الحقيقة المسكوت عنها : دور عبد السلام عارف كأحد قادة ــ انقلاب ــ ثورة 14 تموز

الحقيقة المسكوت عنها : دور عبد السلام عارف كأحد قادة ــ انقلاب ــ ثورة 14 تموز

بقلم مهدي قاسم

في الوقت الذي ينبري بعض من حفيدات وأحفاد انقلابي شباط الدموي وقطعان حرسهم القومي الفاشي لوصف الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم بشتى أوصاف مسيئة ومهينة ، وتحميله وحده فقط المسؤولية التاريخية الكاملة في قيادة الثورة ــ الانقلاب ــ يتناسون ــ عن عمد ــ الدور الكبير والمشارك للرئيس العراقي السابق عبد السلام عارف الذي قاد سوية وحدات وفصائل الجيش من منطقة جلولاء إلى بغداد بهدف إسقاط الحكم الملكي ، وليس هذا فقط بل أن حزب البعث أيضا كان مشاركا ضمن الأحزاب ” الوطنية ” الأخرى في ترتيب لهذا الانقلاب بتنسيق مع العسكر ،حتى أن بعضا من هؤلاء يذهب أبعد من ذلك مرّكزا على دور أكبر للرئيس عبد السلام عارف في نجاح الانقلاب وأن عبد الكريم كان دوره أقل من دور هذا الأخير ، ومع ذلك هو الذي سيطر على الانقلاب وهيمن عليه على حساب إبعاد عبد السلام عارف ..

طبعا يقولون هذا الكلام بهدف النيل من عبد الكريم قاسم .

فيا ترى لماذا هذا التناسي المقصود لدور عبد السلام عارف في قيادة و نجاح انقلاب 14 تموز كمشاركة فعّالة والتركيز على الزعيم عبد الكريم قاسم بخصوص مجزرة قصر الرحاب ؟ ..

السبب أو الأسباب ــ حسب تصوري ــ تكمن في الانحياز السياسي والفئوي والطائفي فالرئيس عبد السلام عارف كان مواليا بالمطلق للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ، بينما عبد الكريم قاسم ذو اتجاه وطني عام ، و كان عبد السلام عارف طائفيا متطرفا ــ أنظر إلى تصريحه في زيارته لمدينة البصرة ــ ويعبر عن ذلك بأقوال صريحة ، وبما أنه كان قوميا فكان أقرب إلى البعثيين بالرغم من أنه انقلب عليهم ــ فيما بعد ــ ليصبح متفردا بالسلطة لحين وفاته في حادثة سقوط طائرة هليكوبتر ..

كما نود أن نضيف بهدف إضاءة ذاكرة هؤلاء الأحفاد والحفيدات المجعجعين عبر صفحات الفيس بوك ، إلى أن البعثيين قد قاموا بأربعة انقلابات :

ـــ الأولى الاشتراك في انقلاب 14 تموز والثاني الانقلاب ــ بالتعاون مع عبد السلام عارف وباقي الناصريين والقوميين ضد سلطة عبد الكريم قاسم ـ بانقلاب شباط الدموي وأعقب ذلك الانقلاب الكارثي الثالث هو 17 تموز من عام 1968 ضد الرئيس العراقي الراحل المسالم والوديع عبد الرحمن عارف ، والانقلاب الرابع بعد مرور وقت قصير من نفس العام عندما انقلبوا على عبد الرزاق نايف وإبراهيم الداودي و حردان التكريتي و الذين لولاهم لما استطاع البعثيون استلام السلطة ، و البقية الباقية أو السلسلة الكارثية المتعاقبة بقيادة ” القائد الضرورة ” لا زالت معروفة للعراقيين والتي مهدت لمجيء لصوص منطقة الخضراء إلى السلطة ..

يبقى أن أقول أنني اتحدث هنا ــ حصريا ـــ عن دور عبد السلام عارف في قيادة الانقلاب ــ الثورة سوية مع عبد الكريم قاسم دون دخول في تقييم الثورة سلبا وإيجابا .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here