عندما يكون الإعلام مبتذلا

عندما يكون الإعلام مبتذلا
محمد جاسم

مخطئ من يتصور. ان الاعلام له هدف. واحد يتعلق بنقل حقيقة الأخبار والاحداث .. فهناك نوع أخر نراه عندما يتبنى الإعلامي فكرة ما، وهو فاقد للمهنية والذوق، فسيحاول تغليف فكرته بشي من الحقائق المشوشة، كالذي يدس السم بالعسل ليسهل عليه صيد المغفلين٠
تأخذ المسالة عند البعض طابعا آخر، لا يعتمد الخلط الذي أشرنا إليه، نتيجة الإحساس بالوعي الجماهيري.. فيتبع اسلوبا أخر نراه واضحا عند الإعلامي حميد عبدالله.. فهو قد أتبع أسلوبا مخزيا وفي منتهى الطائفية وقلة الحياء، يعتمد إختيار الضيف على قياساته لتلميع حقبة تاريخية، لبلد عاش تجربة سودت وجه التاريخ، بحروبها العبثية وضحايا جلادها المهووس بالدماء، والعنتريات التي إنتهت بحفرة الذل والمهانة٠
لايستطيع أحد استقصاء ترهاته الطائفية التي تناولها في حلقات قناته “تلك الأيام” فهي نحتاج إلى مقالات مستقلة، ولكن للمثال لا الحصر نأخذ واحدة منها، ففي إحدى حلقاته عبر عن انزعاجه لترديد الشهيد محمد باقر الحكيم، لهتاف الجماهير وين الحاربك وينه، لكن الضيف كان منصفا، وهو محمد السيد محسن، حين الجمه قائلا آن السيد الحكيم لم يهتف بل رددشعار الجماهير٠
من يرجع لأغلب حلقاته سيلمس فيها روح الضغينة، لكل ما هو شريف، ومعادي لنظام صدام المقبور، خصوصا عائلة آل الحكيم النجباء ، ناسيا أن شهادته بهم ساقطة لأنهم على غير شاكلته٠
ليس الغرض تحليل الشخصية الإعلامية ومدى هزالها، بل الغرض إبراز النتائج المترتبة على هذآ التسافل، وهذه النزعة من البداوة التي غرست في نفوس المهرجين..
نعم ليس من العصبية أن يحب الرجل قومه، لكن العصبية أن تجعل شرار قومك خيرا من خيار غيرهم كمآ يقول الرسول عليه وأله أفضل الصلوات.. فلنا أن نسأل هذآ الإعلامي، على من نكذب؟
عليك ان تعرف أن أبنا الخمسين والستين والسبعين والثمانين لازالوا إحياء، ولسان حالهم بشبه ذلك الذي نجى من مثلث برمودا، عندما قال انعتوني ما شئتم لن أعود لذلك الجحيم٠
لاشك أنك الغبار الذي يشوه صورة التاريخ فجهلك كالشمس في رائعة النهار، حيث وضعت نفسك في غير محلها، عندما ادعيت أن لدى السيد مهدي الحكيم مراسلات مع صدام اللعين، ألست القائل في إحدى حلقات برنامجك، أن إسم السيد الحكيم ضمن مؤامرة اسقاط النظام البعثي، والتي سميت بانقلاب عبدالغني الراوي، ولمحت ان اسمه هو الإسم الذي هدد به البكر السيد محسن الحكيم زعيم الطائفه، بحذف إسم السيد مهدي الحكيم مقابل العودة إلي النجف!
على لسانك أنت حيث قال البكر للسيد الحكيم، أن أحد أفراد عائلتك موجود في المؤامرة، ثم عدت مع ضيفك لتكذبوا على أنفسكم، بأن إغتيال السيد مهدي الحكيم، ليس بعلم صدام فعلى من تكذبون؟!
عملية إستهداف سيد المقاومة لا يعلم بها لقيط العوجه، ربما نقبل الأمر داخليا وأن كان هذآ محال، لكن فرض المحال ليس بمحال، بل في شخصية مثل صدام فالامر مختلف ٠
صحيح أن جهلك وصل ذروته حين ادعيت أن السيد الحكيم هوالاخ غير الشقيق للسيد محمد باقر الحكيم، لانعرف من أين استقيت هذه المعلومة، ربما من سجلات خالاتك أو عماتك لا تدري..
نعم عندما يصبح الإعلام مبتذلا، يظهر العداء للفضيلة وأهلها، وتنقلب المفاهيم رأسا على عقب، ويسمى الإرهاب جهادا والوكر مضافة وانتهاك الأعراض نكاح الجهاد، ويصبح تلميع صورة المجرمين فضيلة، ولنا أن نسأل مرارا وتكرارا، من أجل ماذا كل هذآ؟ وهل يتم تلميع صورة الآخرين، مقابل سواد الوجه؟
لقد جئت بها عريضة.. فالتاريخ لايرحم، فالحجاج هو الحجاج، أكثر ما نعرفه عنه مقولة عبد الملك بن مروان( لوجاءت كل أمة بخبيثها وجئنا بالحجاج لغلبناهم، والعاقل يفهم ٠

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here