العهد الملكي و زعاطيط التسعينات

العهد الملكي و زعاطيط التسعينات

من الغريب والمثير للجدل (والشبهات) أيضا..ان الذكرى الثانية والستين لثورة 14 تموز او كما يسميها من يسميها انقلابا..قد مرت هذه السنة بصورة توحي للمتلقي ان الانقلاب حدث العام الماضي..وليس قبل اثنين وستين عاما..فكما ذكر الأستاذ العزيز مهدي قاسم يوم امس..كانت هناك حملة تصعيد وتشهير مخطط لها مسبقا ومنظمة ومحبوكة بشكل واضح قبل أيام من تلك الذكرى..من على منصات التواصل الاجتماعي وخاصة الفيس بوك..حيث انشات صفحات مخصصة لهذا الغرض تمجد بالعهد الملكي وتشتم بالزعيم المرحوم عبدالكريم قاسم..الغريب في الامر ان حوالى 95 بالمئة ممن يسمون انفسهم دعاة او مناصري الملكية هم من مواليد 1996 فما فوق..(يعني بالعامية العراقية حتى على صدام ما ملحكين)..حيث فتح هؤلاء عيونهم على الدبابات الامريكية وهي تجوب شوارع بغداد…فما هو السر وراء هذه الحملة..وهل ورائها جهات؟؟الجواب نعم جهات عادت تلعب على وتر الطائفية مرة أخرى .رغم ان الزعيم كان (سني) المذهب لكنه كان عاشقا للشيعة كما هو عاشق للسنة..واستشهد هنا باقتباس للمفكر اياد جمال الدين..الذي ذكر وعلى ضوء ذكرى الثورة ان الطائفيون السنة لا يتفقون مع الطائفيين الشيعة في أي شيء الا في كراهية الزعيم..وهذه من اعجب العجائب..)..انتهى الاقتباس..وهذا دليل على ان الزعيم رحمه الله هو عدو الطائفية الأول…

وهناك نقطة أخرى يجب الانتباه لها وهي التعتيم المطلق والمتعمد لدور عبد السلام عارف في قتل العائلة المالكة..(رحمهم الله جميعا) وبتنفيذ المجرم عبد الستار العبوسي الذي تلقى أوامره مباشرة من عارف ..التابع الذليل لعبد الناصر…الذي كان يطمع بالعراق وثرواته…

الغريب في الحملة الهوجاء التي قادها زعاطيط وجيل الحصار والبوبجي…انهم يرددون كالببغاء عبارتين لا ثالث لهما..انتقاصا من الزعيم قاسم..الاولى هي اتهامه بقتل العائلة المالكة والثانية هي محاولة طمس إنجازاته الهائلة بنسبها الى ما سمي بمجلس اعمار العراق…ولنفترض ان مجلس اعمار العراق حقيقة وليست خيال فنقول ان الزعيم قد نفذ واكمل ما خططه المجلس المزعوم….فاين المشكلة؟؟

أخيرا هناك ملاحظة مهمة جدا وهي سبب أساسي في الحنين الى العهد الملكي..او الجمهوري او أي عهد غير عهدنا اليوم…وهي حالة الإحباط العميق الذي يعيشه الفرد العراقي وخصوصا بعد عام 2003وهو يرى العراق في كل العهود الملكية والجمهورية قبل عقود كثيرة .يراه افضل بمئات المرات من الواقع المر والمزري الذي يعيشه اليوم وهو يرزح تحت حكم رجال الدين والمعممين وعملاء ايران الذي نهبوا كل ما تبقى من ثروات العراق واعادوه الى عصر ما قبل الثورة الصناعية..بفضل عمالتهم المخزية والمطلقة لجار السوء ….حيث يعيش ثاني احتياطي نفطي في العالم في عام 2020 تحت رحمة المولدات الاهلية..فالى أي انحطاط وصل اليه حكام اليوم….؟؟؟

عمار البازي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here