الصحة تركز على حالات الشفاء وتنتظر العلاج الروسي

علي الأعرجي

على نحو مفاجئ بدأ العراق يسجل ارتفاعاً متسارعاً في معدل حالات الشفاء، دون أن تعلن وزارة الصحة تغييراً في بروتوكول العلاج، أو تحدد أسباب التطور الإيجابي.

الوزارة اتبعت ستراتيجية جديدة كما يبدو بالتركيز على حالات الشفاء، عبر حملة تصريحات للمسؤولين فيها، فضلاً عن تغيير آلية إعلان الموقف الوبائي، بدءاً بتقديم مؤشر حالات الشفاء على أعداد الإصابات الجديدة، ثم استباق إعلان الموقف الوبائي بنشر معدل حالات الشفاء خلال 24 ساعة.

وأعلن وزير الصحة والبيئة حسن التميمي، أمس الأول الثلاثاء 14 تموز ، تحقيق أعلى نسبة شفاء في العراق للمصابين بفايروس كورونا.

وقال التميمي في تصريح للوكالة الرسمية، إن “العراق يحقق اليوم أعلى نسبة شفاء وهي 67% من مجموع المصابين الكلي”، في حين لم تتجاوز النسبة 57% قبل 3 أيام فقط.

وشدد الوزير، على ضرورة “التزام المواطنين ومساعدتهم للجهات الحكومية من الناحية الوقائية للحد من انتشار وباء كورونا”، دون أن يتحدث عن أسباب الارتفاع المفاجئ.

وتُقرأ خطوات وزارة الصحة، التي واجهت انتقادات حادة مؤخراً، إثر ارتفاع حصيلة الضحايا وتسجيل حالات وفاة بين شخصيات شهيرة من فنانين ورياضيين وسياسيين، في مسارين ربما، أحدهما لفت النظر إلى حالات الشفاء المتصاعدة قبل الإعلان عن العلاج المستخدم مؤخراً، أو التركيز على إحصائيات الشفاء لتخفيف الضغط عنها والتغطية على عجز النظام الصحي عن استعياب موجة الجائحة الفتاكة، والفشل في قطع سلسلة تفشي الفايروس القاتل.

وسجل العراق على مدى 3 أيام متتالية، ارتفاعاً مُطَّرِداً بفارق وصل إلى أكثر من ألف حالة يومياً، حيث استهلت الوزارة موقفها الوبائي ليوم الأحد 12 تموز ، على غير عادتها، بعدد حالات الشفاء التي بلغت 1645 حالة في 16 محافظة، وتصدرتها الكرخ بتسجيل 213 شخصاً تماثلوا للشفاء.

بعد 24 ساعة أعلنت الوزارة، تسجيل أعلى نسبة شفاء في دائرة صحة الرصافة ليوم واحد منذ بدء ظهور الوباء، بتسجيل 518 حالة، وجاء هذا الأعلان قبل الكشف عن الموقف، الذي تضمن أعلى نسبة شفاء في العراق منذ ظهور الوباء وبرقم قياسي بلغ 2274 معظمها في الرصافة.

وأعلنت وزارة الصحة،أول أمس الثلاثاء، تحطيم رقم قياسي جديد بعدد حالات الشفاء، حيث سجلت 3784 حالة شفاء، أي بفارق يفوق 1500 حالة، وهو ما يعزز فرضية تشير إلى أن الارتفاع ليس محض صدفة، وأن هناك ستراتيجية وبروتوكولاً جديداً يقف وراءه.

وبالعودة إلى التصريحات الأخيرة من وزارة الصحة وعدد من المسؤولين، حول آخر المستجدات بشأن البروتوكولات العلاجية المتبعة، فإن الأنظار تتجه نحو العلاج الروسي “أفيفافير” والأمريكي “ريمديسيفير”

وقال مدير الصحة العامة في وزارة الصحة رياض الحلفي في تصريح سابق، أن “وزارة الصحة تستخدم بروتوكولات علاجية، ولوائح معتمدة من منظمة الصحة العالمية، منها علاج بلازما النقاهة الفعال”، مبينًا أن “أهم جانب يتم التركيز عليه، هو الحالة النفسية للمصاب، إذ تتحكم بالمناعة بشكل طردي”.

وأوضح، أن “العلاج الذي اعتمدت عليه أغلب الدول هو الروسي والمسمى (أفيفافير) الذي استخدم كعلاج وساهم في تسريع شفاء مرضاهم وحقق نجاحاً كبيراً، أذ تمكن خبراء الصحة من تصنيعه في أحدى الشركات الخاصة واستخدامه في البروتوكولات العلاجية للمرضى، كما تمت أضافة العلاج الأمريكي (ريمديسيفير) تجريبياً ريثما يتم اكتشاف علاج خاص بالفيروس”.

وفي وقت سابق، توقع عضو لجنة الصحة والبيئة في البرلمان العراقي، غايب العميري، انخفاض عدد الوفيات بفايروس كورونا، وارتفاع حالات الشفاء من المصابين بالفايروس.

وقال العميري أن “التفاؤل يعزى ألى استخدام علاجي أفيفافير وريمديسيفير، اللذان أدخلتهما وزارة الصحة لبروتوكولها العلاجي”.

لكنه أشار بالمقابل، إلى عدم إمكانية توجه مؤشر الجائحة في البلاد، لعدم وجود ثوابت راسخة تتعلق بطبيعة الفايروس، مؤكداً أن “السيطرة على الأزمة مرهون بوعي المواطنين”، مايعزز فرضية توجه العراق نحو صب الاهتمام على رفع حالات الشفاء وسط العجز عن أيقاف أو تقليل الأصابات.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here