قتل وغدر وتهديد ووعيد وفرضت الكمامة والكفوف وليست لكرونابل لارضاء الارجنتين

قتل وغدر وتهديد ووعيد وفرضت الكمامة والكفوف وليست لكرونابل لارضاء الارجنتين

أ.د.سلمان توفيق الياسري
قتل وغدر وتهديد ووعيد وفرضت الكمامة والكفوف وليست لكرونا بل لارضاء الارجنتين وألا ستقتل ببيتك او يداس على صورتك او يبصق عليك وأتقي الكاتم والكاتيوشا ولرب ضارة نافعة/// وأذا لم ينتهوا انهوا /// ويتفجرون بالفقاعة او الطركاعة وكلشي حاضر ومهيأ والاصبع على الترباس ومعلق على شماعة ولاتحزن ولاتندم ولا تيأس مادام موجود الزعيم والقائد وولي الرمم !
حزورة ولعبة قمار او رمية زار مثلوم او روليت محلي بلا ضفادع بشرية اوللكو بفناجين تحضير الارواح او دولار ابو الهوا بناء وانشاء وتعميرمجمعات سكنية وعمارات وبنايات نسوا عمل الاساس لها والخبير اشار عليهم بوضعه على السطح لا اتروح اتكب العيطة؟؟؟ وأنتفض أزاء ذلك احدهم وقال بشرفي وناموسي وضميري وبستر رضيعتي وبروح امي ((( سأأعمل على اصلاح الفتق الذي حصل بنايلون خارطة الانجاز بأستخدام الولدن))). وأستبشرنا خيرا ولاحاجة للسؤال عن شهداء سبايكر ولا عن مسببها ومن باع ولاعن شهداء مظاهرات تشرين 2019 ومن القناص ومن ابو فاس ومن يضرب بالمتراس ومن يصوب القذائف على الوجه ***ولا علم للاحزاب والامن والاتحادية والاستخبارات والامن الوطن والمخابرات والمليشيات والارجنتين بذلك ***سبحة مترابطة عند فك احداها تنفرط ويكشف المخفي.
مضى أسبوع على اغتيال الخبير الأمني هشام الهاشمي ولم يكشف عن الفاعلين، فملف الاغتيالات والتصفيات السياسية بالعراق ثقيل والخوض فيه أثقل ليس على العراقيين الشرفاء فحسب، بل على كل من تورط في هذه الجرائم التي سجلها التاريخ المعاصر، كوصمة عار في أعناقهم ورقاب كل المتواطئين فيها. قتلت آلة الاغتيال السياسي فنانين، إعلاميين، وناشطين مدنيين، متظاهرين سلميين، وأطباء، قضايا لا تزال مثيرة للجدل ولم يتم الكشف عن ظروفها الحقيقية، اما بالنسبة للقضايا التي كشف عنها واخترع لها مئات من الحجج الواهية، أو بالنسبة لقضايا أخرى عالقة لم تشفي المزاعم التي نشرت حولها لحد الآن غليل اهل الضحايا والضمير الجماعي العراقيين، وبقى منحنى الاغتيالات في تصاعد مستمر وفي ظل الحكومات المتعاقبة بعد 2003.

نتحدث بلغة الارقام وهي لغة الحقائق بعيدا عن الظنون والنوايا المسبقة والتحليلات التي تلامس هوى النفوس، تتخذ هذه الارقام سمة الإحاطة الكاملة بالحجم الحقيقي لجرائم الاغتيال بالبلاد، تشير الإحصاءات إلى أنَّ مجموع حوادث الاغتيال في العراق مابين عام 2006 ولغاية 2013 بلغت (19470) حادثة اما الشروع بالاغتيال فبلغ (3575) حادثاً وفقا للاتي:::في عام 2006 سجلت (8480) حادث اغتيال…وعام 2007 سجلت (5930) حادث إغتيال و(1302) شروع بالاغتيال…اما عام 2008 فقد سجلت (2320) حادث و(780) شروع بالاغتيال…وفي عام 2009 سجلت (1200) حادث و(530) شروع…أما عام 2010 فقد سجلت (750) حادث و (390) شروع…وفي عام 2011 سجل (500) حادث إغتيال و(180) شروع بإغتيال…وفي عام 2012 سجل (750) حادث إغتيال و(203) شروع بإغتيال…وفي عام 2013 سجلت (780) حادث إغتيال و(195) شروع بإغتيال.

فعلى سبيل المثال فقد تم إغتيال (220) صحفي واعلامي عراقي لم يتم الكشف عن الفاعلين لحد الان، كما تم إغتيال أكثر من (67) قاضي وأيضاً لم تكتشف هذه الجرائم وبقيت مسجلة ضد مجهول , مجلة المشاهد السياسي البريطانية ذكرت في عددها (23/3/2013) أن عدد العلماء والأكاديميين والأطباء العراقيين الذين تم اغتيالهم بلغت 5500 عالم عراقي, احصاءات المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق (25 ديسمبر/كانون الأول 2019) مقتل واغتيال 489 متظاهرا في انتقاضة تشرين..

من المؤلم ان نشير هنا باننا في اطار بحثنا في الارقام آنفة الذكر والوقائع والأحداث والحالات الجنائية، اكتشفنا انه لايوجد على أرض الواقع ما يشير الى رصدها من قبل مراكز الدراسات الحكومية العراقية او مركز البحوث الاكاديمية من اجل دراستها، للتعرف من خلالها على التغيّرات الواضحة التي تنبأ عن درجة التوتر الاجتماعي، وتكشف عن القضايا المختلف عليها والتي تشكل موضوعاً للصراع، ومعالجتها تقتضي المتابعة وعدم الإكتفاء بتسجيلها، فنتائج الإحصاء عبارة عن مُكبر يُبرز الظاهرة ويعلن عنها، لأن الإحصاءات الجنائية تشكل جُزءاً من التقارير التي تعدها الشرطة، ويتضح ان ذاكرتنا الجنائية الوطنية مثقوبة واصابها العطب, وان الاغتيال مهما كانت الأطراف القائمة والجهات الداعمة له ومهما كانت الضحايا التي خلفها هو أكثر السلوكيات الخسيسة التي يشمئز منها الضمير البشري وتنفر منه فطرة الانسان السليمة، لأنه فعل دنيء وغدر بالحياة الآدمية وتدنيس للبراءة الأصلية وانتهاك لما جبلت عليه الطبيعة البشرية من حب ورأفة وتعبير عن موقف جبان وإخفاء ضعف وتستر على الفشل وهروب الى الأمام وتحميل الغير مسؤولية العجز وتقديم كبش فداء من أجل تحقيق خلاص جزئي وبحث لامشروع عن انتفاع فئوي, الاغتيال يعني محاولة لإسكات الخصم أو المناوىء أو حتى الصديق إذا كان منافساً أو مختلفاً أو مغايراً، وذلك بتغييبه واستئصاله، فإن الرأي والفكرة والموقف لا يمكن تغييبهما أو استئصالهما أو إسكاتهما حتى عند تصفية مفكّر أو اغتيال مثقف أو صاحب رأي، سواء كان ناشطاً مدنياً أو سياسياً أو رجل دين متنوّر أو صاحب مشروع فكري واجتماعي وغير ذلك، ويمكن مقارعة الحجة بالحجة، ومواجهة الرأي بالرأي، والفكرة بالفكرة، وليست الرصاصة مقابل الكلمة، وكاتم الصوت مقابل الرأي، والمفخخة مقابل الفكرة، فذلك دليل عجز وضعف وضيق أفق، ولن يحل الاغتيال السياسي محلّ ارتفاع الصوت والقناعة بالرأي، وقوة الفكرة. ولقد اتخذت الحكومات السابقة والحالية تشكيل لجان تحقيقية مبعثرة في حوادث الاغتيالات وهي غير مجدية ولم تقدم نتائج من شانها القبض على الجناة، ونأخذ مثلا في حادث اغتيال الهاشمي شكلت عدة لجان تحقيقية (لجنة قضائية بمجلس القضاء الأعلى، لجنة تحقيقية بوزارة الداخلية، لجنة بجهاز مكافحة الإرهاب، لجنة تقصي بجهاز الامن الوطني، وأخيرا لجنة لدى مكتب رئيس الوزراء) هذا التخبط والتعدد بالجهات يؤدي الى ضياع معالم الجريمة.

و بدل من هذه الفوضى باللجان الاجدر بان يتم التنسيق بين مجلس القضاء والسلطة التنفيذية ويصدر امر ديواني بتشكل لجنة تحقيقة (برئاسة قاضي من الصنف الأول ومختص بالتحقيق، وممثلين من، الداخلية، وجهاز المخابرات الوطني، وجهاز الامن الوطني، وجهاز مكافحة الإرهاب، او أي جهة أخرى يرتايها مجلس الوزراء) للتحقيق بهذه الجريمة وجرائم الاغتيال الأخرى وتوحيد الجهد الوطني بدلا من هذا التشتت.

أن الاغتيال السياسي مهما كانت الأطراف القائمة والجهات الداعمة له ومهما كانت الضحايا التي خلفها هو أكثر السلوكيات الخسيسة التي يشمئز منها الضمير البشري وتنفر منه فطرة الانسان السليمة، لأنه فعل دنيء وغدر بالحياة الآدمية وتدنيس للبراءة الأصلية وانتهاك لما جبلت عليه الطبيعة البشرية من حب ورأفة وتعبير عن موقف جبان وإخفاء ضعف وتستر على الفشل وهروب الى الأمام وتحميل الغير مسؤولية العجز وتقديم كبش فداء من أجل تحقيق خلاص جزئي وبحث لامشروع عن انتفاع فئوي ولقد ارتبط الارهاب باللاّتسامح والفظاعة وكشف سفك الدماء عن الاستحواذ على الوجود واحتكار الحياة وبشاعة الأنانية ونوايا حجب الحقيقة وتفعيل غريزة القضاء على منابع الفضيلة والحب وتغذية الكراهية والتصادم بين الأفراد والمجموعات.كما أن الارهابي يرفض المواجهة ويفر أمام الصراع ويلجىء الى زرع بذور عدم الاستقرار في النسيج الاجتماعي والسياسي ويخلط في خطابه بين الحقيقة والكذب ويدعو الى الحقد والكراهية والفوضى ويحول الضحية الى جلاد والمعتدى عليه الى معتدى ويمارس نوع من الحرب الثقافية والتصعيد العسكري الأبوكاليبسي قصد خلخلة ركائز التمدن الحضاري ودعائم الحياة الجيدة ويعبر عن نوع من التعصب الايديولوجي الأعمى.

يتساءل كثيرون عن معنى (فصائل المقاومة) في البلاد ، تقاوم من ؟؟ ان ارادت مقاومة المحتل الإسرائيلي،لماذا لا تذهب الى هناك لايقاف اقامة مستوطنات جديدة و لدعم مشردي الشعب الفلسطيني الشقيق ؟؟ و لماذا لاتقاوم العدوان التركي التوسعي على ارض بلادنا و كردستان العراق و لاتقاوم العدوان الإيراني المتواصل الذي وصلت قنابله الى اطراف مركز قضاء كويسنجاق في محافظة اربيل ؟؟ في وقت تأهلت فيه القوات المسلحة العراقية باصنافها و بدعم تحالف دولي عريض يستطيع الفتك بداعش كلّما حاولت ان ترفع رأسها, الاّ انها تعلن عن محاربة الاميركان و قوات التحالف الدولي التي جاءت بطلبات و عبر وساطات و رجاءات حكومات التحاصص لإنقاذ البلاد من داعش الإجرامية، سواء من قبل حكومات المالكي او العبادي، و وفق اتفاقات و عقود مبرمة . . متناسية (فصائل المقاومة) بان اسيادها جاءوا و استلموا الحكم بتوقيعهم انواع التعهدات للاحتلال الأميركي بموافقات ارجنتينية اثر اسقاطه صدام . . فعن اية مبادئ و عن اية مُثُل قرآنية تتحدث ؟؟

في وقت ادىّ فيه نهب و عنف و تسيّد تلك الفصائل التي تحاول التستّر بستار الحشد . . الى افقار شعبنا بعربه و كرده و كل اطيافه، و تسبب بتشريد العراقيين ذاتهم عن ديارهم و في عجز الدولة عن تأمين حتى رواتب و استحقاقات موظفيها في زمن انهيار اسعار النفط و الانهيار المتواصل للطلب عليه، بعد ان حوّلت العراق الشامخ الى دولة ريعية محطمة الزراعة و الصناعة و التجارة و بلا احتياطي طوارئ، بل و استولت الفصائل تلك حتى على الاموال الفلكية لمنافذه الحدودية, بل و تسببت بعجز الدولة عن مكافحة وباء كورونا الذي يغزو العالم، حين عملت منذ بداية غزو الوباء على عدم اخذه بالجدية اللازمة لحماية البلاد بدعوى عدم المس بقدسية المراقد المحفوظة بقدرة القدير و عدم المس بطهارة زوارها و طهارة منتجاتها المرسلة، في وقت شملت فيه اجراءات العزل بسبب كورونا المسجد الحرام و كعبة حجاج بيت الله . . فابقت الحدود الشرقية للبلاد مفتوحة في وقت مهدد شكّلت حينه الجارة ايران بؤرة خطيرة للوباء، رغم استغاثات و صيحات الشعب و المسؤولين الإداريين و تنبيههم الى الخطورة الهائلة لذلك الموقف المتعمّد

الامر الذي اثار و يثير تساؤلات هائلة من نواب برلمانيين و متخصصين و مثقفين و اوسع الجماهير، وسط صمت البرلمان . . هل هو بسبب الستراتيجية المشوهة لنظرية (الموجات البشرية) الصينية التي تتبعها الفصائل التي لاتبالي بالخسائر البشرية فداءً للمقدس ؟؟ المقدس الذي ضاع بصيحات متظاهري تشرين و من سبقهم ” بإسم الدين باكونا الحرامية ,ام هو بسبب ابقاء شبكة طرق طهران ـ بغداد ـ بيروت مفتوحة كعصب للهلال الطائفي و لأهداف لايُعلن عنها ؟؟ بلا مبالاة بحياة و مصائر عشرات ملايين العراقيين، التي وصلت حدوداً قاسية في مواجهة الوباء بعدم التصدي له في البداية. ام هو بسبب الخوف على التحاصص المافيوي الذي تدرّه عليها المنافذ الحدودية التي تبلغ ايراداتها سنوياً اكثر من ثماني مليار دولار، بحسب اقتصاديين متخصصين و اداريين مشهود لهم بالمعرفة و الخبرة ؟؟

بعد ان شكّلت العصابات بمنظور متخصصين محايدين، و كأنها الالية الوحيدة لحكم البلاد بالقوة و تحقيق اعلى الارباح لها بالتحاصص، بواجهة دستور و مؤسسات دستورية، وفق منظور دولة اسلاموية تتمدد (كشعار داعش)، عاصمتها الارجنتين و بقية الدول ولايات عائدة لها وعائداتها تموّل الدولة الام . . كما صرح قادة ايرانيون كبار بأن العراق ليس دولة و انه جزء من فارس . . حتى صار نواب و وزراء سابقين و كبار المعلقين في الفضائيات يقولون ان : ايران تشعل الحروب خارجها و تقاتل بابناء الشعوب التي تهيمن عليها و لاتبالي بارواحهم، عملاً بفكرة (الثغور الاسلامية) قبل اكثر من الف سنة، بعد تحويرالفكرة لمصالحها الانانية هي، على حد اقوالهم ,

في وقت تهاجم فيه دوائرها و العائدين لها السيد الكاظمي على تصريحاته باهمية حصر السلاح بيد الدولة و يدعونه للتخلي و (التغليس عنه) كما فعلت الحكومات السابقة و ان عليه الإعداد لإنتخابات مبكرة فقط ؟؟ ناسين او متناسين انه، لا انتخابات نزيهة دون حصر السلاح بيد الدولة، لأن السلاح المنفلت سيؤدي الى اجبار الناس على اعادة انتخاب من فشلوا في الحكم و في ادارة دولة ساروا على تحطيمها، او يؤدي الى تزوير نتائجها تحت تهديد و فعل السلاح كما حصل في الدورات السابقة، و ناسين بأن لامواجهة للأزمة الصحية و الاقتصادية لخلق مناخ آمن لإجراء الإنتخابات دون حصر السلاح بيد الدولة و تجريد الفاسدين من استخدامه، و السيطرة على اموال البلاد.

ان اغتيال هشام الهاشمي وعجز الحكومة العراقية القبض على القتلة وهم معروفون بالصوت والصورة لا يترك للشعب العراقي بشيعته وسنته وكل مكوناته أخرى أية فسحة للتأمل والتوقع للتحرر من حكم الاستعمار الإيراني الصفوي والتخلص من الخونة وعملاء إيران بطريقة سلمية ولسبب بسيط الكل متهمون بالخيانة والقتل وسرقة أموال ومقدرات الشعب، وهم السبب الرئيسي للبؤس والمعاناة الشعب العراقي بكل مكوناته واولهم سكان الجنوب ذات الأغلبية الشيعية.

ان حسابات المليشيات والحشد خاطئة ويظنوا ان الشيعة في العراق سيقفون معهم لحماية حكومة شيعية موالية لإيران للأسباب التالية:::

1. ان المواطنة تتغلب على العمالة والخيانة.

2. ان معظم قيادات الحشد والمليشيات يُعتبرون خونة بنظر الشعب العراقي الحر.

3. ان معظم قيادات الحشد والمليشيات حاربوا ضد الجيش العراقي وقتلوا العراقيين تحت راية دولة معادية “إيران”.

4. ان معظم قيادات الحشد والمليشيات شاركوا الحكومات العراقية بعد 2003 في سرقة أموال الشعب العراقي ويفرضون إتاوات على الجميع حالهم حال داعش.

5. الكثيرون من المنضمين الى الحشد هم مواطنون عراقيون احرار انتموا الى الحشد لمحاربة داعش ولم يستلموا مستحقاتهم من قياداتهم الفاسدة وسوف يتخلون عن قيادات الحشد إذا وجدوا ملاذا آمنا يحميهم من الانتقام منهم.

6. ان معظم قيادات الحشد والمليشيات متهمون بقتل ضباط الجيش العراقي وخاصة ضباط القوة الجوية والمعارضين لحكم ولاية البدعة الإيراني ومنهم ثوار تشرين 2019.

7. ان معظم قيادات الحشد والمليشيات هم جهلة وليسوا محاربين محترفين الا في عمليات القتل والاغتيالات والقنص العراقيين.

8. ان العراقي الحر شيعيا كان او سنيا او كرديا ومن أي مكون آخر لا يمكن ان يعيش تحت رعاية دولة أخرى على ارض وطنه.

9. ان العراقي الحر يعتبر نفسه من احفاد مؤسسي الحضارة السومرية والبابلية والآشورية التي علمت البشرية الكتابة والزراعة والاحكام القضائية للحكم بين الرعية وتنظيم المكتبات، وانجبت ارض سومر أبو الأنبياء والرسل “نبي الله أبراهيم عليه الصلاة والسلام”، لذا فالعراقي ان كان سومريا او مهاجرا اليه فقد شرب من نهري دجلة والفرات اللذان رويا ابناء سومر وبابل والآشور فنمى حب العراق في نفسه وتطورت جيناته ليشع العلم والمعرفة وينشره لمن حوله، فلا يمكنه القبول بان يحكمه الجهلة والقتلة والحرامية والخونة.

· لقد أخرت جائحة كورونا سقوط النظام العراقي وكان معظم المنتفضين “الثوار” من الجنوب الشيعي ضحايا الحرامية والجهلة والعملاء اللذين حكموا البلاد.

· ان الانفجارات والحرائق التي أصبحت ظاهرة يومية في إيران، ليست بسبب جهل وإخطاء الإدارات الإيرانية بل تسير وفقا لخطة معدة لإسقاط النظام الإيراني.

· ان المهرج ترامب اصبح في موقف مهزوز وغير ضامن لإعادة انتخابه بسبب مقتل امريكي افريقي الأصل متهمين ترامب بتشجيعه للتفوق العنصري للبيض، وفضحه من قبل معاونيه وحتى من قبل اهله “ماري ابنة شقيقه” لتصرفاته الصبيانية والتهور وجشعه وغبائه وأكاذيبه ونعته من قبل ماري بأنه “معتل اجتماعيا”، إضافة الى فشله في احتواء جائحة كورونا رغم القدرات العلمية والمالية للولايات المتحدة الأمريكية بينما سيطرت الصين ودول أخرى على الجائحة بقدراتهم الذاتية المتواضعة مقارنة مع الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك سيبحث المهرج ترامب الى تهور ليرفع رصيده عند الناخب الأمريكي لإعادة انتخابه فليس له هدف سهل اسهل من اسقاط النظام الإيراني المهزوز بمساعدة نتن ياهو.

لقد وصف الله تعالى في كتابه الكريم المجموعة التي تولت السلطة منذ 2003، فرحين بما سرقوا وقتل الناس “لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ” (آل عمران الآية (188))، فان عذابهم سيكون في الدنيا عارا يرافقهم ما حييوا ولا ينجوا من عذاب الآخرة الا ما شاء الله ان يغفر لمن يكفر عن ذنوبه.

· لقد عايشنا وراقبنا تسليم الحرس القومي لأسلحتهم في العلاليك (علاكة) في 18 تشرين الثاني 1963 الى المراكز الشرطة مباشرة او عن طريق الآخرين أذلة يتوسلون النجاة، وقبلها كانوا يقتلون الناس ويعذبونهم حتى في مقراتهم في المناطق والضواحي في بغداد وقد دونت جرائهم في الكتاب المنحرفون، فسيأتي اليوم لا يجدون المليشيات الإيرانية جحورا يختبؤون فيها ولا علاكة ليخبئوا أسلحتهم فيها، لأن حتى الحجارة ستدل ضحاياهم إليهم وستدون جرائمهم في كتاب “الخونة والعملاء وحرامية القرن الحادي والعشرين”.

إن اغتيال الهاشمي من قبل المليشيات المؤيدة للجمهورية الاسلامية في ايران ليس الهدف منه سياسة قمع حرية الراي أو الفكر او التعبير، وإنما يعد كتحصيل حاصل، حيث لا يرتبط بقمع الحريات إلا من الظاهر فقط، إنما كان وراء عملية الاغتيال، ارسال رسالة سياسية للكاظمي بأنه امام خيارين؛ اما الفوضى والعودة الى سيناريوهات انتفاضة اكتوبر وهي تنظيم سلسلة من عمليات التصفيات الجسدية واشاعة الفوضى الأمنية والاختطاف بحق المتظاهرين كما هدد بذلك قيس الخزعلي زعيم مليشيات عصائب الحق، أو القبول والرضوخ للواقع بأن المليشيات التي يريد إعلان الحرب عليها، هي مليشيات قائمة بذاتها، وعليه أن لا يمس مصادر تمويلها ولا يسعى لتقويض النفوذ الايراني في العراق على الصعيد السياسي والاقتصادي والذي يقف خلف تلك المليشيات تحت عناوين المقاومة والممانعة. فكما قلنا ان الهاشمي دفع حياته ثمن للصراع الدائر بين النفوذ الايراني والامريكي في العراق.

ان الهاشمي لم يكن أكثر من هدف من الأهداف الرخوة* التي من السهل استهدافها من قبل تلك المليشيات، فهو لم ينتهك المقدسات في تحليلاته السياسية ولم يكون ضد التيار بالمعنى الواسع والمطلق للكلمة، انه محلل سياسي عادي، قد يكون تفوق في احدى تحليلاته السياسية او كتاباته على زملائه الاخرين من الذين يخفون مواقفهم ايضا او الاطراف التي ينتمون اليها تحت عناوين (المحلل السياسي) مثل احمد الابيض ويحيى الكبيسي ونجم القصاب… الخ، ولكن هذا لا يضعه ابدا في مصاف الخارقين للخطوط الحمراء التي ترسمها جميع أطراف العملية السياسية بميليشياتها وأدواتها من قتلة وأقلام مأجورة واعلام مدفوع الثمن. صحيح أن الهاشمي كان قريبا من حكومة الكاظمي ومن دائرة القرار السياسي الموالي للنفوذ الامريكي في العراق اسوة بغيره من المستشارين والموظفين. الا ان عملية إغتياله جاء على خلفية واحدة من الاهداف الرخوة كما أشرنا أولا، وثانيا هي محاولة لاسترداد المبادرة من قبل (مليشيات الدولة) إن صح التعبير، بعد امتصاص الضربة الاستباقية للكاظمي واحتوائها عندما اعتقل (14) من عناصر المليشيات وتحت ضغوط الاخيرة أطلق سراحهم. إن هذا الجانب التحليلي مهم لأنه يحصننا من الوقوع في كمائن الأوهام وحقيقة الصراع الدائر، وعدم السقوط صرعى ضحية القصف الاعلامي للأطراف المتنافسة على السلطة، وبالتالي يمكننا من عدم الانجرار وراء اي طرف في هذه المعركة. بعبارة اخرى ان الهاشمي لم يكن صوت الحرية المدوي في العراق، لم يكن صوت المساواة الجهوري، لم يكن صوت العاطلين عن العمل الذي شكلوا العمود الفقري لانتفاضة اكتوبر، لم يكن صوت عمال العقود ولا الاجور، لم يكن صوت المرأة في انتفاضة أكتوبر التي مزقت كل ما نسجته القوى الاسلامية لتخليد عبودية المرأة طوال كل هذه الفترة، أنه لم يكن اكثر من صوت معادي في رؤيته السياسية التحليلية للمليشيات والنفوذ الايراني اسوة بالملايين من الاصوات التي خرجت ومزقت صور خامنئي والخميني وحرقت مقرات الاحزاب الاسلامية، كان صوته عاديا لم يتجاوز إطار التحليلات السياسية ولم تصل حتى الى اطار المواقف السياسية على الصعيد العلني على الأقل. بيد ان الطبول الاعلامية التي دقت وما زالت تدق والقصف الاعلامي المتواصل حول اغتيال الهاشمي، تفوق بأضعاف المرات على صعيد المساحة وعلى صعيد التنوع في جميع وسائل الإعلام على قتل أكثر من ٧٠٠ متظاهر بدم بارد لم يطلبوا أكثر من خبز وكرامة. هذه الطبول الاعلامية اعطت مكانة لهشام الهاشمي غير واقعية، وقد نسجت حولها هالة عاطفية واخلاقية، لتحقيق أهداف وسياسات محددة ومخططة لها، تشبه بالتزمير الإعلامي الذي نفخ لعبد الوهاب الساعدي عندما أقيل من جهاز مكافحة الارهاب من قبل عادل عبد المهدي وصورته في حينه بطلا قوميا أسوة بأبطال حروب قادسية صدام.

وأكثر من هذا فأن الكاظمي الذي رفع شعار الكشف عن قتلة المتظاهرين عندما تولى منصبه كرئيس للوزراء، ولكن لم نسمع ولم نرى أنه قام بزيارة لأحد بيوت المتظاهرين الذين قتلتهم نفس الجهة التي قتلت الهاشمي، ولم نسمع انه التقى بذويهم، وهنا يطرح سؤال هل لان هذا الرقم ٧٠٠ من المتظاهرين لا يساوي شيئا مقارنة بهشام الهاشمي الذي زار بيته الكاظمي والتقى بأسرته؟ طبعا نحن لا نريد ان ندخل في هذه المقارنة، لأن حياة البشر في عقيدتنا لا تقاس بالأرقام والاعداد، فالإنسان هو انسان، ولكن عندما تقتل كل هذه الاعداد، بينما يراهن الكاظمي وقتلة المتظاهرين من المليشيات على ذاكرة الجماهير كي يحولها الزمن الى ذاكرة السمكة، وتنسى ما حل بها، في حين أطلق تصريحات نارية ضد قتلة الهاشمي، فيجب التوقف عندها والتحدث بصوت عالي وتعرية وفضح كل السياسات التي قتلت صوت الحرية والمساواة وعالم افضل.

ان حصر اغتيال الهاشمي واختزاله الى قضية حصر السلاح بيد الدولة، والترويج لها من قبل ابواق حكومة الكاظمي ليس الا محاولة جهنمية في طمس الصراع بين النفوذ الايراني والامريكي في العراق وعملية حسم السلطة السياسية، والذي يعني بالتحليل الاخير الاستخفاف بعقول البشر في العراق. وإذا كان هذا هو جوهر القضية، فالسؤال المطروح من الذي قتل ٧٠٠ متظاهر بين القناصة وعمليات الاغتيال وجرح أكثر من ٢٠ ألف منهم. اوليس الكاظمي نفسه الذي شغل منصب مدير المخابرات قبل ترأسه لمجلس الوزراء، انه على علم بأن السلاح المستخدم في عمليات القنص والاغتيالات كان سلاح “الدولة”. وإذا لم يكن سلاح “الدولة”، لماذا لم تقلب الدنيا حول قتل المئات من الشباب بعمر الزهور من قبل وسائل الإعلام والمسؤولين في السفارة الامريكية والبريطانية والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة…الخ. لماذا لم تتجاوز جميع مواقفهم حدود (القلق). لماذا لم نسمع من أولئك بأنهم سيحمون المتظاهرين وأن حياتهم غالية ويجب التدخل المباشر عبر المؤسسات الدولية لحماية المتظاهرين. الا ان اليوم نسمع من نفس اولئك حول عملية اغتيال الهاشمي من تعالي أصواتهم وإعلان تضامنهم وتقديم كل الدعم بما فيها العسكري لضرب المليشيات. او ليس نفس المليشيات التي قتلت الهاشمي هي نفسها قتلت المتظاهرين؟!!

إن ما نريد أن نبينه في المطاف الاخير ان تعظيم الهاشمي بهذا الشكل سواء تكريمه او تسمية شارع باسمه هو بمثابة قميص عثمان، هي سياسة تقوم بها الاطراف المنافسة للنفوذ الايراني في العراق وتريدها ذريعة لتحشيد راي العام وتعبئة المجتمع المحلي والدولي لضرب النفوذ الايراني في العراق والمنطقة التي يمثلها هذه المليشيات وإن اغتيال الهاشمي هو استمرار لسياسة قتل المتظاهرين، سياسة تجويع الجماهير، سياسة تحقير الانسان، سياسة الدوس على حياة البشر، ويجب تعبئة الراي العام لتقديم قتلة الجميع وليس الهاشمي وحده إذا أردنا ان نحقق الامن والامان والحرية لجماهير العراق، إذا أردنا أن نضع حدا للاستهتار الفاضح بحياة الانسان، وعلينا أن نضغط من أجل الكشف عن الاطراف التي تقف وراء تلك الاغتيالات وبشكل علني، واخيرا نؤكد من جديد على رفع شعار حل المليشيات وتحت أية عناوين كانت وتعبئة الجماهير حولها. انها الخطوة الاولى بالتقدم نحو ارساء الأمن والأمان والحرية في العراق وبعدم تكرار اغتيال المتظاهرين او اغتيال هشام هاشمي اخر.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here