تخرج من البيت ، وهي لم تتعود على إرتداء النقاب والعباءة الإسلامية أثناء خروجها إلى السوق ، بدأت بالقراءة وقرأت الكثير من الكتب حتّى روّضت نفسها على الإنفتاح أكثر من ظلم بيئتها وعاداتها وتقاليدها ، تعرّض بيت سوسن إلى المداهمة من قبل عناصر التنظيم بحجّة أنّهم يستخدمون الهاتف في بيتهم ويتواصلون مع أناس من خارج الموصل ويسرّبون معلومات إلى الحكومة ، وفتّشوا عناصر التنظيم بيتهم لمدّة ساعتين وإستمرّ هذا المسلسل حتى مطلع كانون الثاني عام 2015 تلك الليلة السوداوية التي قتلت كلّ أحلام سوسن!

هذه الليلة كانت تعوي من إخيها محمود الذي كان يعمل في تزوير هويّات لأشخاص كانوا ينتمون إلى الشرطة والجيش لئلا يقتلهم تنظيم الدوّلة الإسلامية ، وفي كانون الأول إعتقلت عناصر تنظيم الدوّلة الإسلامية محمود بتهمة التزوير ، وأصبحوا أهله يحاولون إخراجه قبل أن يُعدم أمام الأنظار ، وفي تلك الأحيان بينما كانت سوسن في بيت خالها ، كان إبن خالتها “سيف” عنصر في إستخبارات تنيظم الدولة الإسلامية ، كان يريد أن يتزوّج سوسن منذ إنتمائه إلى التنظيم ، لكنّها كانت ترفض ذلك ، وبعد أن إتّصل أهل سوسن بإبن خالتها لكي يساعدهم على الإفراج عن إبنهم محمود عقد معهم هدنة وقال لهم : أستطيع أن أجعل إبنكم محمود حرّاً وأستطيع أن أجعل التنظيم ألّا يتعرَض لكم شرط أن أتزوج إبنتكم سوسن!

أجابته أم سوسن ألا تخجل ، هي طفلة لا تعرف شيئا من الحياة وهي طالبة ، كيف تتزوجها؟

أصرّ سيف على أن يتزوّجها شرط أن يتم الإفراج على محمود.

سوسن رفضت الفكرة تماماً ، وبعد مباحثات مع أهلها تم الإتفاق على تزويجها لسيف دون أن تعلم وجاء مع عناصر أخرى ليرغمها على الخطوبة ومن ثمّ الزواج دون حفلة ودون فستان أبيض يزيل السواد عن حياتها.

– الليلة الأولى مع الأحزمة الناسفة والإغتصاب

ليلة الخامس من آذار عام 2015 كانت الليلة الأولى التي دخلت فيها سوسن عالم الرعب والدمار ، بصوت كان يبدو بأنّه تمايل تدريجيا إلى الزوال ، كانت تنفجر عينيها الناعستين من شدّة الجروح ، لم تبكِ كثيراً ، كان البكاء صديقاً لها أيّام الحرب ، سوسن تزوّجت تحت تهديد السلاح ، وإغتصبها إبن خالتها سيف بإسم الإسلام كما قالت! إنتهك جسدها من الأعلى إلى الأسفل وكان يرغمها على كلّ شيء.

بدأت سوسن التي كانت تعيش مع الأحزمة الناسفة ، والإطلاقات النارية ومختلف الأسلحة والكتب الإسلامية التي أرغمها على أن تقرأها ومن هذه الكتب ” الفقه الإسلامي ، صحيح مسلم والبخاري ، كتاب الإيمان ، الإتقان في علوم القرآن ، السنة النبوية ، السيرة النبوية لإبن هشام ، عقيدة السلف ، مشارع الأشواق إلى مصارع العشّاق ومثير الغرام إلى دار السلام ” وكتب إسلامية أخرى جلعتني أفكّر في أمورٍ لم يكن في بالي يوماً ما بأنّ هذا التطرف يأتي من الدين!.

– طفلتا الحرب والسجن والإنتحار

بعد أن منعني من زيارة أهلي وصديقاتي ، كان يأتي مخمورا ويضربني ويمارس معي الجنس حتى في الدورة الشهرية! كان يجلب معه المال والأسلحة ، فكّرت أن أكلّمه بأن يترك التنظيم ، لم يستمع إليّ أبدا وكان يضربني بعنف مع أصوات الشتائم المملوءة جيوبه بها ، نعم هكذا قضيت حياتي أحاول الإنتحار والتخلص من هذا الجحيم القاتل ، حبلت بعد أربعة أشهر من الزواج القسري بطفلة ، وولدتّها مع معاناتي المستمرة من هذه الحياة ، كنتُ كلّما أتذكّر أن أبتسم أذهب إلى الحبل الذي صنعته من قهري لأضمّه وألفّه على عنقي وأنهي هذا الشهيق الذي يخرج بقسوة ، وكنت أنظر إلى خصلات شعري المتطاير الذي لم أنظّفه حينما قصّه لأنّه كان طويلا وأبكي ، في التاسع كانون الثاني وبمزاج متعكر أنجبت هذه الطفلة التي أرغمني على إنجابها ولم تلد في المستشفى ولدت في هذا البيت المهجور الذي وحده تحمّل عذابي وأصبحت جدرانه تحتفظ بآلمي ، كانت هذه الجدران تستمع إلى صراخ طفلتي ” طفلة داعش ” كما يسميها المجتمع الذي أعيش معه المحمّل بالحقد ، وبعد ذلك أصبحت على هذا المنوال أنظر لطفلتي وأبكي ، ماذا سيحلّ بنا يا سميّة؟

آه يا سميّة أيّ حزن يبعث فيكِ هذا الوطن ، ماذا ستقولين للمجتمع حينما يسألك عن حرمانك من الأب العراقي الطبيعي ، هل ستقولين له بأنّ أبي كان داعشياً ، أم تقولين أنّه مات غرقاً ؟

ماهو ذنبكِ يا حبيبتي ؟

في إحدى المرّات وفي شتاء يُقلق الجميع من صراخه ومن رعده الذي كنّا نحتفظ به في أذهاننا ظنّا بأنّه صوت الطائرات التي تقصفنا تمرّضت سميّة وأصبحت قلقة جدّاً عليها ، مرّة أتمنى أن تموت وأموت معها ومرّة أخرى أشفق عليها وعلى نفسي كوننا ضحيّتان لهذه الحرب ، ارتفعت حرارتها جدّا ، وقلت لهذا الداعشي الذي لا أطيق أن أذكر أسمه بأنّ سميّة مريضة !

قال هذه مشكلتكما!

بدأت بعدّة طرق محاولة أن أخفض حرارتها وهي تبكي بصوت مرتفع ، جهّزت الكمادات حتى الصباح دون أن أنام حتى إنخفضت حرارتها!

إستمرت الأيام مع البؤس الذي عشته ، كان كلّ يومٍ يمرّ عليّ كأنّه عشرة سنوات ثقيلات محمّلات بالهموم والحرمان ، حتى السجن أفضل من الحياة التي كنت أعيشها , يا للبشاعة!

وبعد أن كبرت وأصبح عمرها أربعة أشهر ، وبالتهديد تحت السلام أراد مني أن أحبل مرّة ثانية ، تخيّلوا هذا المشهد الذي أحلم كلّ يومٍ به ولا أستطيع النوم كلّما أتذكّره أن يجبرك شخصاً ما بإذلال كرامتك أمامه وجعلك كارهاً لنفسك ولحياتك!

حبلت بالطفلة الثانية وأنجبتها في التاسع أيضا من كانون الثاني 2017 قبل أن يموت بثمانية أيّام ، حينما تم تحرير الجانب الأيسر من الموصل ، ولدّتها بعمليّة جراحية ، وعدّت إلى البيت دون أن يساعدني أحّد وكانت بطني تنزف من الخياطات التي لم تتحمّل كلّ خيوط الدنّيا ، ذهب الداعشي سيف من الجانب الأيمن إلى الأيسر ليعدم المواطنين الهاربين من الجانب الأيمن نحو الجيش ليتنفّسوا الحرّية قليلاً ، ذهب عبر أحّد الزوارق مع عصابته ، لكنّ أمنيتي تحقّقت حينما أردتّه أن يذهب إلى الجحيم دون قبرٍ ، فقصفته الطائرات وضاعت جثّته وضاع إسمه وأصبحت أحمل صلبان العالم على ظهري وحدي.

– التحرّر من العبودية والحصار ومواجهة خطابات الكراهية

في السابع عشر من كانون الثاني تحرّرنا من العبودية كلّها ، من القهر ، من الحصار ، من الجوع الذي لم أقل لكم بأنّني أكلت من “ثيل الحديقة” من الجوع وتمنيّت أن أشرب شاياً حلواً لا مرّاً ، ولأسباب الحصار وعدم الراحة وحينما حملت طفلتي الثانية التي أصبحت دون إسمٍ وهربنا إلى الجانب الأيسر تعرّض بطني للنزيف والعملية لم تنجح وأصبحت أعاني منها حتى دخلت الى المستشفى مدّة سبعة أيّام وشفيت بعدها!

أكلت التفّاح والدجاج المشوي والخبز الحار وشربت شايا حلواً ، هذه الأمور التافهة التي يراها الإنسان الطبيعي تافهة ، لكنّني حُرمت منها أنا والكثيرين ، وعادت إليّ طاقتي كي أستطيع أن أًرضع طفلتيّ من حليبي الأسود ، الأسود في هذا الدنيا ، الذي كان بياضا خالصا وتحوّل إلى السواد تحت العينين وفوق الوجه حتى كرهت كلّ لونٍ أسود من الملابس والنقاب والحجاب والعباءة الإسلامية ومن صنع كلّ هذا السواد.

أصبحنا أربعة أشهر في بيت أقربائي في الجانب الأيسر ، حاولت أن أنسى أنّني عشت هذه المأساة ، لكنّني كنتُ أحلم بها ، عشت مع سميّة وأختها التي أطلقنا عليها “بزّونة” وكلّ لحظة أنظر إليهما وأفكّر بهما!

بعد أن إنقضت الأربعة الأشهر التي تنفّست الهواء الطبيعي ، عدّت مع أهلي إلى الجانب الأيمن وبحثنا عن بيت للإيجار ، هذا البيت الذي لا زلت حتى الآن أعيش فيه مع أهلي هو بيتٌ مهجورٌ لا يصلح للعيش!

بدأت بالبحث عن العمل منذ أواخر أيلول كي أستطيع أن أعيل أهلي المعاقين وسميّة والبزّونة ، كان المجتمع الموصلي ينظر إليّ نظرة غريبة ، تعرّضت إلى الكثير من الكلام البذيء في حياتي وحتى هذا اليوم!

عملت متطوعة في المجتمع المدني ، حتى حصلت على عملٍ بسيطٍ وبعدها بدأت بقراءة الكتب ومن ثمّ إلتحقت بالكلية ، كنتُ أعمل وأقرأ وأربّي تربية مدنية تليق بأن تكون هذه الطفلة إنسانة معزّزة مكرّمة ، إنسانة بعيدة كلّ البعد عن تعاليم الإسلام.

ذهبت إلى المخيّمات وعملت الكثير من المبادرات على حسابي الشخصي وأصبحت أؤمن بالسلام وأكره الحرب ، صرفت من حسابي الخاص على مبادرات كنتُ مؤمنة بها مع المجتمعات الإيزيدية والمسيحية والكاكائية لأبيّن لهم بأنّ الحرب لا تصلح أن تكون بيننا!

جعلت من سميّة أجمل ملكة والبزّونة أجمل أميرة في هذا العالم ، الحرب جعلتني أن أنهض من الركام الذي عشته وأكون اقوى من أن يُقال للمرأة بأنّها ” ناقصة عقل ودين أو ثلاثة تفسد الصلاة المرأة والكلب الأسود والحمار” ضربت المجتمع المحافظ بفردة من حذائي الذي تأذّى من القصف.

تعرّضت للتحرّش اللفظي مرّات عدّة إلّا أنّني أمام الجميع إستطعت أن أواجههم كلّهم وأتفل عليهم أمام الأنظار ، تعرّضت إلى الكلام البذيء مثلا ” أرملة داعشي”! وإستطعت أن أواجه هؤلاء البشر المنافقين الذين كانوا يحمدون ويشكرون عصابات تنظيم الدولة الإسلامية !

نعم صرت قاسية جدّا وثقّفت نفسي ، لكنّ المشكلة التي جعلتني أن أضعف هي ” حينما ذهبت لأنهي المعاملات الحكومية وأسجّل سميّة والبزونة بأسماء أكثر مدنيّة وأسماء أنا أختارها ، الإستخبارات والأمن الوطني كانوا أمّا يمارسون الجنس مع نساء عناصر داعش أو يأخذون رشوة أو ” خاوه” كما كانوا يقولون أمام أخي الذي أرسلته أن يكمل هذه المعاملات!

نعم ضعفت لأنّ الحكومة العراقية وهذه العناصر الفاسدة التي جلبتها كي تخدم المجتمع المنكوب جاءت لتنتقم من الناس وتستغلهم!

للأسف هذا الفساد يأكل المدينة ، وهذا الإستغلال الجنسي للعديد من الفتيات وهذه الإنتهاكات تصادف الآلاف من النساء البريئات !

الذي ليس له المال وقوّة التفكير والثقافة سيكون ضحية أخرى للقوات الأمنية والمجتمع والدوائر الحكومية والموظفين !

– أهل سيف ، موقفهم من زوجته

بعد التحرير ، حينما إنتصرت سوسن على الحرب والإرهاب والتطرّف وإستطاعت أن تعيد بناء نفسها وأهلها ، وإستطاعت أن تنظر إلى الحياة من منظار آخر ، وبعد أن كانت بحاجة لخمسة آلاف دينار عراقي لتشتري الحليب لإبنتيها ولم يهتم أحّد بها ولا حتّى أهالي زوجها ، ولم يسألوا عنها يوما ولا عن أحفادهم!

وحاربوها وأنكروها وظلموها ، لكنّ حين تفوّقت أصبحوا يطالبون بأحفادهم ويطالبون بحقوق إبنهم الداعشي ، وحاربوها حينما تفوّقت على الجميع ، لكنّها إستطاعت أن تردعهم من كلّ شيء ودفعت من راتبها وقطعت الطعام من أفواه أهلها وبنتيها وإستطاعت أن تنال حقوقها منهم أمام الأنظار وأمام القانون ، ولأنّ القاضي كان إنساناً وعراقياً وتأثر بدموعها إستطاع وحده أن ينصفها في الموصل الغير المنصفة!

– النجاح والتخرّج والعمل

كوّنتُ سلسلة علاقات مع أشخاص أنقياء من كافة مكوّنات نينوى ، كانوا أكثر رحمة من المسلمين الذين كانوا يعيّرونني بأرملة داعشي ، تواصلت معهم وفتحت العديد من حلقات الإتصال حتى وصلت إلى أشخاص دوليين من أوربا وتحدّثت لهم عن كلّ شيء فكتبوا عني الكثير وعن مبادرات السلام والمبادرات التطوعية التي عملتها مع بعض صديقاتي ووصفوها بمبادرات عظيمة لم تستطع لا المنظمات الدولية والمحلية أن تفكّر بها ، طوّرت نفسي أكثر حتى عملت مع منظمتين دوليتين الأولى كانت في مخيّمات النازحين مع عوائل تنظيم الدولة الإسلامية والثانية في مدينة الموصل وأصبحت أخدم الكثير من الناس وأذهب إلى الكلية وإلى البيت ونذهب إلى سفرة مع أهلي وبناتي ، بدأت أعتمد على نفسي وأخالف الثقافة الإسلامية بأنّ مكان المرأة هو البيت فقط وأنّ المرأة يجب أن تكون ربّة بيت ومن العيب أن تخرج المراة وتختلط ، قطعت شوطاً كبيراً من التمدّن والتحرر لكن بكرامة وحرص وحذر مع هذه البيئة التي تعاني من الكثير من الأمراض.

أفتخر بأنّني غيّرت حتى هذه اللحظة حياة ما يقارب مائتين وخمسين إمرأة مظلومة وعملت معهم ورافقتهم وغيّرت حياتهم بمعنى التغيير، ولا زلت أخدم المرأة بصورة عامة دون أن أنظر إلى خلفيتها الدينية والثقافية والإجتماعية ، حققت أعظم قصص نجاح لم تستطع الحكومة أن تحققها ، ولا زلت أخدم من خلال طبيعة عملي.

تخرّجت من كلّيتي ونجحت بالرّغم من العمل ومتابعة أهلي والبنات البريئات، وبالرّغم من كلّ مصاعب الحياة ، أحيانا كنتُ أكره بناتي وأحيانا أحبّهما ولا زلت أحبّهما وإشتريت آلة “العود” لسميّة وآلة “الكيتار” للبزّونة وسأعلّمها العزف والجمال والفنّ ، كما وغيّرت أيضا فكرة الكره ولم أستطع أن أكره ، حوّلت كلّ هذا الدمار والخراب والحرب والكراهية إلى ، محبّة وإصرار وثقافة وحوار وعمل وخدمة للإنسانية.

هذه هيّ سوسن ، عراقية ، من محافظة نينوى – قضاء الموصل ، طحنت الحرب بأسنانها ، روّضت هذه الكراهية ، وملأت بيتها بالأزهار والجمال ، حملت كلّ صلبان الدنيا ، إحترقت وأضاءت الطريق لطفلتين بريئتين وأهلها الذين قايضوها لعصابات تنظيم الدولة الإسلامية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here