لأول مرة منذ إعلان النصر.. 15 تشكيلًا عسكريًا والطيران يقتحمون أسرار الحدود مع إيران

لأول مرة منذ اعلان بغداد القضاء على تنظيم داعش منذ نحو 3 سنوات، تدخل القوات الامنية معاقل التنظيم قرب الحدود الايرانية، شرقي العراق، بقوة كبيرة تتكون من 15 تشكيلا عسكريا.

ويرجح وجود العشرات من عناصر تنظيم داعش في مناطق شرقي ديالى، انشأوا تحالفات مع متطرفين من دولة مجاورة، عقب انهيار الدولة الاسلامية (المزعومة).

امس قالت القيادة العسكرية، انها قتلت 3 مسلحين في ديالى، ضمن سلسلة جديدة من العمليات العسكرية التي نفذت منذ مطلع العام الحالي، لملاحقة بقايا التنظيم. وجاءت العملية الاخيرة (ابطال العراق الرابعة)، بعد اقل من 3 اسابيع من آخر حملة نفذت للسيطرة على “النهايات السائبة” بين محافظات: ديالى، كركوك، وصلاح الدين.

ولايمر شهر تقريبًا حتى تعلن القيادة العسكرية عن تنفيذ حملة امنية لملاحقة ما تبقى من تنظيم داعش، ورغم ذلك يعود التنظيم بين حملة واخرى للظهور واعادة انشاء المضافات.

ووصل عدد العمليات العسكرية الكبيرة، بعد اعلان تحرير العراق من داعش نهاية 2017، الى 14 عملية الى جانب عشرات الحملات الصغيرة في حدود بعض المدن.

ومنذ اعلان نهاية داعش في العراق، وانسحاب قوات البيشمركة من المناطق المتنازع عليها (قبل اعلان النصر بشهرين)، فر عدد بقايا التنظيم الى قرب الحدود مع ايران.

داعش الشرقي

ويقدر مصدر امني في ديالى لـ(المدى) اعداد المسلحين التابعين لتنظيم داعش قرب الشريط الحدودي مع ايران بنحو “100 مسلح”. وعقب انهيار دولة التنظيم المزعومة، بدأ عناصر داعش بانشاء تحالفات مع متطرفين ايرانيين، قرب الحدود في محاولة لتعويض الخسائر.

وتشير التقديرات في العراق، إلى أن عدد عناصر داعش المتبقين يتراوح بين 2000 و3000 فرد، من بينهم حوالي 500 من المسلحين الذين تسللوا من السجون السورية والتي تقع بمحاذاة الحدود من الجهة الغربية.

وفي شهري نيسان وايار الماضيين، صعد داعش من هجماته خصوصا في ديالى، حيث سيطر مرتين على قرى في شرقي المحافظة، واعلن عن خطف مزارعين وقتلهما، ومسؤولية التنظيم عن حرق المحاصيل.

ويقول المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، ان “اغلب العمليات العسكرية السابقة لم تصل الى الحدود مع ايران”، مشيرا الى ان “جوانب سياسية وسيطرة بعض الجهات على المنافذ عرقلت تلك المساعي”.

وكانت ضمن مراحل الحملة الجديدة التي اطلقت صباح يوم السبت، وهي الخامسة منذ بداية العام الحالي، هي السيطرة على المنافذ.

ودخلت يوم السبت، قوات الرد السريع والحشد الشعبي منفذي (مندلي والمنذرية) الحدوديين وفرضت السيطرة عليهما بشكل كامل وتفتيشهما، بحسب بيان حكومي. وتم تخصيص قوات نخبة لمسكهما بشكل دائم لمكافحة الفساد والقضاء عليه وتطبيق الإجراءات بانسيابية ووفقًا للقانون، وفرض هيبة الدولة، بحسب ما جاء في البيان.

قتل مسلحين

قال بيان العمليات المشتركة، ان فرقة الرد السريع تمكنت ضمن محورها من تفجير عبوة ناسفة، وتدمير ٥ أوكار والقاء القبض على مشتبه به وبحوزته بندقية نوع كلاشنيكوف”. واوضحت القيادة، ان “القوات في محور قيادة القوات البرية تمكنت من تدمير ٣ أوكار وضبط ٣ دراجات”.

واشارت الى انه “في محور الحشد الشعبي تمكنت القوات الأمنية من تدمير ٦ أوكار وتفجير عبوتين ناسفتين وتفجير ١٦ قنبرة هاون وقتل ٣ إرهابيين”.

الى ذلك قالت قيادة قوات الشرطة الاتحادية إن “نتائج عملية أبطال العراق في ديالى أسفرت عن تفتيش وتطهير ٧٧ من القرى والبساتين ضمن قاطع المسؤولية”.

بالمقابل أعلنت خلية الإعلام الأمني التابعة للحكومة، عن سقوط 10 عناصر امنية بين قتيل وجريح بتفجير شمالي البلاد ضمن العملية العسكرية الاخيرة.

وذكر بيان للخلية أن الانفجار نجم عن “عبوتين ناسفتين زرعتا على الطريق”، وذلك “ضمن عمليات أبطال العراق بمرحلتها الرابعة”.

وأضاف البيان أن العبوة الأولى انفجرت على رتل للواء 14 من الحشد الشعبي، غربي بحيرة حمرين بمحافظة ديالى، ما أسفر عن “استشهاد ثلاثة مقاتلين وجرح خمسة آخرين وتضرر عجلتين”.

وتابع أن العبوة الثانية انفجرت على قوة من جهاز مكافحة الإرهاب، ما أدى الى “إصابة مقاتلين اثنين وتضرر عجلة واحدة في منطقة إمام شيخ بابا ضمن قاطع قيادة عمليات ديالى”.

هل نمسك الأرض؟

وكان القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، قد زار ديالى يوم السبت، للإشراف على انطلاق عمليات أبطال العراق / المرحلة الرابعة من (مقرات قيادة العمليات المشتركة/ ديالى والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي)”.

وقال الكاظمي ان “عملياتنا هي من أجل توفير الحماية لأبناء شعبنا في المناطق التي انطلقت منها وسنستمر في ملاحقة أي تهديد للعصابات الإرهابية”.

وتهدف العملية، بحسب بيان خلية الاعلام الامني، الى “ملاحقة بقايا الارهاب وفرض الامن والاستقرار في محافظة ديالى مع تطهير وتفتيش الشريط الحدودي مع الجمهورية الاسلامية الايرانية”.

وستدخل القوات، وفق البيان، في “عمليات خاصة ضمن المناطق التي استغلتها عناصر داعش للتواجد وتنفيذ عملياتها الارهابية وهي المناطق الفاصلة بين القوات الاتحادية وقوات البيشمركة”.

بدوره، يقول المصدر الامني ان “العملية العسكرية بدون خطوات لمسك الارض، قد تسبب بعودة التنظيم مرة اخرى”.

وكانت الحكومة في بغداد واقليم كردستان، قد بدأتا مطلع الاسبوع الحالي، مفاوضات لشن عمليات مشتركة في المناطق “المتنازع عليها”. وقال البيان العسكري حول العملية الاخيرة، بانها ستشمل “مساحة واسعة تقدر بـ 17685كم2”.

وتشترك في العملية قوات مِن قيادة القوات البرية، قيادة عمليات ديالى، قيادة عمليات صلاح الدين، قيادة عمليات سامراء، قيادة قوات الشرطة الاتحادية، قوات الرد السريع، قوات الحشد الشعبي.

بالاضافة الى لواءين مِن القوات الخاصة، اللواء الثامن قوات الحدود، جهاز مكافحة الارهاب / قيادة العمليات الخاصة الثانية، فوج مكافحة الارهاب مِن السليمانية، قيادة شرطة محافظة ديالى)، وباسناد مِن طيران الجيش والقوة الجوية وطيران التحالف الدولي.

وقال البيان ان “اللواء الثامن في قوات حرس الحدود، باشر تفتيش وتطهير الشريط الحدودي بين العراق والجمهورية الاسلامية الايرانية ضمن قاطع محافظة ديالى”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here